رندى مرعي
أكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود أن كل الطلاب لديهم القدرة على التعلم والإبداع ولكن الدور الكبير يعود لأساليب التعليم والإمكانيات المتوافرة لديهم، مشيرة إلى ضرورة تطوير أساليب التعليم في الكويت وذلك لأن الطاقات موجودة سواء لدى المدرسين أو لدى الطلاب.
كلام د.الحمود جاء خلال رعايتها الحفل الختامي لمهرجان «الإبداع يبدأ من رياض الأطفال» الذي ينظمه «مركز الإبداع اللغوي» بالتعاون مع الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وذلك في مقر الجمعية مساء أمس الأول بحضور عدد من الشخصيات ومديري رياض الأطفال والمدارس حيث أشادت الوزيرة د.موضي الحمود بجهود مدير المركز حمزة الخياط في ابتكار اسلوب متطور لتعليم الطلاب اللغة العربية واتقانها من عمر صغير، مؤكدة أن هذه التجربة ستؤخذ بعين الاعتبار للاستفادة من الطاقات الموجودة لدى المدرسين والطلاب وذلك لوجود طاقات متميزة بينهم ولابد من الاستفادة منها.
وفي المناسبة ألقى عضو مجلس الأمة النائب مرزوق الغانم كلمة أولياء الأمور شدد فيها على ضرورة بناء الإنسان قبل بناء الأوطان معتبرا أن هذه المناسبة هي مشاركة لحظات أمل في بناء كويت المستقبل والازدهار والتقدم والأمل في العودة بالكويت كما كانت رائدة في جميع المجالات.
وتابع المرزوق أن التغيير المطلوب والإصلاح المنشود لا يتحقق إلا بخلق جيل متسلح بالعلم، مشيرا إلى أن أهمية التطور والارتقاء لا تحتاج إلى المليارات بل إلى التنمية البشرية.
وتوجه الغانم برسالة احترام وشكر الى المدرسين والمدرسات لعملهم المستمر في توصيل رسالة العلم والمعرفة، ووصى الطلاب والطالبات بأن يتسلحوا بالعلم ليبنوا أوطانهم وختم رسالته الى الأمهات اللواتي سهرن الليالي والآباء الذين يبذلون جهدا في تربية أبنائهم.
كما توجه بالشكر للوزيرة الحمود لرعايتها الحفل فضلا عن اهتمام الجمعية الثقافية النسائية وأهمية ذلك في تقديم الدعم اللازم.
بدورها ألقت رئيسة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية شيخة النصف كلمة قالت فيها ان هذه المناسبة هي احتفال بإنجازات «مركز الإبداع اللغوي» الذي يهدف إلى تمكين الأطفال من إتقان مهارات اللغة العربية والتي لها أهمية بالغة في تشكيل شخصية الإنسان وتكوينه الثقافي بل وانتمائه وحسه الوطني للمجتمع الذي يتحدث لغته. كما أن هذه اللغة هي وسيلة الإنسان للتواصل مع من حوله لاكتساب العلم والثقافة أي تحقيق النضج الاجتماعي والنفسي له.
وتابعت ان الجمعية قد سعت منذ إنشائها في أوائل الستينيات إلى خدمة المجتمع الكويتي والمساهمة في عجلة التنمية ولا يأتي ذلك إلا للعناية بالإنسان كونه ركنا أساسيا في المجتمع ومن هنا انصب جزء كبير من اهتمام الجمعية على العناية بالمرأة والطفل.
وعليه فقد وجدت الجمعية في «مركز الإبداع اللغوي» الذي أنشأه ويشرف عليه حمزة الخياط ضالتها ووسيلتها لتحقيق جزء من أهدافها خاصة أن غالبية المواد العلمية في المدارس الحكومية تدرس باللغة العربية وبالتالي فإن قدرة ومستوى الطالب في اللغة تنعكس على مستواه الأكاديمي عامة، كما أن تمكين الطفل من القدرات اللغوية يؤثر إيجابا في استقراره النفسي وإقباله على العلم ويرفع جزءا ليس يسيرا من العبء الملقى على عاتق الوالدين.
وأضافت أن «مركز الإبداع اللغوي» يقدم اللغة العربية للأطفال بصورة مبتكرة ومحببة يربط فيها النظر بالتطبيق مركزا على البيئة التي حول الطفل بما يكفل له النجاح والإقبال الكبير حيث أصبح الكثير من الأطفال على قائمة انتظار المركز كما أن الأطفال الذين تخرجوا في المركز أثبتوا تفوقا علميا في مدارسهم.
وأضافت أن سيطرة اللغة والتعليم الأجنبي على الكثير من المدارس جعلت الأبناء يتكلمون لغة غير اللغة الأم وينتمون لثقافة غير ثقافتهم ما أوجب أن يصبح الاهتمام باللغة العربية لزاما علينا وليس من باب المباهاة أو الإضافة.
من جانبه، أكد مدير مركز الإبداع اللغوي حمزة الخياط أن أبناء الكويت قادرون على الإبداع والتميز ولكن عندما تتوافر لهم البيئة لذلك وذلك لآن عصر العولمة فرض نفسه على عالم الأطفال وأصبحت الأساليب التعليمية التقليدية تجذبهم حيث استطاعوا أن يتفوقوا على خصائص نموهم.
وتطرق الخياط خلال تقديمه الحفل الختامي للمهرجان إلى أن بعض الدراسات قد أوضحت أن الأطفال بين سن الثالثة والثامنة إذا ما اتبع معهم الأسلوب التقليدي فإن مستواهم العقلي قد يتدنى، وأن التعليم الخاطئ يفقد الأطفال قدراتهم العقلية الفطرية وان المناهج التي تعتمد على الكم والحشو لا تتيح للأطفال فرص الابتكار والإبداع.
وتابع أن الإنسان يولد وقدراته على التفكير جاهزة للعمل بل إنها تنمو بشكل تتابعي مع الوقت وهذا النمو إذا لم تكن له بيئة تساعده فإنه سيكون محدودا. وأشار إلى أن ظهور مصادر جديدة للمعلومات في البيئة تعتمد على العقل جعلت الأطفال يتجهون إليها لإشباع رغباتهم وحاجاتهم العقلية والحركية والنفسية وأصبحت خبراتهم أكبر بكثير مما تقدمه المناهج المدرسية.
وأشار إلى أن نسبة الطلاب الذين حصلوا على درجة امتياز في اللغة العربية بلغت 96% وهي مصدقة من وزارة التربية.
وقدم الأطفال خلال الحفل فقرات متنوعة عرضوا خلالها اتقانهم للغة العربية من خلال قراءة بعض الصحف اليومية وإلقاء أبيات شعرية إلى جانب قراءة مباشرة للقصص وذلك لعرض طرق التعبير وإبراز مواهبهم في اللغة العربية.
كما تخلل الحفل توزيع دروع تكريمية على الوزيرة الحمود وعلى الطاقم التعليمي في المركز وعلى أعضاء الجمعية لما يقدمون من دعم للمركز، وقد كرم المركز الطلاب الذين تفوقوا في مدارسهم.