أحمد يوسف
ضمن الموسم الثقافي في كلية الآداب نظّم قسم التاريخ محاضرة بعنوان «المنهجية التاريخية عبر العصور» بمشاركة كل من د.محمد عبدالفتاح ود.عبدالمالك التميمي ود.بنيان التركي ود.خالد الوسمي ود.ناصر الدين سعدوني ود.عبدالهادي العجمي ود.نايف الشمروخ.
وتناولت الندوة عدة جوانب أهمها مرحلة خضوع المنهجية التاريخية لأول مرة للمنهج العلمي عندما قام فون رانكه بتدريس التاريخ في الجامعات الألمانية والفرنسية في عام 1825 وظهرت الأساليب العلمية لتحديد مسار المعلومة التاريخية نحو قاعدة علمية متخصصة وظلت هذه المرحلة في صراع كبير مع الأنماط القديمة من المنهجية التاريخية في أوروبا تبحث في أسباب ونتائج تلك المذابح التي حدثت في الحروب وكيفية الاستفادة منها وتفادي حدوثها مستقبلا.
وتناول الجانب الثاني مرحلة ظهور علم الانثروبولوجي الذي كان يبحث عن عمق التراث الانساني على الأرض واندمج مع المنهجية التاريخية لأنه استطاع ان يوفر كما كبيرا من المعلومات غير الموثقة حول الأجناس والأعراق والتراث والمفاهيم العنصرية، وخضع علماء التاريخ له دون الوعي، فكانت النتيجة ظهور التيارات الماركسية والنازية والفاشية الأوروبية التي سادت العالم بفكر عنصري حتى بداية الحرب العالمية الثانية، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية واصطدمت المنهجية التاريخية بالثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي الرهيب، والذي أعقبه مرحلة تضليل تاريخي في فترة ما يعرف بالحرب الباردة وبعد نهاية فترة خصبة على المنهجية التاريخية، انقسم علم التاريخ وتفتت الى علوم تاريخية متخصصة مثل التاريخ الاجتماعي والتاريخ الاقتصادي والتاريخ الطبيعي وغيرها.
ومع بداية التسعينيات حدثت مجموعة من التغيرات الايديولوجية الكبرى في العالم والتي غيّرت من مسار المنهجية التاريخية حيث ظهر الكمبيوتر والتقدم التكنولوجي المواكب له.