- إمباكي: الولايات المتحدة الأفريقية حلم كل الأفارقة والطريق لايزال طويلاً وشاقاً لكن الإرادة كفيلة بتحقيق الهدف
- الجارالله: الشأن الأفريقي كان ولايزال محور السياسة الخارجية الكويتية ونقدر مواقف القارة السمراء تجاه الكويت
بشرى الزين
أشاد رئيس سيراليون أرنست كوروما بالمحادثات التي أجراها خلال لقائه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد واصفا اياها بأنها كانت مثمرة وبناءة.
وذكّر كوروما بالدعم الكبير التي تقدمه الكويت للعديد من الدول الافريقية للنهوض بمجالات التنمية فيها.
وأوضح في تصريح للصحافيين لدى حضوره افتتاح معرض الدول الافريقية التي شاركت في احياء اليوم الافريقي الذي أقيم صباح امس في جامعة الخليج والتكنولوجيا ان زيارته للكويت تأتي من اجل اعادة توثيق العلاقات بين البلدين الصديقين. داعيا القطاع الخاص الكويتي الى الاستثمار في بلاده، لافتا الى الفرص الاستثمارية التي توفرها بلاده في مجالي الزراعة والتعدين، متطلعا الى تلبية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دعوته لزيارة سيراليون في أقرب وقت ممكن.
وفي ذات السياق وصف كوروما إحياء اليوم الافريقي الذي يصادف 25 مايو من كل عام بأنه مناسبة تاريخية كونها تنظم في الكويت.
وقال في كلمة ألقاها على المسرح الكبير بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا ان عام 2010 هو «عام السلام في افريقيا»، مستذكرا الجهود التي بذلها عدد من الزعماء الافارقة لإنشاء منظمة الوحدة الافريقية في العام 1963 والتي تحولت فيما بعد الى منظمة الاتحاد الافريقي في العام 1999 وما تقوم به من اطلاق مبادرات حقيقية للسلام وتجاوز التحديات التي تواجه عددا من دول القارة السمراء، مؤكدا اهمية السلام والأمن والاستقرار في دول القارة وتفادي الصراعات، مشيرا الى ان ذلك لا يمكن أن يتحقق بانفراد كل دولة، وإنما السلام الدائم هو اهتمام وطني واقليمي ودولي، داعيا الى انخراط كل المكونات السياسية والمدنية في القضاء على هذه النزاعات وبناء السلام للاجيال المقبلة.
كما تطرق رئيس سيراليون الى الوضع الداخلي في بلاده، موضحا انها دخلت منذ 11 عاما في شراكة وطنية لإعادة البناء والتنمية، وذلك بتعزيز برامج الدمقرطة في البلاد.
علامات تاريخية
من جانبه، ألقى وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله كلمة نيابة عن راعي الحفل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح تطرق فيها الى العلاقات التاريخية التي تربط الكويت والدول الافريقية، مبينا انها اقتصرت في بدايتها على الجوانب التجارية ثم تطورت وتعززت بعد استقلال الكويت في العام 1961 وذلك عبر توثيق العلاقات الديبلوماسية بين الجانبين، مشيرا الى الدور الذي قام به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتوفير وادارة المساعدات المالية والتقنية للدول النامية.
وذكر الجارالله ان الشأن الافريقي لم يغب عن السياسة الخارجية الكويتية، مؤكدا انه كان محور هذه السياسة، حيث قدمت الكويت العديد من المبادرات والمساهمات للقارة الافريقية لمعالجة المعوقات التي تقف أمام التنمية إضافة الى القروض والمنح الموجهة لإقامة المشاريع التنموية التي من شأنها القضاء على المشاكل والامراض المزمنة التي تعاني منها القارة، مستذكرا مبادرة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بإسقاط الديون عن الدول الأفريقية ما كان له أطيب الأثر على العلاقات بين الكويت وهذه الدول، مشيرا ايضا الى مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت العام الماضي بتقديم 100 مليون دينار لدعم صندوق الحياة الكريمة.
وذكّر الجارالله بمواقف الدول الأفريقية التاريخية المساندة للكويت عندما قام النظام العراقي البائد بغزو الكويت واحتلالها، موضحا ان تلك المواقف تمثلت في دعم الكويت والمساهمة في تحريرها ومساندتها في المحافل الدولية ودعم قرارات الشرعية الدولية ومواصلة حث العراق على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأضاف ان هذه العلاقات ستفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الكويت والقارة الأفريقية من خلال الاستثمار في عدد من دولها ودعم المشاريع الإنشائية والزراعية والتعليمية، مشيرا الى حرص القيادة السياسية الكويتية على تعزيز العلاقات مع القارة السمراء، لافتا الى الجولة التي قام بها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى جمهوريات الغابون والسنغال واثيوبيا ومملكة سوازيلاند وتوقيع عدد من الاتفاقيات من شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات عدة.
وكشف عن نية الكويت فتح سفارات في عدد من الدول الأفريقية ما سيعزز العلاقات بين الكويت وهذه الدول.
مواجهة العقبات
ومن جهته، وصف عميد السلك الديبلوماسي سفير السنغال عبدالأحد امباكي هذه المناسبة بأنها عزيزة على كل أفريقي، مشيرا الى جهود عدة زعماء أفارقة لانشاء منظمة الوحدة الأفريقية في العام 1963 وبعد ذلك منظمة الاتحاد الأفريقي في العام 1999.
وأضاف ان أفريقيا لاتزال بخير رغم ما واجهته من عقبات آملا من الزعماء الأفارقة مواصلة العمل من أجل الوصول الى الولايات المتحدة الأفريقية، مشيرا الى ان ذلك حلم كل الأفارقة رغم ان الطريق لايزال طويلا وشاقا، لكن الإرادة والتصميم كفيلان بالوصول الى الهدف.
وأعرب امباكي عن ترحيبه برئيس سيراليون معبرا عن شكره لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لما تقدمه الكويت للبعثات الديبلوماسية والجاليات الأفريقية المقيمة فيها، مشيدا بتوجيهات صاحب السمو الأمير ومتابعة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح وكل الجهات الحكومية وبالأخص وزارة الخارجية وكل اداراتها.
وبدوره أعرب رئيس مجلس الأمناء بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا عن ترحيبه برئيس سيراليون، مشيرا الى ان قارة أفريقيا مهد الحضارات لعبت دورا كبيرا في إثراء العالم الحديث، لافتا الى الروابط التاريخية والقوية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين الكويت والقارة، معبرا عن تقديره العميق لحضور الرئيس السيراليوني والسفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي، موضحا ان هذه المناسبة تعد تشجيعا للمبادرات الهادفة الى ربط علاقات أكاديمية بين الكويت والدول الأفريقية.
وفي الختام قام رئيس سيراليون ارنست كوروما بجولة في المعرض الأفريقي الذي أقيم على هامش الاحتفال.