- نورية لموضي: أوصيك خيراً بـ «التربية» وبالعاملين فيها وأتمنى الاستمرار في إستراتيجية التعليم
مريم بندق
في احتفال تأخر سنتين لم تقم خلالهما وزارة التربية بتكريم فارسة التربية ـ على امتداد 40 عاما ـ الوزيرة السابقة نورية الصبيح نظمت جمعية المعلمين احتفالا لتكريمها بحضور وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود ورئيس الجمعية عايض السهلي وأغلب الوكلاء المساعدين وقيادات المناطق التعليمية.
وفي كلمة للوزيرة الحمود أكدت انها حين تولت الوزارة وجدت الكثير من الانجازات المميزة والخطط المستقبلية العامرة بالمشروعات الكبيرة التي تستهدف الارتقاء بعناصر المنظومة التعليمية التي تحكمها رؤى سديدة وتسندها خبرة تربوية عميقة، مشيرة الى ان مواصلة واستكمال هذه المشروعات في السنوات المقبلة سيجعلها تؤتي ثمارها وتحدث نقلة نوعية في التعليم.
وأشادت د.الحمود بالمبادرة التي قامت بها الجمعية لتكريم الوزيرة السابقة الصبيح، مؤكدة ان تلك اللفتة الطيبة تؤكد حرص الجمعية الدائم على الوفاء بالواجب وتقدم الدليل تلو الآخر على انها تضطلع بمسؤولياتها على نحو طيب.
ولفتت د.الحمود الى ان هذا التكريم يؤكد ان الجمعية تحفظ الجميل لمن يقدمه وفق منهج موضوعي جدير بالتقدير والثناء ينطلق من احترامها واجلالها لمن قدموا الجهود واخلصوا النية وعقدوا العزم على خدمة التعليم في وطننا العزيز وسعوا بكل الحماسة والحكمة والرؤى السديدة لتطويره وتحديثه وتحسين مخرجاته، واضعة في اعتبارها ان اختلاف الرأي بين الزملاء الذين يسعون لهدف نبيل لا يفسد للود قضية ولا يمس مطلقا بما يحتفظ به كل منهم من احترام وتقدير للآخر. وشددت على ان هذا القدر من الاحترام هو المنهج الواجب اتباعه في تناول كل قضايانا الوطنية، لافتة الى ان الحفل يحمل في مضمونه دلالة خاصة على ان الوزيرة السابقة بشهادة الجميع سواء من اتفقوا معها او من اختلفوا مع توجهاتها موضع تقدير واعزاز وانها جديرة بكل الثناء والشكر والعرفان لما قدمته للتعليم في وطننا العزيز منذ ان كانت معلمة وخلال تدرجها في العديد من المناصب التربوية والادارية والقيادية حتى تقلدت عن جدارة واستحقاق مسؤولية الوزارة وانها كانت موضع ثقة الجميع على كل المستويات.
عطاء الصبيح الصادق
وأشارت الى ان عطاء الصبيح الصادق في كل مرحلة كان موضع فخر واعتزاز لوطننا العزيز كونها ابنة بارة تفيض حبا واخلاصا وولاء لهذه الارض الطيبة التي انبتتها وغيرها من المخلصين والمخلصات نباتا حسنا فكانت ثمار عملها ومعطيات اخلاصها ركائز ثابتة بوزارة التربية يتصاعد عليها البناء ويعلوا لتبقى الكويت دائما شامخة قوية عزيزة بعطاء ابنائها المخلصين، كما انها اضحت النموذج المشرف الذي جعل المرأة الكويتية جديرة بالاحترام والمساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات وفي الاضطلاع بالمسؤوليات الوطنية في مختلف المجالات بفضل ادائها المشرف الذي كان مثارا للاعجاب ومبعثا للاشادة.
وختمت الحمود بتوجيه الشكر للصبيح كأول وزيرة للتربية والتعليم العالي في البلاد والى كل من سبقوها في هذا المنصب على ما قدموه من انجازات ستبقى حية راسخة في ذاكرة الوطن، مشيرة الى ان الوزارة تقديرا لجهود ام عادل بادرت بتسمية احدى المدارس باسمها لمعرفتها مدى حب الوزيرة السابقة لتلك المهنة والعاملين فيها.
الغايات النبيلة
بدوره، اكد رئيس الجمعية عايض السهلي على ان الحفل يأتي تأكيدا على الغايات النبيلة التي تربط كل أهل الميدان كأسرة تربوية تسودها مشاعر الوفاء والتقدير والعرفان.
وأشار السهلي الى ان جمعية المعلمين أخذت على عاتقها على امتداد تاريخها وسجلها الحافل ان تحفظ لكل تربوي سخّر نفسه وفكره وعطاءه لخدمة مسيرتنا التربوية حقه في التقدير والاعتزاز والعرفان ومن خلال هذا الحفل تضيف الجمعية صفحة جديدة في هذا السجل بتكريم مربية قديرة وقيادية محنكة هي المربية القديرة نورية الصبيح التي يشهد لها الجميع بعطائها وبدورها في دعم المسيرة التربوية ابتداء من مشوارها كمعلمة وعلى امتداد حياتها العملية والتي حفلت بالعديد من التحديات والمعوقات والتي استطاعت ان تتجاوزها بثبات.
ولفت الى ان الجمعية كانت لها وبكل صراحة وقفات عديدة مع هذا المشوار منها الايجابية والتي ساهمت في معالجة العديد من القضايا والمسائل ومنها ما تباينت فيها وجهات النظر وكانت محل خلاف وتباين في الرأي وهو الأمر الطبيعي والصحي الوارد حدوثه بين مؤسسة مهنية لها رؤيتها المعبرة عن أهل الميدان ووزارة تقع على عاتقها المسؤوليات الجسام الواسعة والمتشعبة الى أبعد الحدود ويقع على عاتقها أيضا صنع القرار التربوي وتنفيذ الخطط والمشاريع بما يتوافق مع الأهداف العامة والغايات المنشودة.
وتابع: ان لهذا الحفل خصوصيته ومعانيه بل وأهدافه النبيلة وغاياته الرامية الى المحافظة على ترابطنا وتعزيز مجالات التواصل والتقارب فيما بيننا كجمعية بصفتها لسان حال المعلمين والمعلمات والناطق الرسمي المعبر عن وجهات نظرهم وطموحاتهم وما بين وزارة التربية بقياداتها وبصفتها المعنية بصياغة وتنفيذ الخطط والقرارات التربوية ولعلنا هنا نؤكد مجددا ومن خلال وجود الوزيرتين ان ما نسعى ونهدف اليه هو الاستفادة التامة من جميع المحطات والتجارب السابقة بسلبياتها وايجابياتها لتعزيز مجالات التعاون والتنسيق وتقريب وجهات النظر الى الحد الذي يساهم في تعزيز مسيرتنا وتأمين وسائل النجاح للقرار والخطط التربوية لتحقيق خطط التنمية والاصلاح والتطوير بما يضمن توفير أجواء الاستقرار لمسيرتنا التربوية.
وأكد السهلي على تقدير جمعية المعلمين للجهود التي بذلتها الوزيرة السابقة ولدورها في خدمة المسيرة التربوية وكذلك تقديرها لرعاية الوزيرة الحالية للحفل، متمنيا التوفيق للجميع في خدمة العملية التعليمية والارتقاء بالوطن.
الوفاء سمة الشرفاء
وفي كلمتها تقدمت الوزيرة السابقة والمحتفى بها نورية الصبيح بالشكر والتقدير لجمعية المعلمين على هذه اللفتة التي تدل على سمة الوفاء لدى المعلمين وهي سمة الشرفاء التي نعلمها مع غيرها من القيم لأبنائنا بالمدارس حتى يحفظوا الجميل لأهله وأن يكونوا أوفياء لمن له الفضل عليهم وان غير الوفي يسيء لنفسه قبل الآخرين.
وأوضحت انها من هذا المنطلق جاءت تلبيتها لدعوة الجمعية لرد التحية بأحسن منها او مثلها كما عبرت عن تقديرها لظروف تأخير هذا الحفل مؤكدة على ان علاقة وزراء التربية مع الجمعية علاقة ود واحترام وان اختلفت وتباينت الآراء وان الجمعية والوزارة وجهان لعملة واحدة. وتابعت: أتشرف اليوم بأن أقف في هذا المكان كمعلمة أولا فهذه المهنة المقدسة أعطتني الكثير من الرضا النفسي وكوّنت لي الكثير من الأبناء والبنات الذين يرحبون بي في اي مكان أذهب اليه كما أعطت انطباعالكل المعلمين والمعلمات بأن بامكانهم الوصول لأعلى المراكز بجدهم واجتهادهم.
ولفتت الى ان التكريم سنّة طيبة استنتها وزارة التربية وجمعية المعلمين معا إذ يأخذ التكريم فيهما أشكالا عديدة اذ يتم سنويا تكريم المعلمين المتميزين بكل مسمياتهم وكذلك تكريم المعلمين المتقاعدين مما يشعرهم بأن جهدهم مقدر لأهميته ودوره في بناء النشء والمجتمع وهو تكريم غير موجود في أي مهنة أخرى. ووجهت الصبيح الشكر الى الوزيرة الحالية د.موضي الحمود على حضورها كما أوصتها خيرا بالتربية وبالعاملين بها وتمنت الاستمرار في استراتيجية تطوير التعليم والانتقال به الى مستوى متقدم يهيئ ابناء الكويت لعالم سريع التطور والتغيير، وكررت شكرها لجمعية المعلمين على هذا الحفل الذي أتاح لها فرصة الالتقاء بالزملاء والزميلات من المعلمين والمعلمات العاملين في جميع وظائف التعليم.