آلاء خليفة
اكد رئيس لجنة البيئة بمجلس الامة النائب د.علي العمير، ان القضايا البيئية من القضايا الملحة الواجب الاهتمام بها في ظل التحديات العالمية التي يشهدها العالم حاليا.
جاء ذلك خلال ندوة «الاوضاع المناخية المتغيرة واثرها على الموارد الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي: الكويت نموذجا» والتي نظمها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية وحاضر فيها الى جانب د.العمير، مدير ادارة البيئة والتنمية الحضرية بمعهد الكــــويت للابحــاث العلمــية د. ضاري العجمي ورئيس قسم علوم الارض والبيئة بجامعة الكويت د. جاسم العوضي، وادارتها الاستاذة بقسم العلوم بكلية التربية الاساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. الهام اللنقاوي.
وزاد د. العمير: يؤسفنا ان الاهتمام بقضايا البيئة في الكويت يحتل مراتب متأخرة في سلم الاولويات، وفي دراسة لمجلس الامة حول نسبة الاهتمام بالامور البيئية وجدنا ان موضوعات كإسقاط القروض وشراء المديونيات والرياضة تحتل مراتب اعلى من الاهتمام بقضايا البيئة.
وارجع د. العمير السبب في ذلك لغياب الوعي وعدم مساهمة وسائل الاعلام في ذلك بالاضافة الى الادارة الضعيفة السابقة للهيئة العامة للبيئة وان كان المدير الحالي د. صلاح المضحي يقوم بجهود جبارة لتحسين الاوضاع.
واشار د. العمير الى ان المجلس الاعلى للبيئة برئاسة الشيخ جابر المبارك قد لا يجتمع اجتماعا واحدا خلال سنة كاملة، مؤكدا اهمية رسم الخارطة وتحديد الطريق الصحيح وايلاء الامور البيئية الاهتمام المناسب بها.
واكد ان العالم اجمع يعاني من تهديد الاختلالات المناخية والخروقات والتعديات على صحة الانسان والموارد الطبيعية بما يهدد الطبيعة والبشرية، مضيفا: نتحدث عن الاحتفال بيوم البيئة العالمي واحتفال الدول المطلة على البحار بيوم المحافظة على البيئة البحرية وفي المقابل فان هناك الكثير من المتغيرات المناخية الكبيرة بالاضافة الى تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري والذي اذا استمر سيحدث تراخيا في الظاهرة وستكون نتائجه سلبية.
واشار د.العمير الى اهم النتائج الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري ومنها ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع منسوب البحار ومن المتوقع خلال المئة عام القادمة ان يرتفع مستوى البحار والمحيطات من 10 الى 20 سم، موضحا ان بعض الجزر ومن ضمنها الموجودة بمنطقة الخليج العربي قد تمحى لهذا السبب، بالاضافة الى ارتفاع ظاهرة التصحر، موضحا ان قضية الكوارث البيئية اصبحت تتوالى بشكل متسارع وهناك الكثير من المشاكل البيئية في الكويت ومنها مشكلة التلوث في منطقة ام الهيمان.
كما اشار د.العمير الى مشكلة ارتفاع غاز ثاني اكسيد الكربون الذي يخرج من عوادم السيارات والمشبع بالكبريت ويؤثر بشكل سلبي على البيئة الكويتية كما ان الاحتباس الحراري في الدول المتعطشة للمياه سيخلق مشكلة نظرا لتبخر المياه كأحد نواتج تلك الظاهرة.
مؤتمر كوبنهاغن
ولفت الى المؤتمر الذي عقد في كوبنهاغن ديسمبر الماضي حول التغير المناخي وكان تمثيل الكويت هو الاعلى في هذا المؤتمر وكان ممثلا في رئيس مجلس الوزراء ولكن مع الاسف هناك بعض الدول لم توقع على الاتفاقية التي كانت عليها نقاشات خلال المؤتمر ولم تفلح تلك القمة في تخليص العالم من المشاكل التي تهدد البيئة ولم تخرج بالنتائج المرجوة وهذه الخلافات جعلت الخبراء الامميين التابعين للامم المتحدة يضعون شروطا لخفض نسبة ثاني اكسيد الكربون وان كانت تلك الرغبة لم تلق القبول من الدول الصناعية.
وعلى جانب آخر، أفاد د.العمير بأن قانون الهيئة العامة للبيئة حدد نسبا للمخلفات التي تلقى في البحار ولكن الواقع يقول عكس ذلك فهناك الآلاف من الأطنان التي تلقى من المجاري في البحار وسواحل الكويت فالكثير من القوانين موجودة ولكن المشكلة في عدم تفعيلها، بالاضافة الى غياب خطة الطوارئ.
التغيرات المناخية
ومن جهته أشار مدير ادارة البيئة والتنمية الحضرية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية د.ضاري العجمي، في بداية حديثه الى كتابه الخاص بالتغيرات المناخية بين الشك واليقين والذي يساعد على فهم نظرية التغيرات المناخية، افتا الى ان المركبات الكيمائية قد تحجب أشعة الشمس فقد لا تحدث تسخينا بقدر ما قد تحدث تبريدا بالاضافة الى النظرية الكونية فهناك أشعة كونية لها دور في تسخين الأرض.
وأوضح ان الكويت قامت بتأسيس لجنة تسمى اللجنة الوطنية المعنية بتغير المناخ عقب حضور المغفور له الشيخ جابر الأحمد لمؤتمر البرازيل عام 1992، وكان لتلك اللجنة دور في متابعة كل الأنشطة الخاصة بالتغيرات المناخية وتطلع على مجريات الأمور من الناحية السياسية، كما أشار الى التقرير الصادر عن جامعة الدول العربية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث صدر التقرير الشهر الماضي بجامعة الدول العربية، موضحا انه قد قام بكتابة فصل الغلاف الجوي. ومن جانب آخر، حذر د.العجمي من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد في المنطقة العربية، حيث ان النسب التي تم رصدها كبيرة. ولفت د.العجمي الى ان هناك انحدارا في الحصول على مياه الشرب النقية بدولنا العربية ففي الكويت والسعودية والبحرين 95% من مجمل مياه الشرب هي من المياه المقطرة. ومن ناحيته، قال رئيس قسم علوم الأرض والبيئة بجامعة الكويت د.جاسم العوضي ان ظاهرة الاحتباس الحراري تعني ارتفاع درجة الحرارة لطبقة الجو الملاصقة لسطح الأرض ومعدل درجة الحرارة به تصل الى 33 درجة مئوية ومن المتوقع ان تزيد 3 درجات مئوية خلال الأعوام الـ 100 المقبلة وهو ارتفاع كبير مقارنة بالمدة الزمنية وقد تحدث جراءه الكثير من المشكلات والكوارث الطبيعية لأسباب بيئية، بالاضافة الى الممارسات البشرية التي لها دور في الانبعاثات الغازات الخطيرة ومنها مخلفات المصانع ومن المتوقع خلال الأعوام الـ 100 المقبلة ارتفاع منسوب المياه من 25 سم الى 50 سم خاصة الجزر التي على مستوى المحيطات والبحار وقد نصبح في «خبر كان».