العلم هو أول شيء أنزله الله وأوصى به في كتابه الحكيم عندما قال عز وجل: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) والله لا يذكر شيئا إلا فيه حكمة وله أهمية عظيمة يأخذ منه الإنسان الضعيف ويطبقه في دنياه، فللعلم دور عظيم لأنه العمود الذي يبني المجتمعات وبه ينطلق نحو التقدم والازدهار، فلا قيمة لمجتمع ليس فيه علم ولا معرفة، لأنه بدونهما مجتمع فاشل وناقص، أما المجتمع الذي يحرص على نشر العلم وجعله أساس البناء والتنمية فانه يسعى إلى بناء مستقبل زاهر وجيل قوي وواع، وسيتخرج منه علماء وفقهاء سينهضون بعلمهم نحو الارتقاء إلى الحضارة العالمية ويرتقون بمجتمعهم إلى القمة. إن التعليم بجميع مستوياته متوافر بالمجان في الكويت وكم هي نعمة عظيمة نحمد الله ونشكره عليها، ولكن وللأسف أصبح أبناء الكويت يفضلون المدارس الخاصة على الحكومية وأنا منهم، بسبب ما رأيناه من ضعف في التحصيل العلمي في المدارس الحكومية، ولا يتم أي تكريم أو اهتمام بطالب العلم والمتفوق ولا تقديرهم إلا مرة في نهاية السنة، فمن الواجب أن يكون هناك تشجيع دائم ليستمر الطالب في تفوقه وعدم إضاعة أجر من أحسن عملا. وأما الغافل عن العلم فمن الواجب أن نشد على يده ولا ننسى أنه جزء أساسي في التنمية، فيلزم التشدد في تطبيق اللوائح المدرسية على من يهمل في تحصيله العلمي فهي لمصلحته ولمصلحة بناء مجتمع راق. ومن جانب آخر على وزارة التربية أن تلزم المدارس بالتشدد في الحضور والغياب، فمن الملاحظ أنه إذا أتت عطلة خلال الأسبوع نرى الطلاب يمحون كل الأسبوع ويضيع أسبوع كامل من الدراسة، ولكن إذا نظرتم للمدارس الخاصة فإنهم يلتزمون التزاما تاما حتى ولو كان في الأسبوع يوم دراسة والأيام الأربعة الباقية عطلة نرى التشدد والحرص من المدرسة بوضع امتحانات في هذا اليوم من أجل أن يحضر الطالب ويعلم أن الالتزام في الحضور هو أساس الانضباط في التعليم، ولا يتأثر تحصيله الدراسي والعلمي. وأقسم بالله إذا لمست أي تغيير في المدارس الحكومية وكثر الاهتمام بالعلم والتعليم، فسأكون أول من يحول من المدرسة الخاصة التي أنا بها حاليا إلى التعليم الحكومي. فمن الواجب الحرص على التعليم لأنه أساس التنمية وبه ترقى الكويت وتصبح دولة مليئة بالعلوم والمعرفة وبالعلم نبني الأجيال القادمة فأعينونا ونحن الجيل الحالي نبذل روحنا وجهدنا كله لبناء هذا البلد الحبيب ولرفعه إلى مصاف الشعوب الشامخة.