تعتبر مشكلة تآكل طبقة الاوزون من مشكلات تلوث الغلاف الجوي العالمية والتي فرضت نفسها منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، واصبحت من ابرز المشاكل التي تواجه العالم، وتبذل جهود عالمية حثيثة لحل هذه المشكلة باعتبار ان طبقة الاوزون تمثل اهمية كبيرة في حماية كوكب الارض من الاشعة فوق البنفسجية الضارة على الانسان والحيوان والنبات، حيث تسبب امراضا مكالسرطانات الجلدية والتهابات وعمى العيون ونقص مناعة الجسم وخلخلة للسلسلة الغذائية للاحياء البحرية وتأثيرات على خصائص النبات. ولا تتوقف الآثار السلبية لتقليص طبقة الاوزون على البشر وحدهم، فيسهم تدمير طبقة الاوزون واتساع الثقب في هذه الطبقة في زيادة درجة حرارة سطح الارض، وبالتالي يؤدي ذلك الى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.
من ناحية اخرى، فهناك مخاوف من اضعاف تجمعات الكائنات الحية الدقيقة، الموجودة في مياه البحار والمحيطات والمعروفة بالعوالق النباتية، نتيجة تعرضها للاشعة فوق البنفسجية، وتعتبر هذه الكائنات اساسا مهما لسلسلة الغذاء في الانظمة البيئية المتواجدة في المياه العذبة والمالحة وفي مقدمتها الاسماك والروبيان وغيرها. كما ان العوالق النباتية تقوم بدور كبير في امتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو وبذلك تخفف من وطأة الاحتباس الحراري كما انها تطلق الاوكسجين الضروري لاستمرار الحياة. اما بالنسبة لمنطقة القطب الشمالي من الكرة الارضية والتي تقع ضمنها دول مكتظة بالسكان في كل من اميركا الشمالية واوروبا وآسيا، فإنها تعاني هي الاخرى من التأثير ذاته، لكن بشكل اقل وطأة مما هو عليه في القطب الجنوبي (5% الى 10% في الفترة من 1969 ـ 1979)، فقد وجد ان طبقة الاوزون في المنطقة الشمالية قد تلاشت خلال الفترة نفسها بنسبة 7.1% الى 3% وتنامي هذا التناقص فيما بعد الى معدل اعلى هو 4% الى 5% لكل عقد من الزمن، وهو ضعف ما كان متوقعا اصلا. ويجب علينا ان نستخدم البدائل لحل مشكلة ثقب الاوزون كي نعيش في كوكب خال من الامراض والمشاكل البيئية.
فاطمة العمران
مقرر تربية بيئية ـ جامعة الكويت