بيان عاكوم
أكد عدد من المتخصصين في مجال الاعلانات ان الاعلان له تأثير مباشر على الافراد، مشيرين الى انه يحدد توجهاتهم عبر قيامهم بشراء أي سلعة بمجرد رؤية الاعلان دون التفكير في مدى جودتها، لافتين الى ان البالغين مسؤولون عن قراراتهم الشخصية في الشراء، ولكن الأمر يختلف عند الاطفال الصغار.
في البداية قال هيثم الحجي من وكالة كافيار الاعلانية خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها الجامعة الاميركية والتي جاءت تحت عنوان «تأثير الاعلان على المجتمعات الخليجية» انه يمكن قياس تأثير الاعلان على المجتمعات والافراد من خلال توجهاتهم الشرائية بمجرد الاعلان عن بعض السلع أو الخدمات.
واضاف: نرى ان الناس يتسابقون على الحصول على سلعة وكأنها تقود الناس لشراء تلك الامور بمجرد انهم شاهدوا اعلانات تروج لها (السلعة)، وقال: نرى اليوم ان الاشخاص الذين يرون اعلانا تجاريا لسلعة معينة ويتوجهون لاقتنائها هم مسؤولون عن قراراتهم الشخصية، ومسؤولون عن توجهاتهم وردود أفعالهم تجاه سلعة أو خدمة معينة، كبالغين ولكن الأمر قد يكون قابلا للنقاش اذا تعلق الأمر بالاطفال الصغار.
وعن مدى تأثير الاعلان قال الحجي انه يعتمد على كيفية تلقي الناس للرسالة الاعلانية، ولكن لا يمكن ان يتم الاستغناء عنها، لاسيما في بعض الدول مثل ألمانيا التي يمثل الاعلان 1.5% من اقتصادها على سبيل المثال.
تأثير الإعلان على المجتمع
من جانبه، قال حسام افيوني من وكالة رائد أفيوني الاعلانية: ان تأثير الاعلان على المجتمع هو حقيقة لا يمكن إنكارها، لافتا الى انه في فرنسا كانت الاعلانات في بدايتها تتعلق بسلع مثل الصابون والتي كانت تتمثل في منشورات مصممة لتعريف الناس بما يوجد في السوق، أما اليوم فنحن نعيش في عالم يتأثر بما يعرض أمامه سواء البالغين أو الاطفال، وكلما كان بإمكان المعلنين التأثير في الناس وقناعاتهم يمكن ان يتم الترويج للبضائع والسلع بالشكل المطلوب، لافتا الى ان ذلك ساهم في تغيير شكل المجتمعات الى مجتمعات مستهلكة تقليدية تقلد بعضها البعض من خلال ما تقتنيه من بضائع تعرضوا لها من خلال الاعلان في مختلف الوسائل الاعلامية، واصفا المرحلة التي وصلنا اليها اليوم بمرحلة التلوث البصري الذي نراه طوال الوقت خلال الاعلانات التي تلاحقنا في كل مكان.
وبيّن افيوني ان معايير وقيم المستهلكين في الولايات المتحدة او فرنسا او الكويت تختلف بالنسبة لوكالات الاعلان ولكن الجميع يعتبر الولايات المتحدة هي السوق الاكبر وهي النموذج الذي يطبق على بقية المجتمعات.
من جانبها تحدثت بسمة القصار عن مدى تأثير الاعلان على تشكيل شخصيات الناس والهيئة التي يودون رؤية انفسهم عليها وقدمت مثالا على ذلك وهو حملة احمد منتجات التجميل اليومية التي بنيت على حملة من الدراسات والابحاث من اجل التوصل الى حقائق تتعلق بالمرأة والصورة التي يمكن ان تكون عليها، وان تلك الشركة سعت الى اطلاق حملة هدفت الى تغيير المجتمعات من خلال الصورة النمطية المعروفة للمرأة الجميلة وكيف كانت تلك الرسالة تحمل شجاعة كبيرة اشاد بها جميع المختصين في مجال الاعلانات والاعلام.
وفي الختام تحدث آرماندا انديرا من وكالة «vivitek» الاعلانية واشار الى ان الاعلانات عالم جميل وممتع نتأثر به جميعا سواء كنا معلنين او اكاديميين او مستهلكين متطرقا الى التأثير الذي يخلقه الاعلان على المجتمعات وانه يرجع الى الكيفية التي يريد فيها المجتمع نفسه ان يتأثر بالرسائل الاعلانية، مشددا على ان المعلنين يفكرون في طريقة يروجون لها لافكارهم وغالبا يعتمدون على المشاعر واللعب على العواطف لانها تبيع المنتج كما تتطرق الى الفرق الذي قد لا يتفهمه الجميع بين الاعلان الترويجي التلفزيوني الذي يروج للقناة التلفزيونية وبرامجها وبين الاعلان الدعائي الذي يهدف لابراز سلعة او خدمة معينة.
وعن الاعلانات في تلفزيون الكويت تحدث حمد ابراهيم عن دور تلفزيون الكويت في حقل الاعلان ومدى تأثير الاعلان على المجتمع الذي يصنف كمجتمع يتمتع افراده بالثقافة علاوة على اليسرة المادية ولهذا تصمم الاعلانات الموجهة للمجتمع الكويتي بشكل مدروس وغالبا ما ينقسم ذلك الى اعلانات تجارية من وكالة اعلانات تعمل معها وزارة الاعلام، بالاضافة الى اعلانات الجهات الحكومية التي تكون محصورة في اعلانات التوعية الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية بالاضافة الى الاعلانات التي تهدف الى اعلام المجتمع بمواعيد وابرز الاعلانات الرسمية للوزارات المختلفة وهي مجانية لتلك الجهات والهيئات الحكومية.