التلوث كلمة واسعة المدلول، وقد تدل على عدم النظافة، بدءا من جسم الإنسان والملابس مرورا بالطعام والشراب إلى أدوات الفرد ومسكنه الى مكان عمله والشارع الذي يمشي فيه حتى المدينة التي يعيش فيها، كما تعني هذه الكلمة وجود مواد غير مرغوب فيها في بيئة بعينها بحيث تغير من خصائص تلك البيئة وتسبب لها ولمن يسكنها الضرر.
وقد أدى التقدم الصناعي حديثا الى الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية وبخاصة الفحم والبترول، وكذلك المعادن والمياه الجوفية، كما صاحب هذا التقدم إنتاج الكثير من المركبات الكيميائية التي لم تعرفها البيئة من قبل وأدى كل ذلك الى زيادة المخلفات الضارة من غازات ونفايات تلوث البيئة وتؤثر في ساكنيها.
وقد صار التلوث مشكلة عالمية تعاني منها معظم دول العالم حاليا، وتبذل جهودا كبيرة للحد من آثارها، وما زاد من اخطار هذه المشكلة زيادة عدد السكان في كثير من الدول وتكدسهم في المدن المزدحمة مع وجود وسائل النقل التي تنفث حولهم العوادم السامة والمصانع المتنوعة وما يتراكم بتلك المدن من ألوان القمامة ومشاكل الصرف الصحي، وهذه جميعها تضاعف من حدة المشكلة وتجعل من الضروري مكافحتها من اجل استمرار الجنس البشري ورفاهيته.
فإذا أضفنا الى ما سبق من اشكال التلوث زيادة استخدام المبيدات الكيميائية للآفات الزراعية والصحية وما تسببه من ضرر الأحياء بما فيها الأنواع المفيدة من الطيور والأسماك والحشرات فسنعرف كيف ان بعض هذه الحيوانات صار مهددا بالانقراض مثل البومة والصقر وغيرهما ونتج عن ذلك زيادة القوارض الضارة وانتشار سلالات قوية من الحشرات التي لم تعد تتأثر بتلك المبيدات.
وهناك صور للتلوث لا يقتصر وجودها على منطقة محددة ومن صور التلوث ايضا الضوضاء الصادرة من ضجيج الآلات والسيارات والطائرات فتحدث الضرر الشديد للإنسان والبيئة واخيرا هناك التلوث الذوقي او الأخلاقي الذي يثير في النفس الألم والضيق من المناظر او الألفاظ او السلوكيات المؤذية او غير اللائقة وجميع صور التلوث.
الطالبتان تحرير محمد الكندري وفاطمة محمد الكندري