غياب عدد كبير من طلبة مدارس وزارة التربية قبل أو بعد العطلات الرسمية بات يشكل مشكلة تؤرق مسؤولي الوزارة والإدارات المدرسية.
كما أصبحت لهذه الظاهرة وخصوصا في الأعوام الأخيرة انعكاسات كبيرة على تأخر التحصيل العلمي للطلبة مما يضطر المعلمين الى الإسراع أكثر في المنهج دون التأكد من وصول المعلومات والمفاهيم الدراسية إلى جميع تلاميذهم وخصوصا الضعاف منهم في ظل عام دراسي قصير نسبيا مقارنة بدول العالم.
واستطلعت «كونا» آراء عدد من المسؤولين والأكاديميين التربويين وكذلك من أهل الميدان حول هذه الظاهرة وهل استمرارها يعود إلى تقصير من الإدارات المدرسية في تطبيق القوانين اللازمة ام هو إهمال من أولياء أمور الطلبة الذين يشجعون أبناءهم على هذا السلوك سواء عن قصد أو غير قصد؟
ومن جانبها حملت مدير عام منطقة الفروانية التعليمية يسرى العمر أولياء أمور الطلبة الجزء الأكبر في تفشي هذه الظاهرة بتشجيعهم لأبنائهم على هذا السلوك الخاطئ عن طريق التجاوب لرغباتهم بالغياب بل واخذ تقارير طبية لهم تفاديا لاتخاذ إجراءات قانونية من الإدارات المدرسية رغم عدم مرضهم، إضافة الى تصديقهم ادعاءاتهم بعدم وجود طلبة في المدرسة في تلك الأيام دون تكليف أنفسهم عناء التأكد من صحتها والتي غالبا ما تكون غير صحيحة.
وأضافت العمر أن هناك طلبة يتفق بعضهم مع بعض على الغياب الجماعي قبل أو بعد العطلات الرسمية «لفرض أمر واقع في المدرسة» ما يؤدي إلى تدني مستوى التحصيل العلمي لهم والذي يتحمل ولي الأمر كل المسؤولية عنه لتجاوبه اللامسؤول معهم.
وعن إيجاد حلول لهذه المعضلة أجابت العمر بأن هناك تعليمات واضحة صدرت للإدارات المدرسية بعدم إعادة شرح الحصص التي يتغيب عنها الطالب وكذلك الاختبارات حتى لو كان عدد الحضور في الفصل طالبا واحدا فقط كما ان وزارة التربية خاطبت نظيرتها «الصحة» للتدقيق في منح التقارير الطبية للطالب أو العامل في المدرسة بشكل متكرر.
من جانبه حدد عضو هيئة التدريس في قسم الإدارة التعليمية في كلية التربية بجامعة الكويت د.عبدالعزيز المحيلبي جوانب هذه الظاهرة بثلاثة أمور تتعلق بالطالب والمعلم وولي الأمر.
وقال المحيلبي ان فئة من الطلبة لم تعد تجد في المدرسة بيئة جاذبة ويقابلها فئة من المعلمين لا يهمها غياب أو حضور الطلبة بينما يبقى السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو إهمال بعض أولياء الأمور وعدم حث أبنائهم على الالتزام بالدوام المدرسي.
وأضاف أن مفتاح الحل يكمن في قيام وزارة التربية بإعلام أولياء أمور الطلبة بخطورة تهاونهم في هذا المجال من خلال حملة إعلامية منظمة تشارك فيها جميع وسائل الإعلام، إضافة الى تشديد قوانينها حيال هذا التسيب من قبل البعض والذي له تأثيرات سيئة على المدى الطويل.
بدوره أكد مدير مدرسة محمد ناهض العتيبي المتوسطة مساعد الشيخ ان الإدارات المدرسية تعمل بكل ما لديها من طاقة للحد من نسب الغياب العالية في الأيام الواقعة بين العطلات من خلال إرسال رسائل واضحة لولي الأمر تشرح خطورة هذه التصرفات على مستقبل أبنائهم التعليمي.
وقال الشيخ ان إدارته عمدت الى استخدام التقنيات الحديثة لحث الطلبة على الالتزام بالدوام المدرسي عبر الهاتف الجوال او على موقع المدرسة الالكتروني مشيرا الى تجاوب بعض أولياء الأمور في هذا الجانب وإغفال آخرين لهذه النداءات.