-
40٪ مــن كـبـار السـن والأطفال تجمدت أطرافهم وتــم بترها بعد أن سرت بهـم الغرغرينا
-
إغـاثة ألـف شخــص مــن سكــان هيرات والمتطـوعــون رسموا بسمة الحياة على المنكوبين من أول يـوم لوصولهم
موسى أبوطفرة
لا تقف تبرعات الكويت ومساعداتها الإنسانية، حيث يمتد العمل الخيري الى كل أصقاع الدنيا ومع أول نداء إغاثة يذاع يكون الهلال الأحمر الكويتي سباقا لتلبية النداء، حيث تمتد يد الإغاثة الكويتية بكل ما تحمل من مساعدات إنسانية ترفع العناء والحاجة عن المحتاج. وعبر هذه الصفحات نسلط الضوء على جهود المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الكويتي وعمليات الإغاثة التي يقومون بها في العديد من الدول والتي تعزز مسيرة البذل والعطاء الكويتية المتدفقة من حرص صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على مساعدة كل محتاج وتوجيهات رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي برجس البرجس وجهود متطوعين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسانية عبر تخفيف معاناة الآخرين ديدنهم في ذلك هو العمل الخالص والنقي ليكونوا بلسما لشفاء كل ألم. «الأنباء» التقت مسؤول الإمداد في لجنة الإغاثة بالهلال الأحمر الكويتي جاسم قمبر الذي أكد ان مع كل مهمة إغاثة تتم يزيد الإصرار على التواصل في هذا العمل رغم ان المخاطر تشوبه في بعض الأحيان، فما بين عمليات الاختطاف والتفجيرات والكوارث الطبيعية تكون المهمات الخيرية نبراسا للسلام وعطاء للإنسانية. وذكر قمبر ان العمل الإنساني الذي تقوم به لجنة الإغاثة يستمد طاقته من توجيهات ومتابعة مستمرة من قبل رئيس الهلال الأحمر برجس البرجس الذي يتابع التقارير أولا بأول ويشرف على عمليات الإغاثة ووصول المساعدات للمتضررين ويوجه وفود المتطوعين، موضحا ان الهلال الأحمر الكويتي يكون في طليعة وفود الإغاثة بعد أن يلبي النداء.. وإليكم تفاصيل اللقاء:
بعد أن وجهت مدينة هيرات، التي تقع غربي أفغانستان والتي يتجاوز عدد سكانها النصف مليون، نداء استغاثة للجميع بسبب تزايد سقوط الثلوج التي قطعت الممرات وأبادت الأرض والحرث وأسقطت العديد من القتلى من الأطفال وكبار السن وبعد هذا النداء الإنساني لبى رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الكويتي النداء وأمر بتشكيل وفد عاجل من متطوعي الهلال للسفر إلى هيرات عبر كابول لتقديم المساعدات الإنسانية بعد تواصل تدفق التقارير التي أكدت وجود معاناة إنسانية اثر موجة تساقط الثلوج التي عادت بعد 40 عاما من التوقف.
نداء الاستغاثة
مسؤول الإمداد في لجنة الإغاثة التابعة للهلال الأحمر الكويتي جاسم قمبر كان أحد أعضاء الوفد الذي التقته «الأنباء» ليتحدث عن هذه المهمة حيث ذكر انه بعد ان تم تلقي نداء الاستغاثة أمر رئيس الجمعية برجس البرجس بإرسال وفد بالسرعة الممكنة حيث تم السفر الى كابول وبدأت الرحلة الى هيرات وذلك بعد ان تعرض الفندق الذي نزلنا به في كابول الى التفجير بعد يوم واحد من خروجنا ليتأكد لنا ان هذه المهمة لن تكون سهلة ولكن ليس أمامنا إلا المضي لتلبية نداء الاستغاثة وإزاحة المعاناة عن المتضررين، وبعد مسيرة يوم كامل وصلنا الى هيرات وهي تقع غربي أفغانستان ويمر بها نهر هريدود وهي من المدن الاثرية وأثناء لحظة وصولنا الى هذه المدينة شاهدنا أمامنا عملية خطف لأحد الأشخاص حيث واصلنا العمل في زيارة المستشفيات ودور الأيتام والأماكن المتضررة لإعداد تقرير عاجل لإرساله للكويت حتى يتم على ضوئه تحديد ماهية المساعدات ونوعيتها.
وأضاف قمبر واصل فريق المتطوعين الكويتي التابع للهلال الأحمر بعد أن أعد تقريرا ووصول مواد الإغاثة العمل على شراء المواد الغذائية وجرى توزيعها على الأهالي لتشمل ألف شخص حيث تكفي لمدة 6 أشهر، مؤكدا ان المتطوعين في الهلال الأحمر الكويتي رسموا بسمة الحياة على المتضررين من أول يوم وصول لهم.
برودة الطقس
وأضاف قمبر ان الدفعة الثانية من المعونات كانت ذات أهمية كبرى، إضافة الى المواد الغذائية حيث جرى توزيع الأدوية لعلاج المرضى والبطانيات والفوانيس والمدافئ، حيث ان المتضررين عانوا من برودة الطقس وسوء الأحوال الجوية التي أضرت بالمراعي وبالحيوانات التي يرعونها وكذلك أثرت بشكل مباشر على صحتهم، مؤكدا ان هدف الهلال الأحمر الكويتي كان يرتكز على سرعة إيصال المؤن والإغاثة بأسرع وقت حتى يتم رفع المعاناة الإنسانية عن سكان هذه المدينة والتي حصدت الثلوج العديد من الوفيات أغلبهم من كبار السن والأطفال.
وقال قمبر ظاهرة محزنة حدثت هناك، وذلك نتيجة لشدة البرودة وكثرة الثلوج ولكون الأهالي لم يعتادوا على مثل هذه الأجواء من قبل، فقد عانى قرابة 40% من سكان هذه المنطقة من تجمد أطرافهم السفلى، حيث جرى بترها بعد ان سرت بها الغرغرينا وكانت هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير حيث نادرا ما ترى شخصا إلا وقد قطعت إحدى رجليه نتيجة البرودة الشديدة وعدم تدبر الأهالي كيفية التعامل معها لجهلهم بنتائج البرد وشدته التي لم يعتادوا عليها.
وحول الظروف المصاحبة لعملهم قال قمبر ان الفريق سار في احد الأيام لمسافة 3 كيلومترات وذلك بعد ان انقطع الطريق بسبب الثلوج ولم تتمكن السيارات من السير حيث تم قطع المسافة مشيا على الأقدام للوصول الى احدى القرى لإعداد تقرير للإغاثة وبدء توزيع المساعدات، موضحا ان فرق الإنقاذ عملت في هذه المنطقة لمدة تجاوزت الشهرين ونصف الشهر وسط المخاطر من أجل المساعدة التي تعد نبراسا مضيئا وشرفا نتقلده في الهلال الأحمر وعنوان الخير لدولتنا الحبيبة، فكل عمل نساهم به لتخفيف المعاناة ولإنقاذ الأرواح يدعونا للمزيد من العمل والجهد.
توزيع المعونات
وحول طرق الإغاثة، قال قمبر إن وفد الهلال أعد نقاطا متعددة لتوزيع مواد الإغاثة والمستلزمات وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الأفغاني حيث يتم توزيع الأغذية والبطانيات وغيرها على الأسر المتضررة.
وأوضح ان وفد الهلال زار كذلك المستشفيات وقام بتزويدها بالأدوية التي يحتاجونها وكذلك قام الوفد بعمل زيارات ميدانية الى مساكن الأهالي بمرافقة طبيب للكشف على الأطفال والنساء وتقديم العلاجات المناسبة لهم، لافتا الى ان وفد الهلال قام بجهود حتى يرفع المعاناة عن المتضررين.
عالم آخر
وقال قمبر ان الحياة في مدينة هيرات تنقلك لعالم آخر أشد ظلاما فلا وجود للكهرباء وسط الحياة البسيطة والبرد القارس وتساقط الثلوج المستمر وكانت الحياة هناك بدائية لأبعد الحدود وما ان تغيب الشمس حتى يختفي الجميع فلا اثر لبشر في الظلام لكون البرد شديد جدا، موضحا انه طول مدة بقاء وفد الهلال كانت الاتصالات متواصلة والتقارير يتم ارسالها للوقوف على الحالة الإنسانية هناك ليتواصل إمداد الناس بالمعونات التي يحتاجونها. وذكر قمبر ان فريق الهلال الأحمر وأثناء إنجازه مهمته التقى نائب الرئيس الأفغاني محمد كريم خليلي الذي شكر في هذا اللقاء الوفد الكويتي والكويت على هذا الجهد وأثنى على دور الهلال الأحمر في إغاثة المنكوبين.
شكر وثناء لسفاراتنا في الخارج
وجه مسؤول الإمداد والإغاثة جاسم قمبر الشكر الجزيل لجميع العاملين في سفاراتنا بالخارج على الجهود التي يبذلونها في تسهيل مهام اخوانهم في الهلال الأحمر الكويتي، حيث اكد ان تلك الجهود تعد عونا لهم في القيام بمهام عملهم على أكمل وجه وذلك عبر تذليل الصعاب للوصول الى الغاية الأسمى في الإغاثة، وخصّ قمبر بالشكر سفراء الكويت في اندونيسيا وهم فيصل المسلم وناصر العنزي ومحمد فاضل خلف والديبلوماسيين والسكرتارية العاملين في السفارة على ما قاموا به من جهود طوال 6 سنوات كانت حافلة بتواصل تدفق المعونات الكويتية لمدن إندونيسيا وبناء المساكن، فلهم منا كل الشكر والثناء.
رئيس الوزراء وفّر طائرة بشكل عاجل لسرعة وصول المساعدات
معونات هاييتي.. خيام بعد موجة الزلازل والفيضانات
بعد كارثة هاييتي لبى متطوعو الهلال الأحمر الكويتي النداء في إيصال المساعدات الإنسانية الى المحتاجين، حيث ذكر جاسم قمبر ان الكويت وبعد إعلان تبرعها أسندت المهمة الى جمعية الهلال الأحمر الكويتي لإيصال المعونات وهي عبارة عن خيام تم تحديدها من لجنة الإغاثة العالمية في الصليب الأحمر الدولي وتم تحديد موعد إقلاع الرحلة وذلك بعد ان ساهم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في توفير كل السبل المتاحة لنقل شحنة الإغاثة بشكل عاجل، وخلال 24 ساعة كان الوفد الكويتي في هاييتي يقوم بتسليم المعونات.
وحول مهمة الرحلة قال قمبر إن الصليب الأحمر الدولي رأى ان يتم تقييم نوعية المعونات على الدولة التي أبدت موافقة على مساعدة منكوبي هاييتي حيث من غير المعقول ان تكون كل المساعدات أغذية أو كلها أدوية أو خياما حيث حدد الصليب الأحمر مساهمات الدول لكي يتم تخفيف المعاناة.
وقال قمبر انه مع لحظة الوصول الى مطار هاييتي وجدنا الترحيب من قبل مستقبلينا وأخذونا بالأحضان حيث مكث الوفد 9 أيام وذلك للإشراف على وصول المعونات لمحتاجيها.
بعد تعرض مدنها لسيول وأمطار استمرت 36 ساعة
«الهلال» حاضر في مد يد المساعدة للأشقاء في اليمن
أكد جاسم قمبر انه وبعد موجة الأمطار المستمرة على مدينة حضرموت وعدد من المدن في اليمن والتي استمر البعض منها لمدة 36 ساعة متواصلة فإنه من الطبيعي ان تحدث فيضانات تحتم على ساكني المناطق تلك مواجهة الأخطار، وهذا ما حدث في هذه المدن، وبعد ان وجهت جمهورية اليمن نداء الاستغاثة لبى فريق الهلال الأحمر الكويتي كعادته النداء وكان أول الفرق الواصلة لهذه المدن، حيث تم تحديد نوعية مواد الإغاثة التي أرسلت على عجل لمساعدة اخواننا هناك فكانت المواد مقسمة لأغذية ومواد طبية وخيام وتم الإشراف على توزيعها.
وحول الأحوال في هذه المناطق قال قمبر إنها تعاني من عدم وجود كهرباء في عدد منها وكذلك يواجه الناس هناك التشرد لتهدم منازلهم جراء السيول والأمطار الغزيرة وتحطم الجسور التي تربط بين المدن مما جعلها معزولة.
وأكد قمبر ان الهلال الأحمر الكويتي كان حاضرا ليمد يد المساعدة والعون للأشقاء في اليمن ويرفع المعاناة بكل ما أوتي من دعم من قبل المسؤولين في «الهلال» لتخفيف الآلام التي عانى منها الأشقاء في هذه المدن.
واقرأ ايضاً:
«الهلال الأحمر»يواصل جهود الإغاثة في إندونيسيا ( 1 -2 )
افتتاح مستشفى الكويت ومسجد علي عبدالوهاب المطوع في الصومال
الخليفة: 70 عيادة جديدة في مختلف التخصصات بمستشفى الجهراء قريباً وأجنحة للباطنة تضم 240 سريراً
الخفير: استحداث قسم لـ «الأنف والأذن» في مستشفى السيف
«الصحة»: استخدام نظام «الهاسب» لسلامة الأغذية من مخاطر التلوث الكويت