دارين العلي
أسفر الاجتماع التنسيقي الذي عقد في الهيئة العامة للبيئة مع وزارة الداخلية امس عن كشف حقائق خطيرة عن «الفومات» التي استخدمت أثناء الاحتفالات بالأعياد الوطنية لعل أبرزها ان الكثير من العبوات التي استخدمت كانت عبارة عن فوم يستخدم في تلميع السيارات وإزالة الأصباغ وقد وضع عليها ملصقات مزورة لترويجها تجاريا واستخدامها في الاحتفالات.
وقال مدير إدارة البيئة الصناعية في الهيئة م.محمد العنزي في تصريح لـ «الأنباء» ان الاجتماع الذي حضره الوكيل المساعد لشؤون الأمن العام اللواء خليل الشمالي سيتكرر الأسبوع المقبل بحضور وزارة التجارة والبلدية والإدارة العامة للإطفاء والهيئة العامة للصناعة بهدف استصدار توصية بمنع تداول واستيراد وتصنيع المادة الخاصة بالفوم ومصادرة كل الكميات الموجودة في البلاد.ولفت الى ان المواد الموجودة في الفومات المزورة تدخل في تركيباتها مواد خطيرة على الجلد والعين والاستنشاق وبعض المواد المسرطنة وقد تم استخدامها من بعض المستهترين سواء من المروجين والتجار او من قبل الأشخاص الذين استخدموها مع علمهم بما تحويه، ما أدى الى إحداث أضرار بالصحة العامة، وذكر العنزي ان هناك ما يقارب المليوني عبوة كانت موجودة في البلاد من الفوم خلال شهر فبراير تم رصد دخول 700 ألف عبوة خلال عامي 2009 و2010 والداخلية صادرت الكمية نفسها فضلا عن الذي يصنع في الداخل، مشيرا الى الرقابة الشديدة التي تفرضها الهيئة حاليا على المصنع الذي ينتج هذه السلعة التي تحوي بعض المواد السامة كالبنزين والفورملديهايد والتي تعتبر ضارة جدا لو استخدمت في غير موضعها.
وأشار الى ان هناك عددا من المواد المصرح بدخولها الى البلاد كالعبوات الخاصة بتلميع السيارات وإزالة الأصباغ لاستخدامها في الغرض المستوردة من أجله وليس لممارسة الغش التجاري وترويجها من قبل بعض التجار كمواد للاحتفال، ما يتطلب من البلدية والتجارة تشديد الرقابة لوقف هذه المخالفات ومعاقبة المسؤولين عن أذى الناس.
من جانب آخر، أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة علي حيدر ضرورة العمل على اتخاذ قرار بوقف استيراد وتصنيع علب الرغوة (الفوم) لما لها من أضرار على صحة الإنسان.
وقال حيدر في تصريح لـ «كونا» امس بعد اجتماع الهيئة مع وزارة الداخلية ان مظاهر الاحتفالات بالعيد الوطني والتحرير «اتخذت منحى مستغربا فلم تعد سوى شباب يطوفون بشارع الخليج والشوارع الأخرى ويرمون الناس بالرغوة التي تسببت بإلحاق الأذى بالكثيرين».
وأكد أهمية رفع توصية الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار بمنع استيراد وتصنيع تلك المادة في الكويت، مشيرا الى السموم التي تحتويها وتؤثر في صحة الإنسان.
وقال ان مستشفى البحر للعيون شهد خلال أيام الاحتفالات الوطنية اكتظاظا بسبب الإصابات التي تعرض لها الكثيرون نتيجة استخدام رغوة الفوم، مبينا انها تحتوي على مواد كيميائية ضارة، ما يسبب خطرا على العين اذا ما دخلت اليها.
وأوضح انه من الأعراض التي تتسبب بها الرغوة الحكة وإثارة الدموع وإصابة العين، لاسيما ان هذه المواد الكيميائية تتفاعل وتصبح مواد كيميائية ثانوية وأكثر حساسية داعيا الى اتخاذ كل التدابير لمنعها وتداولها.
من جهته، أكد الوكيل المساعد لشؤون الأمن العام في وزارة الداخلية اللواء خليل الشمالي حرص الوزارة على سلامة المواطنين والمقيمين في الكويت داعيا الى وقف تداول علب الفوم لما تسببه من أضرار صحية على الإنسان.
وقال الشمالي ان الاحتفالات بالعيد الوطني والتحرير تعد تعبيرا صادقا لفرحة المواطنين، داعيا الى ان يكون التعبير عن هذه المشاعر في حدود قواعد القانون لضمان عدم الخروج عن التقاليد والأعراف والأجواء الصحية.
وأعرب عن أسفه لازدياد رواج تلك المواد في الأعياد الوطنية، مؤكدا أهمية التوعية من كل الجهات المعنية بخطورة الفوم والأضرار الصحية التي تتسبب بها.وأشار الى اكتشاف الكثير من العلب المغشوشة إذ تم ضبط بعضها تحمل ملصقات غير صحيحة، تشير الى انها للتسلية في حين انها ليست سوى مواد تنظيف تم غشها.
وذكر ان رش هذه الرغوة على الأوجه والأعين أو على الجلد قد يصيب الشخص بأمراض لا تحمد عقباها، مشيرا الى انه تم خلال فترة الأعياد مصادرة 30 ألف كرتون من علب الفوم وكميات كبيرة من الألعاب النارية.
واقرأ ايضاً:
مجلس الوزراء: 8 قرارات لضمان تنفيذ الخطة التنموية دون معوقات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد جميع وسائل الإضراب والامتناع عن العمل