أسامة أبوالسعود
اعلن وزيـر المواصــلات ووزير الدولة لشؤون مجـلس الأمة شريدة المعوشرجي في تصريح لـ «الأنباء» عن بذله كل الجـهود الممكنة لإنجـاز مشروع «مترو الانفاق» في الكويت، مـؤكدا انه سـيطرح المشروع اليـوم خـلال اجــتـمـاع اللجـنة الوزارية التنسيـقيـة وسيلتقي كـذلك اللجنة المشكلـة لبـحـث الموضـوع خــلال الاسبوع الجاري.
واوضح المعوشرجي ان «المترو» اصـبح حـاجـة مـاسـة وضـرورة حـتمـيـة لتلافي الازدحـام المروري مسـتقـبلا، مشـيدا بإقـرار الحكومة السابقة لهذا المشروع كفكرة ومشددا على سعيه الدؤوب لإنجازه كواقع.
ولفت الى انه التـقى السـفـيـرة الفـرنـسـيـة لدى الكويـت كـورين بروزيه التـي ابدت رغـبــة بلادها والشـركات الفـرنسـية فـي تنفيـذ المشـروع نظرا لما لهـا من سـمـعـة عالمية طيبة في هذا المجال.
هذا وأسهمت مشروعات «المترو» بعدد من المدن مـثل القاهرة وتونس في حل مــشكلات مـروريـة كـادت تصل الى مـســتـوى كـارثي قـبل انجـازها، الامر الذي يطرح تسـاؤلا حـول ضــرورة انشـاء مــثل هذه المشروعات في الكويت.
ويمكن لنا ان نـتـصـور مـدينة القاهره دون شبكة «مـترو» الانفاق اليـوم فلولا مـشروع «المتـرو» الذي سـمي في مصـر بـ «الهـرم الرابع» كناية عن عظمة المشروع وضخامته لما اسـتـطاع احـد دخـول الـقـاهرة اوالخروج منها.
ويرى بعـض خــبــراء الـنقل والمرور ان شـبكة الطرق الكويتـيـة مـهمـا احدث عليـهـا من توسعـات وتعـديلات فـإنهـا حلول مـؤقـتـة لاسيـما لعدم قـدرتها على مواكـبة الزيادة السنويـة للمـركـبـات التي وصل معدلهـا السنوي الى اكثر من 120 ألف مركـبة، في حين يكمن الحل الدائم والاستراتيـجي بإنشاء شبكة لـ «المتـرو».
وتكمن اهميـة «المترو» باعـتـباره وسـيلة نقل حـضـارية وسريعة وصديقة للبيئة في اي بلد يحــرص علـى الدفع بعــجــلات اقتصاده الى الامام استطاع ان يغير من ايقاع الحيـاة بالمدن التي تسعى لمواكبة متطلباتها التنموية بتقليص الازدحامات المرورية.
وتسمح شـبكة «متـرو الانفاق» بخلق مجتمعات عمرانية وسياحية وثقـافـيـة جـديـدة وذلك بتـوزيع التـمـركـز السكاني على ضـواحي المدينة بدلا مـن وسطهـا، مـا يتـيح بتحول مركز المدينة مع مرور الزمن الى مـكان لـلاســــواق والفـنادق والمؤسسـات الرسمـية، فـضلا عن ازدهار الحـركة السيـاحيـة وبذلك تتـحـول محطات «المـترو» خـارج منطقــة وسط المدينة الـى ضـواح متصلة بمركز المدينة.
وتسـتغرق مـشاريع «المـترو» عشرات السنين اذ مازالت مدن كبرى مثل «لندن» و«باريس» مستمرة في تطوير شــبكاتـهـا التـي بدأت في انشائهـا عمليا قبل الحرب الـعالمية الثانية.
واتاح التطور التكنولوجي الذي طرأ في العقود الاخيرة على قطارات «المتـرو» وطرق الحـفـر وتقنيـات التــحكم الآلـي ونظام التــغــذية الكهربائـية امكانية تنفـيذ «مـترو» الانفاق في أي مدينة في العالم سواء كانت مدينة قديمة او حديثة.
وكانت وزارة الاشغال العـامة اعدت دراسة عام 2005 بينـت فيهـا ان استـخدام قطارات الانفاق كوسيلة للنقل العام يفـسح الجال امـام النمـو والتطور السـريع لاسـيـمـا في المناطق ذات الكثافة العالية، بالاضافة الى فوائده المادية والتنموية والبيئية الجمة.
الصفحة في ملف ( pdf )