آلاء خليفة
نظم قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت ندوة أدارتها استاذة العلوم السياسية د.هيلة المكيمي حول العلاقات المصرية ـ الكويتية، قدمها الباحث بجامعة قناة السويس د.طارق عبدالوهاب وذلك صباح امس في القاعة الدولية بالكلية.
وقد أوضح الباحث المصري من جامعة قناة السويس د.طارق عبدالوهاب ان الوحدة العربية باتت فكرة خيالية تداعب اذهان المثاليين من المفكرين العرب، وبالذات في اعقاب حقبة الثمانينيات والتسعينيات في القرن العشرين، مشيرا الى ان العلاقات العربية ـ العربية «كمن يسير على الجمر» فمازالت حتى الوقت الراهن تجد صعوبة في فهم مراميها من جانب السياسيين، فإن الكثير من المؤرخين يجدون الكثير من العقبات في صعوبة تحليلها والوصول إلى الحقيقة الخاصة بها، بسبب نقص الوثائق بشكل متعمد وعدم توافرها في ايدي الباحثين في الوقت المناسب، لافتا الى ان العلاقات العربية ـ العربية هي اصعب موضوعات الدراسة في التاريخ الحديث والمعاصر معالجة، لما فيها من حساسيات وتوترات ومحاولات من جانب القوى الكبرى التي كانت تجد ان من مصلحتها افساد هذه العلاقات والحيلولة دون تضامن دول الوطن العربي مع بعضها البعض لتصل الى التقارب، ناهيك عن تصديها الشرس لتحقيق الحلم العربي في وحدة الاقطار العربية. وتابع: لقد تميزت علاقات مصر العربية بدول الوطن العربي بكثير من التضحيات من اجل امتها العربية والحفاظ على مثاليتها ايمانا منها بأن تلك هي رسالتها حيث تصدت لكل الاحلاف والقواعد التي انشأها الاستعمار، وتدخلت مصر دوما في فض المنازعات والخلافات حول الحدود بين الدول العربية ودافعت عن وجود الجامعة العربية بيت العرب لتكون المنظمة الاقليمية التي تصون استقلال هذا الوطن وتدفع به الى التعاون والتقدم من خلال علاقات عربية صحيحة.
وقال: أما الكويت بالرغم من صغر حجمها سكانيا، وصغر مساحتها مكانيا فانها شكلت بالمشكلات التي أحاطت بها والعداء بينها وبين العراق والأطماع الأجنبية في بترولها سطورا لا تنسى في تاريخ الأمة العربية، مشيرا الى ان العدوان العراقي على الكويت كان سببا في ضرب فكرة القومية العربية، مبينا ان العلاقات المصرية ـ الكويتية تميزت عن غيرها من دول الوطن العربي، بذلك الدور الذي لعبته مصر سواء في التصدي للمحاولة الأولى من جانب العراق على عهد عبدالكريم قاسم سنة 1961 لضم الكويت حيث تصدى له جمال عبدالناصر كما اسهمت مصر بقيادة حسني مبارك في المشاركة العسكرية لتحرير الكويت بعد المحاولة العراقية الثانية على يد صدام حسين الذي قام بغزو الكويت.
وحول نتائج بحث أطروحته التي تتناول العلاقات العربية ـ العربية، قال: «إن الصراعات العربية ـ العربية وبلا أي مبررات منطقية معقولة قد استنفدت وخلال سنوات قليلة طاقات بشرية ومادية هائلة، ولم يعد هناك ما يدعو الى استمرار هذا النسف العربي في غير موقعه او في غير مساحته الطبيعية لأن المستفيد الوحيد هو الاستعمار والصهيونية العالمية وأدواتهما الاقتصادية والسياسية هي الجهات الوحيدة المستفيدة من الصراع العربي ـ العربي، اما الخاسر الوحيد فلن يكون سوى العرب أنفسهم شعوبا وقادة سواء بسواء، فالعرب في حاجة الى صياغة إستراتيجية ثابتة لا تتغير بتغير الظروف السياسية ولا تخضع للأمزجة الشخصية في علاقتها المباشرة بأمن وسلامة الأراضي العربية بشكل عام بحيث تظل هذه الاستراتيجية هي الضابط الذي يحكم العلاقة بين الأنظمة العربية مجتمعة بين أي جهة إقليمية او دولية أخرى».
وتعليقا عما حدث من ترحيل للمعتصمين من أنصار د.محمد البرادعي، رد قائلا: «ما حدث كان لدواع أمنية وكل دولة لها حرية اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة للحفاظ على أمنها واستقرارها، كما ان ما حدث من قبل الجانب الكويتي كان من الممكن ان يحدث نفسه من الجانب المصري، وهنا لا يمكن إلقاء اللوم على الكويت».