آلاء خليفة
تستعد جامعة الكويت لاستقبال العرس الديموقراطي السنوي الذي تتنافس فيه القوائم الطلابية لاختيار من سيقود دفة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة.
وان كانت المراكز باتت محسومة في الانتخابات ولكن الاختلاف يكون في تصاعد الارقام لدى بعض القوائم وهبوطها لدى البعض الآخر.
وتمتاز الجامعة في تلك الفترة بالنشاط والحيوية، فهذه القائمة توزع بياناتها الانتخابية وتلك القائمة تنظم مهرجانها الخطابي وتكون الجامعة مفعمة بالانشطة الانتخابية المختلفة التي لا تخلو احيانا من حالات الشد والجذب بين قواعد القوائم الطلابية والتي قد تصل احيانا الى حالات من العنف الطلابي المصاحب للانتخابات.
وقبيل عقد الانتخابات ارتأت «الأنباء» تقديم هذا التحليل الانتخابي للقوائم المتنافسة من خلال قراءة اولية في وضع كل قائمة.
ونعتمد في تحليلنا على عدة عوامل اهمها البحث في نتائج السنوات الاربع الماضية بالاضافة الى تقييم اداء القوائم خلال العام النقابي الماضي وايضا توجهات وقراءات الطلبة والطالبات، ونجد ان هناك 5 قوائم طلابية تتنافس على مقاعد الهيئة الادارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، وهي: الائتلافية متحالفة مع الاتحاد الاسلامي، المستقلة، الوسط الديموقراطي، الاسلامية، الحرة.
«الائتلافية»: يا جبل ما يهزك ريح
ان المتابع لوضع القائمة الائتلافية بجامعة الكويت يجدها هي الاقوى والابقى لقيادة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بالاضافة الى تربعها على عرش بعض الجمعيات والروابط الطلابية التي اصبحت محسومة للقائمة الائتلافية دون منازع.
والقائمة الائتلافية هي قائمة المد الاحمر التي تتحالف مع قائمة الاتحاد الاسلامي، وهي قائمة تأسست عام 1979 ومنذ تأسيس القائمة وحتى يومنا هذا وهي تفوز باكتساح فعرش الاتحاد دائما ائتلافي ويؤكد انصار القائمة الائتلافية انها قائمة وطنية طلابية اسلامية وشعارها المعهود هو انها قائمة كل مسلم محب لشرع الله وكل وطني يسعى لمصلحة بلاده وكل طالب ينشد جامعة أفضل والقائمة تتميز بالريادة على مدار 31 عاما.
و«الائتلافية» تتحالف مع الاتحاد الاسلامي بما يجعلها تستحوذ ليس فقط على الاتحاد الوطني لطلبة الكويت وانما كذلك على معظم الجمعيات والروابط فالتحالف ينص على حصول الاتحاد الاسلامي على ثلاثة مقاعد في الهيئة الادارية بالاتحاد على ان تنسحب القائمة من انتخابات جمعية طلبة الهندسة والبترول وتدعم القائمة العلمية التي تمثل الائتلافية والتي تنسحب من انتخابات جمعية الشريعة وتدعم قائمة الشريعة التي تمثل قائمة الاتحاد الاسلامي وفي الغالب نستشف حالة عدم رضا من الكثيرين عن ذلك التحالف ولكن بات استمراره ضرورة حتى يستمر الحال كما هو عليه.
والقائمة الائتلافية صاحبة الصوت الاسلامي المعتدل، تتميز بمد ائتلافي سواء على مستوى الاتحاد او الجمعيات والروابط والذي جاء نتيجة قيادة حكيمة للقائمة وقيادة حكيمة للاتحاد الذي يقوم جاهدا بحل مشاكل طلبة وطالبات جامعة الكويت والمناداة بحقوقهم.
«المستقلة»: قوة زرقاء تحاول ولكن!
تأتي في المركز الثاني من نتائج الانتخابات القائمة المستقلة وهي القائمة المشاكسة بجامعة الكويت التي ترغب دوما في الانتصار على غريمتها الائتلافية، وقد تأسست القائمة عام 1986 وهي قائمة طلابية ذات توجه اسلامي معتدل تسعى لاستقلالية الحركة الطلابية ومرجعية القائمة كما يقول انصارها هي مرجعية اسلامية.
ويوجه اعداء «المستقلة» اتهاما لها بانها قائمة بلا فكر ولكن يخرج لنا انصار المستقلة ليؤكدوا في اكثر من مناسبة بانهم يعبرون عن فكر البيت الكويتي الاصيل وتفتخر بنفسها كونها لا تتبع أي تيارات خارجية كغيرها من القوائم المنافسة.
ولا يخفى على احد قوة القائمة المستقلة وكثرة عدد مؤيديها بجامعة الكويت فضلا عن حصولها على بعض الجمعيات والروابط التي اصبحت معقلا قويا لها ولا يمكن سحب البساط من تحت قدميها ومنها على سبيل المثال رابطة طلبة العلوم الادارية فهي مستقلة حتى النخاع.
كما ان القائمة المستقلة فازت بانتخابات جمعية طب الاسنان وحققت مفاجأة قوية جدا العام الماضي في كلية الحقوق عندما انتزعت جمعية القانون من قائمة «المتحدون» الابنة الصغرى للقائمة الائتلافية في كلية الحقوق.
وهذا يعني ان انتخابات العام الحالي سواء على مستوى الاتحاد او على مستوى الجمعيات والروابط ستفتح المجال لجميع الاحتمالات بالفوز والخسارة بزيادة عدد الاصوات في بعض الصناديق وانخفاضها في صناديق اخرى.
وتعتبر القائمة المستقلة المشاكس القوي للقائمة الائتلافية ولا تخلو الانتخابات من مشادات بين قواعد القائمتين نظرا للتنافس القوي بينهما ولرغبة المستقلة في تحقيق الحلم المستحيل بالحصول على مقاعد الهيئة الادارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ولكن الائتلافية لن تخلع عباءة الاتحاد لتسلمها لاي كان من القوائم.
«الوسط الديموقراطي»: حلم العودة لقيادة الاتحاد
قائمة الوسط الديموقراطي هي قائمة طلابية ديموقراطية يربط اعضاءها مبدأ المساواة وتهدف الى تعزيز الانتماء الوطني وتحقيق المصلحة الطلابية وترسيخ مبادئ الديموقراطية وتأسست القائمة عام 1974 وتتبادل قائمة الوسط الديموقراطي المركز الثالث مع القائمة الاسلامية عاما تلو الآخر بما يجعلنا لا نعرف من سيفوز بالمركز الثالث ومن سيحوز المركز الرابع.
وعلى الرغم من ان قائمة الوسط الديموقراطي قادت الاتحاد في يوم من الايام فإنها في السنوات الاخيرة تباعدت كثيرا عن المركز الاول وان كانت منافستها على اشدها مع القائمة الاسلامية لاسيما بعدما تمكنت قائمة الوسط الديموقراطي من انتزاع المركز الثالث من القائمة الاسلامية في انتخابات 2008 وتمكنت من الحفاظ على مركزها الثالث في انتخابات 2009.
«القائمة الاسلامية»: الالتزام والوسطية شعارها الأبدي
تأسست القائمة الاسلامية في اواسط السبعينيات بهدف بث الوعي الاسلامي والنقابي من اجل بناء طالب جامعي يفيد المجتمع في حياته العملية والعلمية وهي قائمة طلابية تتبنى المنهج الاسلامي.
وفي نقطة تحسب لصالح القائمة الاسلامية نجد قائمة ذات طرح عقلاني وهادئ وتسعى دوما لتقريب وجهات النظر بين القوائم وتقدم مقترحات الى الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في امور تفيد طلبة وطالبات جامعة الكويت، ولا يمكن نكران ان القائمة الاسلامية تحظى باحترام الجميع وهي قائمة تعمل لخدمة الجموع الطلابية وتسعى لاختيار منسقيها المشود لهم بالكفاءة والنزاهة، لعل المراقبين على الساحة الانتخابية يكادون يجزمون بمدى التزام القائمة الاسلامية بالاسلوب الهادي والطرح العقلاني، ولا نجد اي مشاجرات او مشادات تتسبب فيها القائمة الاسلامية بل عندما تحدث تلك المهاترات الانتخابية نجد ان القائمة الاسلامية تقف موقف الاخ الاكبر الذي يقدم النصيحة والمشورة ويؤكد على اهمية الاخوة التي تجمع طلبة جامعة الكويت.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما سبب تراجع القائمة الاسلامية في السنتين الاخيرتين؟ فقد تمكنت قائمة الوسط الديموقراطي من سحب البساط من تحت قدم «الاسلامية» في انتخابات عام 2008 و2009 فهل ستعيد «الاسلامية» قوتها في انتخابات 2010؟
القائمة الحرة: عودة بعد انقطاع
ان القائمة الحرة عادت بعد انقطاع دام 9 سنوات وان اخر انتخابات شاركت فيها كانت في عام 2001 ورجعت القائمة الحرة مرة اخرى لخوض الانتخابات.
والجدير بالذكر ان فترة انقطاع القائمة الحرة عن الانتخابات ستحول دون حصولها على عدد كبير من الاصوات وبالتالي فهي ليست مرشحة للفوز بانتخابات الاتحاد وانما مرشحة لتصبح احد الاصوات الفكرية واحدى القوائم المتنافسة.
ولكن هذا لا يمنع ان للقائمة الحرة خبرة نقابية كبيرة على مدى التاريخ ولكن فترة غيابها جعلتها بحاجة الى جهود كبيرة لتعريف الطلبة والطالبات بها خاصة ان مؤيديها تخرجوا في جامعة الكويت وهناك اجيال جديدة لا تعرف الا القوائم الحالية.
انتخابات ديموقراطية
المعروف ان انتخابات جامعة الكويت هي انتخابات ديموقراطية نزيهة وتشارك فيها جميع القوائم الطلابية ولكن القارئ لواقع الحال في كل عام يجد ان «الائتلافية» تأتي في المركز الاول بلا منازع ويتم معرفة رئيس الاتحاد المقبل حتى قبل عقد الانتخابات والمتمثل في شخص مرشح القائمة الائتلافية، اما القائمة المستقلة فهي تحاول ان تصل الى المركز الاول ولكن على استحياء حيث يبعدها عن القائمة الائتلافية الاف الاصوات، ولكن تكون هناك منافسة على المراكز الثالث والرابع بين القائمة الاسلامية وقائمة الوسط الديموقراطي.
وفي محاولة منا لقراءة النتائج التي ستحصل عليها القائمة الائتلافية فنكاد نجزم بأن الائتلافية ستتخطى حاجز 7000 صوت لاسيما بعد زيادة عدد الطلبة والطالبات بجامعة الكويت العام الحالي فهناك ما يقارب 30 الف طالب وطالبة في العام الجامعي 2010-2011.
وتوضح المؤشرات الاولية للانتخابات ان القائمة الائلافية يمكنها ان تكسر حاجز الـ 7000 صوت في حين القائمة المستقلة لديها فرصة كبيرة لزيادة عدد اصواتها حتى وان بقيت في المركز الثاني لاسيما انها في عام 2009 تخطت حاجز الـ 4000 صوت بحصولها على 4017 صوتا بفارق 1075 صوتا عن انتخابات 2008 التي حصلت فيها على 2942، وتمكنت قائمة الوسط الديموقراطي من الحفاظ على المركز الثالث في انتخابات 2008 و2009 بما يعطيها الفرصة الكبرى للحفاظ على مركزها خاصة ان القائمة الاسلامية التي جاءت في المركز الرابع تعرضت لهزة عنيفة في انتخابات 2009 بعدما فقدت حوالي 219 صوتا عن انتخابات 2008. وبنظرة تحليلية دقيقة للارقام التي حصلت عليها القوائم الطلابية في انتخابات 2009 العام الماضي نجد ان «الائتلافية» التي تعهدت بكسر حاجز الـ 6000 صوت كان لها ما ارادت وبالفعل حصلت على 6055 صوتا بزيادة بلغت 378 صوتا عن انتخابات 2008، وجاءت القائمة المستقلة في المركز الثاني بحصولها على 4017 صوتا متخطية حاجز الـ 4000 صوت بفارق 1075 صوتا وهي زيادة كبيرة تحسب لصالح القائمة المستقلة.
وحافظت قائمة الوسط الديموقراطي على المركز الثالث بعد حصولها على 1680 صوتا وعلى الرغم من احتفاظها بمركزها الثالث الا انها فقدت 139 صوتا عن انتخابات 2008.
اما القائمة الاسلامية التي بقيت في المركز الرابع عامي 2008 و2009 فقد حصلت على 1285 ونجد ان القائمة الاسلامية فقدت حوالي 219 صوتا مقارنة بانتخابات 2008.