بيان عاكوم
نظرا للتحديات التي تواجه دول المنطقة في ضوء الواقع المحلي والاقليمي والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم على مختلف المستويات، ونظرا لما تشكله دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها أحد المصادر الاساسية لإنتاج النفط في العالم وحدوث تغييرات جذرية في بنية هذه الدول الاقتصادية والاجتماعية وسعيها لضمان أمنها القومي والاقليمي كانت ورشة العمل التي نظمها مركز الدراسات الخليجية في الجامعة الاميركية تحت عنوان «قضايا أمن الخليج» وذلك للحديث عن الاحتياجات الامنية لدول التعاون ومواردها الطبيعية والاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية والاقليمية وموازين القوى القائمة في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة، وقد ألقيت المحاضرة بحضور مدير الجامعة د.تم سوليفان وعدد من اعضاء هيئة التدريس وبمشاركة عدد من الباحثين الاستراتيجيين والمتخصصين في العلاقات الدولية.
واستهل الندوة مدير مركز الدراسات الخليجية في الجامعة الاميركية د.محمد اشكناني الذي عرض برنامج الورشة وعناوين القضايا التي سيناقشها المحاضرون في الفترة الصباحية.
وقال ان اهم موضوع يخص الخليج هو الأمن، لأن الانسان من دون أمن لا يصل الى الاستقرار.
وكان أول المتحدثين رئيس قسم الاقتصاد وادارة الاعمال في الجامعة الاميركية د.جيرمي كريبس الذي ركز على امكانية استفادة دول المنطقة من الطاقة النووية السلمية كبديل عن الطاقة العضوية. وقال ان هذا الامر يساهم بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية والدول المتقدمة في تحقيق المزيد من النمو في المنطقة.
ومن ثم تحدث الاستاذ في كلية الاقتصاد وادارة الاعمال د.علي جمال عن تأثير دول الخليج على الاقتصاد العالمي كونها تختزن ثلثي الاحتياط العالمي من النفط واستقرارها يعتبر ذا أهمية استراتيجية ليس فقط لدول التعاون والمنطقة، ولكن للعالم بأسره.
واستعرض أبرز التحديات التي تواجه مجلس التعاون حاليا والتي منها الوجود العسكري الاجنبي والتعزيزات العسكرية والطموحات النووية الايرانية وعدم الاستقرار في الدول المجاورة كاليمن وأفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين والقرن الافريقي، هذا الى جانب الافتقار الى التنوع الاقتصادي والاعتماد الكبير على عائدات النفط والغاز والعمال الاجانب.
وتحدث الاستاذ المشارك للدراسات الدولية د.غلام فانتاندوست عن احمدي نجاد وسياسة الخضر، حيث استعرض في كلمته السياسة الخارجية لإيران ودورها كقوة اقليمية في منطقة الخليج والشرق الاوسط.
ومن ثم كان لاستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاميركية جورج عيراني كلمة ركز فيها على علاقة ايران وسورية وحزب الله، حيث قال ان التحالف بين سورية وايران بدأ مع الرئيس السابق حافظ الاسد بعيد الحرب الخليجية الاولى التي نشبت بين ايران والعراق، حيث وقف النظام السوري مع ايران، لافتا الى ان هذا الامر ثبت الحوار والتحالف بين سورية وايران، وكذلك من ضمنها التحالف والتقارب الايديولوجي بين النظامين كدعم المقاومة في فلسطين (حماس) وفي لبنان (حزب الله).
وقال عيراني: كان لسورية دور مهم في تسهيل دخول رجال من الحرس الثوري الايراني لتدريب عناصر من حزب الله في البقاع على الحرب، لافتا الى الدعم المالي الذي تقدمه ايران للحزب والذي يقارب الـ 100 والـ 200 مليون دولار سنويا.
وبين عيراني ان للسفير الايراني السابق في سورية دورا مهما في وضع اللمسات الاولى لخلق حزب الله الذي يعتبر من المنظمات التي يعتمد عليها النظام الايراني كورقة للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها أي مصر والمملكة السعودية، معتبرا ان لبنان هو ورقة مهمة في أيدي النظامين السوري والايراني.
ومن ثم تحدث د.محسن بغنيد رئيس قسم الاعمال والأمن الاقتصادي والاجتماعي في دول التعاون عن ان المنطقة شهدت طفرة تغيير جذري في بنيتها الاقتصادية والاجتماعية واكبها مجموعة من التحديات من أبرزها الاعتماد على مصدر واحد للدخل واحتمال تعرضها على المدى الطويل لمشكلة الأمن الغذائي وانخفاض مستوى التعليم والتدريب المهني والاعتماد الكبير على الواردات من المنتجات الزراعية والصناعية والسلع الاستهلاكية، فضلا عن إنفاق القليل من المال على البحوث وتطوير التكنولوجيا.