آلاء خليفة
أكد مساعد نائب مدير الجامعة للأبحاث د.هيثم لبابيدي ان الطاقة النووية أحد خيارات الطاقة البديلة التي تبنتها دول مجلس التعاون الخليجي عقب مؤتمر القمة الذي عقد في الرياض في 2006، وكان ذلك نتيجة للمبادرة التي تقدمت بها الكويت لإقامة برنامج خليجي مشترك لاستخدامات الطاقة النووية، ولهذا الغرض تم تأسيس «اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية».
جاء ذلك خلال الندوة التي اقامتها ادارة الابحاث في جامعة الكويت بعنوان «الطاقة النووية في دولة الكويت» ظهر امس والتي حضرها نائب مدير الجامعة للأبحاث د.فهد الثاقب وعدد من عمداء الكليات وقياديي الجامعة والعديد من اعضاء هيئة التدريس والطلبة والمهتمين.
وتابع قائلا: ان المملكة العربية السعودية اعلنت خططا لبناء مجمع جديد للبحث يتيح تطوير تكنولوجيا الطاقة النووية والطاقات البديلة في المملكة، كما ذكرت وكالات الأنباء انها بهذا تكون ثاني دولة خليجية تتبنى برنامج الطاقة النووية بعد الامارات العربية المتحدة.
وأفاد د.لبابيدي ان خيار الطاقة له إيجابيات كما له سلبيات أو تحديات، فمن ايجابياته توفير الكهرباء والماء مع تقليل انبعاث الغازات الملوثة للبيئة، وإيجاد فرص عمل، ونقل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، مشيرا إلى أنه في المقابل نجد من يحذر من خطر تسرب المواد الإشعاعية ومن عدم جدوى هذا الخيار مع وفرة الاحتياطي النفطي، وندرة الكوادر الوطنية للعمل في هذه المنشآت.
ومن جانبه أكد أمين عام اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية د.أحمد بشارة ان ادخال الطاقة النووية كأحد مكونات الطاقة المحلية يعد من اهم القرارات الحاسمة لأي دولة، موضحا ان الطاقة النووية خيار استراتيجي يستدعي التنبه التام لكل ابعاده الاستراتيجية ومراميه وتكاليفه سواء الآنية أو المستقبلية.
وذكر د.بشارة ان اهتمام الكويت بدراسة وتقييم ادخال الطاقة النووية للأغراض السلمية جاء انطلاقا من سعيها لتنويع مصادر الطاقة الكهربائية لاستيعاب الطلب المستقبلي المتوقع، وضمان استمرار التطور السريع الذي يشهده اقتصادها ورخاء المواطنين، مضيفا انه منذ عام تقريبا تأسست بمرسوم لجنة وطنية على مستوى عال لهذا الغرض باسم «اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية للاغراض السلمية» أنيط بها القيام بعدد من الدراسات العامة لهذا الموضوع ومن جميع الجوانب توطئة لاتخاذ القرار الوطني المناسب على ضوء نتائجها.
وقال د.بشارة انه بناء على التحليل الذي اجرته الجهات الرسمية في الكويت اخيرا، تبين ان الحد الأعلى للطلب المحلي على الكهرباء سيقترب من 25.000 ميغاوات في عام 2025، وقد يصل الى 30.000 ميغاوات في عام 2030، مقارنة بطاقة مركبة حاليا مقدارها حوالي 11.000 ميغاوات للعام 2010، وهو ما يعكس نموا سنويا قدره حوالي 4 ـ 5% ابتداء من عام 2008، وبناء على هذه النتائج، تم اتخاذ الاجراءات الضرورية من قبل اللجنة الوطنية للطاقة النووية، بالتعاون مع الاجهزة الرسمية ومستشاريها، لتقييم الخيارات الممكنة لتلبية هذا الطلب المتزايد على الكهرباء.
وأكد د.بشارة ان استهلاك الماء في الكويت سيصل حتى مليون غالون خلال عام 2030، مشيرا إلى حاجة الكويت للطاقة النووية، نظرا لاهميتها الملحة، وذلك من خلال الاستهلاك والعرض والطلب المتزايد للماء والكهرباء والوقود.
كما أكد ان الطاقة النووية ستوفر الكلفة الحالية من الإنتاج المحلي موضحا في الوقت ذاته ان الطاقة النووية تواجه تحديات مثل خطورة النفايات النووية، وامدادات الوقود النووي، ومرونة الاجراءات الحكومية، واختيار التقنية المناسبة للمحطة النووية، وتأهيل القوى الوطنية لتشغيل الطاقة النووية، بالاضافة الى تعرض أمن المنشآت النووية للمخاطر.
ومن جهته أوضح نائب المدير العام للمعلومات في معهد الكويت للابحاث العلمية د.نادر العوضي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي منظمة مستقلة تعمل تحت اشراف الامم المتحدة والتي تأسست في عام 1957 بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والحد من التسلح النووي، مشيرا إلى أن الوكالة تقوم باعمال الرقابة والتفتيش والتحقق في الدول التي لديها منشآت نووية، كما تقوم بمساعدة البلدان على تقييم وتخطيط احتياجاتها من الطاقة، من خلال برامج التعاون التقني والفني، كما تقدم الوكالة دعما مهما للمراكز البحثية والمختبرات العلمية والقطاعات ذات العلاقة في عدد من الدول من بينها الكويت التي سعت خلال السنوات الاخيرة إلى الاستفادة من التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية وتعزيز قدراتها في مجال الاشعة وفي مجال الامن النووي وتوفير الطاقة.
وبدوره بين مدير مركز الاشعاعات البيئية في كلية العلوم بجامعة الكويت د.طارق الرفاعي ان الاشعاع البيئي له مصدران رئيسيان احدهما طبيعي وآخر غير طبيعي، فالمصدر الطبيعي للاشعاع البيئي يكمن في العناصر المشعة الطبيعية 232th و239u و40k و226ra وغيرها من العناصر التي توجد في البيئة بنسب متفاوتة، واما بالنسبة للمصدر غير الطبيعي فهو من صنع الإنسان.
واشار الى ان وجود هذه العناصر المشعة غير الطبيعية مثل 137cs في العينات البيئية يدل على حدوث تسرب سابقا.