في الحادي والثلاثين من شهر (مايو) من كل عام يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، لذا دعا د.حمدي عبد المنعم عبده المدير الطبي بمستشفى الراشد الى ضرورة الاهتمام بهذا اليوم حيث تنتشر عادة التدخين اليوم في العالم كافة، وتأخذ أشكالا عديدة: السجائر – السيجار – النرجيلة الشيشة – الغليون - مضغ الأوراق، وتساهم الشركات التجارية في نشر هذه العادة لأسباب مادية، حتى ان الشركات الكبرى أخذت اليوم تتوجه في الدعاية الخاصة بها إلى جمهور المستهلكين المراهقين وحتى الأطفال في بعض الأحيان، مما يسبب تزايد انتشار هذه العادة في أعمار مبكرة، حيث تزداد خطورتها، تشير الإحصاءات في الدول المتقدمة إلى أن 70% من المدخنين يبدأون قبل سن 18، إن البالغ الذي يدخن يقوم بتخريب أنسجة جسمه المكونة سابقا، أما المراهق والطفل، فإنهم يدخلون السموم الناتجة في تكوين أنسجتهم التي لاتزال طور النمو، متسببين لأنفسهم في أخطر الأمراض في أعمار مبكرة جدا. وأضاف د.حمدي عبده ان النيكوتين هو المادة الأساسية في تركيب التبغ، وله تأثير منشط ومهيج، وهو الذي يؤدي إلى الإدمان. وهو مادة شديدة السمية، تدخل في تركيب عدد كبير من المضادات الحشرية، تحتوي السجائر على كمية صغيرة نسبيا من هذه المادة السامة، كما أن قسما منها يتلف نتيجة حرارة الاحتراق، لكن المتبقي كاف لإحداث الإدمان والأضرار الصحية ويختلف مفعول النيكوتين في الجسم حسب الكميات المأخوذة، فالكميات الصغيرة لها تأثير منشط ومحرض لإفراز الأدرينالين، الذي يزيد من عدد ضربات القلب ويمكن أن يجعلها غير منتظمة، ويزيد من ضغط الدم ويقلل الشهية للطعام، أما الكميات الكبير، فيمكن أن تكون قاتلة (بعض أنواع التسمم بالمواد المضادة للحشرات)، والمدخنون يتناولون عادة كميات صغيرة إلى متوسطة، لكن تأثيرها تراكمي في الجسم ويؤدي النيكوتين إلى الإدمان. كما ذكر المدير الطبي د.حمدي عبده مضار التدخين وانه يعد السبب الأول للأمراض المميتة في العالم، حيث يساعد على حدوث عدد كبير من الأمراض الخطيرة، نذكر منها «سرطان الرئة، سرطان الفم والحنجرة، سرطان المريء، سرطان المرارة، البنكرياس، الكلية والبروستات» ويؤدي الى زيادة نسبة الوفيات بالتهاب القصبات الهوائية وأيضا يضاعف نسبة الاصابة والوفيات بأمراض القلب بمقدار 50% ويزيد نسبة الحوادث الوعائية الدماغية (السكتة الدماغية). كما يؤدي الى تضيق الشرايين المحيطية الذي قد يتطور الى بتر الأطراف. وتحدث د.حمدي عبده عن الدوافع التي تحمل الشاب أو المراهق على التدخين وقال ان هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين، وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
تساهل الوالدين
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلا على الولد أن يعتقد أن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة وإلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبناءهم عن سابق إصرار وتصميم على التدخين.
الرغبة في المغامرة
إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أترابهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فإنهم يجربون أمورا مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة، فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.
الاقتناع بواسطة الأصدقاء
الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذا من شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم.