مريم بندق
يتفضل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد فيشمل برعايته وحضوره احتفال تكريم 331 معلما ومعلمة بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق 5 اكتوبر.
هذا ويبدأ الاحتفال عند العاشرة والنصف من صباح اليوم على مسرح جامعة الكويت بالخالدية.
وبهذه المناسبة قالت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود ان الاسرة التربوية تتشرف اليوم بلقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي يشمل برعايته تكريم المعلمين بمناسبة اليوم العالمي لتكريم المعلم اضافة الى تكريم 50 مدرسة متميزة وقالت د.الحمود انه لشرف كبير لا يدانيه شرف تكريم صاحب السمو الأمير فهو دافع كبير للمعلمين لرفع شأن الكويت عاليا مواكبة للامم والمجتمعات المتقدمة، معاهدين الله ان يكونوا سندا في دعم مسيرة بناء الدولة الحديثة للوصول الى اعلى المراتب والمستويات في ظل القيادة الحكيمة.
كما ثمنت الجهود حضور سموه بتكريم المعلمين المتميزين حيث اعتدنا على هذه السمة الطيبة بتكريمه لهذه الكوكبة من المعلمين الافاضل المتميزين بعطائهم اللامحدود من أجل تربية وتعليم الاجيال بشتى الطرق والوسائل والأخذ بيدهم نحو العلم والمعرفة والنبوغ والانجاز من اجل ازدهار الوطن.
وأكد الموجه الفني العام للتربية الاسلامية احمد المنيفي على مكانة المعلم ورسالته السامية ودوره الفاعل في المجتمع بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلم والذي يصادف اليوم 5 اكتوبر حيث ذكر ان للمعلم منزلة كبيرة في المجتمع، فهو المؤتمن على اهم ما يملكه المجتمع من ثروة بشرية ويعتمد عليه بعد الله تعالى في رعاية هذه الثروة واستثمارها بما يحقق اهداف المجتمع وتطلعاته حيث ان مهنة التعليم تعتبر المهنة الأم، فهي الأساس للدخول في المهن الأخرى مستشهدا بقوله تعالى في كتابه الكريم في سورة المجادلة (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير) آية 11.
واشار المنيفي الى احتلال المعلم مكانة مرموقة في الفكر التربوي الاسلامي لشرف الرسالة التي يحملها وهي الرسالة التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير قيام، ولقد رفعت الشريعة الاسلامية من شأن المعلمين وجعلت مهنة التعليم من اشرف المهن وأهمها، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم، ويكفيه شرفا ان الهوام والدواب وجميع المخلوقات تستغفر لمعلم الناس الخير، والمعلم يتولى مسؤولية عظيمة هي تغذية الفكر بالعلم والمعرفة، وتنشئة الأجيال ليخدموا انفسهم ودينهم ووطنهم، فالأمم الحية هي التي تعتني بمعلميها وترعاهم ومقياس تقدم الأمم عنايتها بهم ورعايتهم وكان العلم في القديم له مكانة مرموقة عند الخلفاء والسلاطين، فلم تكن تخلو مجالسهم منهم وكانوا يتخذونهم مربين ومعلمين لأبنائهم ويستشيرونهم في امر دينهم ودنياهم وهذا هارون الرشيد احد خلفاء بني العباس قد اتخذ الكسائي امام النحاة في الكوفة مربيا ومعلما لابنيه الامين والمأمون، وقد جلس الكسائي يوما في حضرة هارون الرشيد فسأله الرشيد من افضل الناس يا كسائي؟ فقال الكسائي: أو غيرك يستحق الفضل يا أمير المؤمنين، فقال الخليفة نعم: ان افضل الناس من يتسابق الاميران الى إلباسه خفيه، وكان الامين والمأمون تقديرا للكسائي يتسابقان على إلباسه خفيه عندما يهم بالخروج من عندهما، هذه مكانة المعلم وهذا تقدير العلماء فالتعليم بلا شك مهمة ليست بالهينة على جميع المستويات.
وبين ان الجهد الذي يبذله القائمون على التعليم والتربية لا يمكن ان يقارن مع معظم المهن الأخرى في المجتمع، ان الناس ينظرون للمعلم نظرة الاحترام والتقدير ويحظى بمكانة في المجتمع وهو محطة ثقة الجميع الذين يحملونه امانة تعليم ابنائهم فالمعلم ينبغي ان يحظى بمكانة مميزة وذلك يكون بالاهتمام بالعلم والتعليم.
وذكر المنيفي ان دور المعلم يتضح من خلال ما يقوم به من توصيل العلم للأجيال المختلفة وهذه المهمة التي يقوم بها المعلم تجعل مكانته في المجتمع في أعلى المراتب، فهو ليس مسؤولا عن عملية التعليم فقط، بل يتجاوزها الى تحديث المجتمع وتطويره، خصوصا اذا كان حريصا على التوسع والاطلاع في تخصصه وربطه بالثقافة فهو يلعب دورا مهما في تشكيل وعي وثقافة الأجيال وبنائها العلمي والفكري والتربوي، ومتى كان المعلم متميزا ومستنيرا فسيغرس في النشء قيم الحوار والتسامح والتفكير العقلاني والعلمي وسيمارس تأثيرا كبيرا على طلبته في شتى النواحي، موضحا ان المكانة التي يحظى بها المعلم هي انعكاس لواقع المجتمع، ومقياس تطوره، والمجتمع الذي لا يعي هذه المكانة، لن يعي اهمية العلم ودوره في الحياة، فالعلم هو أساس بناء المجتمع والإنسان والمعلم هو عماده.