محمد راتب
أكد الرئيس التنفيذي في شركة الريان القابضة محمد الشعيبي أن الشركة ورغم أنها فتية كونها قد تأسست حديثا، إلا أن إدارتها وضعت منذ البداية نصب عينيها أن يكون التعليم هدفا في حد ذاته، نظرا لأنه هو العامل الأساسي في دفع عجلات النمو الاقتصادي والاجتماعي وزيادة الوعي العام لدى أفراد المجتمع، لافتا إلى أن الشركة تمتلك مدارس تقدم مختلف المناهج الدراسية مثل المنهج البريطاني والعربي والهندي والباكستاني، مما مكنها من تقديم خدمات تعليمية لمختلف الجنسيات والثقافات، والاستفادة مما تحمله تلك النظم التربوية من تقنيات وعلوم حديثة، وقال: لقد تبنت الشركة عدة استراتيجيات تتوافق مع المنظور العام لوزارة التربية والذي يتمحور حول تطوير التعليم في الكويت ومحاكاة الثقافات المعاصرة مع الحفاظ على أخلاقيات وقيم المجتمع.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته الشركة على هامش افتتاح مدرستي الفحيحيل الوطنية النموذجية والمدرسة البريطانية، وذلك مع بداية العام الدراسي الجديد بحضور مدير برامج الاحتياجات الخاصة في مدارس شركة الريان القابضة، د.سعيد الترامسي ومديرة المدرسة البريطانية مسز فييرا والمدير المساعد في مدرسة الفحيحيل الوطنية النموذجية خليل الطباخ.
تنمية الإبداع
وأضاف الشعيبي في كلمته ان الشركة قامت بعمل دراسات ميدانية لبعض المناطق والمحافظات بغرض التعرف على حجم الخدمات التعليمية المقدمة من خلال المدارس الخاصة وكان الهدف من هذه الدراسة تقديم خدمات تعليمية في النواحي التي لم يتم الاهتمام بها من قبل، أو يوجد احتياج لها في هذه المناطق، مشيرا إلى أن قيام الشركة بافتتاح المدرسة البريطانية الدولية جاء ليخدم محافظة الأحمدي، وستقدم المدرسة لأول مرة المنهج البريطاني الحديث للمرحلة الابتدائية والذي يتمحور حول تعزيز وتقوية ست نواح أساسية في حياة الطفل خلال هذه المرحلة التعليمية من مهارات تعليمية وتنمية قدرة الطفل على القراءة والكتابة والإصغاء وتحليل الأمور بشكل سيلم ومنطقي، وتعليمه مهارات الحساب وتمكينه من تفسير المسائل الحسابية وتحليلها بشكل منطقي بعيدا عن القواعد الجامدة والموضوعة.
وقال: إن ذلك سيمكن الطالب من استخدام قدراته على التفكير والإبداع، إضافة إلى تنمية المهارات الخاصة باستخدام الحاسوب والقدرة على التعامل مع مختلف أشكال التكنولوجيا بشكل مفيد، وكذلك تعليم مهارات التفكير والقدرة على التخطيط السليم وعمل الأبحاث في مختلف العلوم وتقديم أفكار جديدة تمكن الطفل من التعامل مع أي مشكلة قد يواجهها في حياته، وتنمية المهارات والقدرات الشخصية حسب طبيعة كل طالب، وأخيرا تنمية قدرات الأطفال على التواصل مع المجتمع والتعاطي بشكل صحيح مع مختلف الثقافات والآراء.
وبين الشعيبي أن المدرسة ستقوم بتطبيق أحدث الوسائل المتبعة في بريطانيا والخاصة بتقييم أداء الطالب داخل المدرسة، حيث أصبح التقرير الخاص بتقييم الطالب يسمح لولي الأمر بأن يتعرف بشكل تفصيلي على المهارات التي اكتسبها ابنه خلال فترة محددة، وبالتالي سيتمكن من التعرف على نقاط الضعف التي تحتاج إلى المزيد من بذل الجهد، وقال: بهذا فإن المدرسة قد نجحت في التواصل مع ولي الأمر والطالب بشكل إيجابي وفعال، لافتا إلى أن إدارات المدارس التابعة لشركة الريان ستقوم بمتابعة جميع التطورات في المنهج البريطاني أولا بأول بما يتوافق مع مستوى الأداء المتطور في الدول المتقدمة والذي يتم تحديثه باستمرار في المدارس البريطانية بشكل خاص، وقد تمحور اهتمام الإدارة في هذه الفترة على متابعة وتطبيق التطور في المرحلة الابتدائية لأنها الأساس الذي تبنى عليه مناهج المراحل اللاحقة.
الفحيحيل الوطنية النموذجية
ولفت الشعيبي إلى أن شركة الريان قامت أيضا بإنشاء مدرسة الفحيحيل الوطنية النموذجية للمرحلة المتوسطة والثانوية وتطبيق نظام الدمج التربوي لخدمة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وقد فتحت هذه المدرسة أبوابها لاستقبال الطلبة اعتبارا من العام الدراسي الحالي، حيث تتبع المدرسة منهج وزارة التربية، كما أن مبنى المدرسة حديث ويحتوي على العديد من المرافق والملاعب والمعامل والمكتبات، في حين أن الفصول مجهزة بالوسائل التربوية والتعليمية الحديثة، لافتا إلى أنه تم إعداد برنامج تربوي خاص لطلبة الدمج التربوي من ذوي الاحتياجات الخاصة تحت إشراف متخصصين في هذا المجال وبقيادة مدير البرامج د.سعيد الترامسي حيث يقدم هذا البرنامج خدماته التعليمية والتربوية للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، والذين يعانون من صعوبات التعلم، والضعف السمعي والنشاط الحركي الزائد وقلة الانتباه، أو الضعف البصري.
وقال: إن هذا البرنامج يهدف إلى إكساب ذوي الاحتياجات الخاصة المهارات التي تمكنهم من التكيف الاجتماعي وممارسة الحياة العملية المستقبلية وتزويدهم بالأنواع المتاحة والممكنة للتعلم البديل، وكذا تنمية المهارات الاجتماعية لديهم ورفع مستوى ثقتهم بأنفسهم وبناء علاقات اجتماعية سوية مع غيرهم ومن ثم تهيئتهم للاندماج الإيجابي في المؤسسات الاجتماعية وكذلك تنمية القدرات العقلية والمهارات المعرفية والأكاديمية ضمن أقصى ما تسمح به قدرات الطالب وإمكاناته دون فرض اي قيود تحد من نموه في أي من تلك المجالات.
خطط مستقبلية
وعلى صعيد الخطط المستقبلية التي تهدف إليها شركة الريان، بين الشعيبي أن إستراتيجية الشركة تقوم على التوسع المدروس والاستثمار طويل الأمد في التعليم حيث إن الاستثمار المبني على قواعد وأسس تعليمية متينة وسليمة هو الاستثمار الحقيقي، ومن أجل ذلك تسعى الشركة إلى إنشاء مدارس جديدة وكذلك الاستحواذ على مدارس قائمة وتطويرها بشكل يخدم إستراتيجية الشركة، وقال: إننا مقدمون على تغيير شامل وجذري في السوائل التربوية والتعليمية بالاعتماد على التكنولوجيا المعاصرة وبما يحقق اللحاق بركب التطور التعليمي الهائل في الدول المتقدمة وصنع النموذج العملي القابل للتطبيق في بلادنا لاستخدام التكنولوجيا في التعليم.
وبين أن الشركة تعمل على تطوير عدة جوانب، على رأسها الخدمات التعليمية من خلال مدارسها بشكل مستمر، وتقييم الهيئة الإدارية والتدريسية في المدارس، إضافة إلى إنشاء مرافق جديدة في المدارس لخدمة الطلبة مثل حمامات السباحة والملاعب والمختبرات وغيرها، وتقديم المزيد من الخدمات التربوية لمختلف الفئات في المجتمع مثل فتح معاهد للتدريب الأهلي، علاوة على نيتها الإدراج في سوق الكويت للأوراق المالية، وامتلاك وإدارة المزيد من المؤسسات التعليمية داخل الكويت.