ليلى الشافعي
ناشد عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.مبارك الهاجري العقلاء من الأمة الإسلامية ان يساهموا في بناء الخطاب الفكري والديني الصحيح الذي يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق، وقال في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر «التعصب والتطرف الفكري» الذي أقيم تحت رعايته وبحضور ثلة من علماء المملكة العربية السعودية وأساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وأدار المؤتمر د.بسام الشطي: أن كلية الشريعة ترحب بكم في مقرها الذي يعتبر منارة للحق والخير ونشر النور في الأمة الإسلامية بأسرها وليس فقط داخل الكويت وذلك لأن العلم الشرعي الذي تحتضنه الكلية علم عالمي يصلح الدنيا كلها، ومن اهم أولويات كليتنا تأكيد وسطية الإسلام وزرع ذلك المفهوم في نفوس الدارسين فيها وذلك من خلال نخبة من العلماء الأفاضل الذين يحملون هذا العلم الشرعي داعين لوسطية واعتدال دين الإسلام.
واشار الى ان الكلية تقوم بدورها المنوط بها ليس فقط داخل قاعات الدرس وانما ايضا من خلال الالتحام بالجماهير مواطنين ومقيمين والتواصل معهم من خلال الأنشطة العديدة التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس من خطب وندوات ومؤتمرات داخلية وخارجية واستغلال جميع وسائل الإعلام لتوصيل كلمة الحق وبيان سماحة الإسلام ويسره واستيعابه لجميع مستجدات قضايا العصر، كما تقوم الكلية بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة من وزارات ومؤسسات والجمعيات الأهلية، هذا على المستوى المحلي.
واضاف، وبهذه المناسبة يسرنا ان نشكر المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بالكويت، وكذلك إدارة التخطيط بجامعة الكويت على تعاونهما مع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت في إنجاز مؤتمرنا هذا تحت عنوان «التعصب والتطرف الفكري» كجزء من برنامج عمل الحكومة وأكد د.الهاجري ان هذا المؤتمر يعتبر تحقيقا لسياسة الكويت في العمل على إيجاد جيل محصن ضد الغلو والتطرف وحرص الدولة على دراسة أسباب التطرف والتعصب والعمل على وقاية الشباب من وقوعهم في براثن الانحراف والتطرف.
وزاد، ويأتي مؤتمركم هذا ليؤكد ان برنامج عمل حكومة الكويت يولي الشباب أهمية خاصة من خلال المشاركة الفعلية في بناء الأمة بالنزول الى ميدان العمل الحقيقي وتصحيح المسارات الخاطئة والاستفادة من الطاقات والخبرات التي تحمي الوطن وتصونه.
أما على المستوى الإقليمي والدولي فإن دور كلية الشريعة يتجلى في إيفاد أعضاء هيئة التدريس في مهمات علمية للمشاركة في المحافل والمؤتمرات الدولية التي من شأنها إعلاء راية الإسلام وبيان محاسنه وتفنيد الشبهات الواردة ضده، ونفي الاتهامات الموجهة لأهله وعلمائه وذلك بالرفق واللين من غير إفراط ولا تفريط. وبين د.الهاجري انه في هذه الآونة تعيش الأمة الإسلامية مرحلة حرجة حيث تعاني أمتنا من داخلها وخارجها، فمن داخلها يتسبب الجهل والبعد عن العلم الشرعي الصحيح في ظهور بعض الممارسات غير الحكيمة باسم الإسلام ومن خارجها يقوم أعداؤه بتشويه صورته وأهله وعلمائه، فلما اختلطت المفاهيم والأفكار واشتدت الحاجة لتصحيحها وربطها من جديد بالمنبع الصافي لهذا الدين بعودة حميدة للقرآن الكريم والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم كان لابد لكلية الشريعة ان تستشعر مسؤوليتها وتقوم بدورها فجاء هذا المؤتمر ليعالج مفهوم التعصب وموقف الشريعة منه ويبين اثر التعصب على الفرد والمجتمع ثم يوضح كيفية الوقاية والعلاج لهذا التعصب ولا يخفى على الجميع الدور الواجب على علماء الأمة كل في مجاله وتخصصه في التصدي لجميع الأفكار التي تؤدي الى شيوع السلوكيات والأسباب المؤدية لهذا التطرف والغلو والتعصب والعمل على إيجاد سبل علاجها، وأكد ان الوعي الديني والفكري هو الكفيل بنبذ تلك السلوكيات الخاطئة التي تذهب بالإنسان والمجتمعات الى الهاوية والعبث النفسي والفكري، لذا فإننا ندعو الى نبذ مظاهر العنف بكل أشكاله.