- تسريب الامتحانات حُوِّل إلى القضاء بعد أن سلمت تقريراً بذلك للنائب العام
- زيادة رواتب المعلمين غير الكويتيين أمام «الخدمة المدنية» وأتابع بنفسي الموضوع
مريم بندق
اكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود ان الرسالة السامية التي يتحملها المعلم بكامل ابعادها تتضاعف الحاجة اليها كلما تضاعف نتاج الثورة المعلوماتية وتتابعت الانجازات العلمية والتكنولوجية التي ربما يعتقد البعض انها تقلل من الحاجة للمعلم، لافتة الى ان المعلم ليس ناقل معلومات او شارح نظريات فحسب بل ان دوره وتطوير ادائه والتركيز على الجوانب الانسانية والقيمية مطلب مهم حاليا ومستقبلا.
واضافت الحمود خلال رعايتها المؤتمر التربوي التاسع والثلاثين والذي تقيمه جمعية المعلمين الكويتية تحت شعار «الاعداد الامثل.. لمعلم المستقبل» نيابة عن سمو ولي العهد ان الجمعية تعد في طليعة المؤسسات المجتمعية التي تستشعر الدور العظيم والرسالة الجليلة التي تناط بالمعلم في كافة المجتمعات وعلى مر العصور فهو دائما مناط الامل ومعقد الرجاء في احداث التغيير الذي تنشده المجتمعات لتحقيق التقدم الذي يطمح اليه الجميع في مختلف المجالات.
وبينت الحمود ان الشأن التربوي يعد قضية عامة للمجتمع بأكمله، وليس حكرا على أشخاص معينين، لافتة الى أن «التربية» تشجع الحوار وتستمع الى الآراء والملاحظات المقدمة وتأخذها بعين الاعتبار ومن ثم تخضعها لتمحيص ودراسة قبل اتخاذ قرار بشأنها، مبينة في الوقت نفسه ان المجتمع الكويتي مفتوح، و«التربية» قادرة على عزل ما يجب أن يكون داخل الوزارة وما يجب أن يخضع للرأي العام والدراسة مشيرة الى أن تقرير توني أغفل جوانب كثيرة مشرقة في النظام التربوي في الكويت، فالوضع ليس كما أشار التقرير مظلما وضبابيا، مستطردة بالقول «اننا نرى أن التعليم يحتاج الى تطوير وإصلاح، وهناك منطلقات نادينا بها كتربويين للتطوير قبل أن نكون مسؤولين، وتلك واضحة أمامنا وموضوعة في جدول عمل ضمن أولويات وبرامج محددة».
ومضت الوزيرة قائلة ان «التربية» تنتهز كل الفرص لمناقشة الشأن التربوي وسماع وجهات النظر من المختصين أو المواطنين أو ذوي الشأن في سلطات مختلفة، في نقاش تربوي يثري التربية، لافتة الى أن موضوع زيادة رواتب المعلمين غير الكويتيين أمام ديوان الخدمة المدنية، مشيرة الى أنها تتابع معهم هذا الموضوع، راجية أن توفق في تهيئة الأمان المادي والنفسي للمعلم سواء الوافد والكويتي.
«حماية المعلم» مستحق
واكدت الحمود أن قانون حماية المعلم مستحق الآن، كون مهنة التعليم تعتبر مميزة، وقد شكلت الوزارة فريقا مشتركا مع جمعية المعلمين ومجلس الخدمة المدنية ووزارة المالية لبحث كيفية تمييز المعلم من ناحية تأمين مزايا له توفر له الجو الآمن ماديا ونفسيا ليتمكن من أداء رسالته، معلقة على توجيه النائبة د.رولا دشتي سؤالا حول موضوع تسريب اختبارات الثانوية التي حصلت العام الماضي بان تقرير لجنة التحقيق رفع الى النائب العام، وقد صرحت بهذا الموضوع منذ الصيف الماضي، والقضية مطروحة أمام القضاء، لافتة الى أن المعلومات التي تحتاجها النائبة سترسل لها.
وعن تدريس مواد العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية، أوضحت الحمود أن التواجيه الفنية للمواد الدراسية دأبت على طرح أفكار تربوية يتم دراستها من قبل فرق فنية متخصصة ومن ثم تعرض على مجلس وكلاء «التربية» وتطرح للمناقشة في حوار موسع مع التربويين، وهذا يحتاج الى وقت طويل لاتخاذ قرار بشأنه لافتة الى ان المشاريع قد تقر او ترفض ولكن الفيصل الدراسات والحوارات فيها.
وذكرت الحمود ان المعلمين والمعلمات في جميع المؤسسات التعليمية الذين تتلمذ على ايديهم ابناء الوطن هم من حددوا المنزلة والمكانة التي تبوأها مجتمعنا وهم من صاغوا حياة هذا المجتمع وفكره وثقافته وليس بكثير على هؤلاء الذين علموا الناس الخير ان يوصفوا بأنهم «ورثة الأنبياء» مستدركة في الوقت ذاته استشعار ما هو مأمول منه والذي يتطلب اكبر واكثر من مجرد تمكنه من المادة العلمية والقدرة على استيعاب دقائقها وتعريف الطلبة وتمكينهم من حفظها خاصة مع عظم المسؤولية والرسالة العظيمة التي ينتظرها المجتمع من هذا المعلم.
فتح أبواب التعاون
من جانبه شدد رئيس جمعية المعلمين عايض السهلي على فتح كل ابواب ومجالات التعاون والتنسيق وتصحيح المسار التربوي مع وزارة التربية والجهات المعنية من اجل تأمين المناخ التربوي المناسب الذي يتوافق مع العصر الجديد وتحقيق غايات التطوير والجودة المنشودة مع الاخذ بالاتجاهات التربوية المعاصرة المناسبة بعد ان وضعت الجمعية في اعتبارها الاول ومن واقع دورها ومسؤولياتها الاهتمام بالمعلم بصفته اساس وركيزة العملية التربوية ولحاجته الماسة في تعزيز قدراته وتنمية مهاراته مع تذليل جميع الصعوبات التي تواجهه وتؤثر في عطائه.
واضاف السهلي اننا نبذل قصارى جهدنا لتحقيق غايات مهمة وحيوية للمعلم اهمها السعي الجاد والموضوعي من اجل اقرار مشروع تمهين التعليم واعتباره مهنة شاقة مع اقرار قانون حماية المعلم والحفاظ على جميع مكتسباته وحقوقه اضافة الى تخفيف الاعباء التي يواجهها خاصة الادارية منها والتي لا تدخل ضمن اختصاصاته مما يعوق اداء مهمته والتفرغ الكامل للتعليم.
واضاف السهلي ان شعار مؤتمرنا هذا العام جاء ليؤكد النظرة ذات البعد الموضوعي والافق المستقبلي الواسع في مناقشة مسألة تتعلق بكيفية اعداد المعلم الاعداد الامثل بما يتوافق مع المعطيات والمتطلبات وينسجم مع المستجدات العلمية التكنولوجية والتربوية المتطورة ومع الطموحات المستقبلية المنشودة في صناعة المعلم من اجل تقديم نتاج افضل ومخرجات تربوية مقتدرة علميا وتكنولوجيا ومهنيا مع ايمانها الراسخ بكل مسؤولياتها وواجباتها تجاه المجتمع والوطن.
رؤية واضحة
من جانبه قال المقرر العام للمؤتمر د.سعيد النومس ان المؤتمر ينطلق برؤية واضحة ترتكز على الاستفادة من تعليم وتدريب يتيح للمعلم ومنذ البداية وعلى مدى مساره التدريسي فرصا كبيرة وكثيرة لتعليم وتدريب متميز ينمي شخصيته التدريسية لافتا الى ان رسالتنا في هذا المؤتمر ان نتيح الفرصة لمختلف الاطراف الميدانية الفاعلة في ميدان اعداد وتطوير المعلم بالكويت وفق مسلك التحاور والتشاور وبلورة الرؤى حول اعداد وتطوير المعلم للمستقبل.