في غفلة من الزمن تم التخطيط لمنطقة سكنية هي أم الهيمان من دون ان تؤخذ بعين الاعتبار التأثيرات البيئية والصحية المصاحبة للموقع الذي اختير لسكان مئات الآلاف من المواطنين، وخصوصا ان الموقع قريب من المناطق الصناعية التابعة للقطاعين الخاص والحكومي وقد أخذ المواطنون يشتكون من أمراض ومشاكل بيئية يتعرضون لها بشكل مستمر.. هناك عدة أمور أعتقد من المهم الاشارة اليها قبل الدخول في طبيعة حل المشكلة، فمشكلة أم الهيمان البيئية الصحية ليست مشكلة فريدة في الكويت، بل هناك مشكلة مشابهة لها، وهي مشكلة القرين لردم النفايات الذي أنشئت بالقرب منه فيما بعد منطقة سكنية، وان كان التعامل مع مشكلة موقع القرين قد تم بطريقة مؤقتة وأفضل من طريقة التعامل مع مشكلة أم الهيمان، وقد ازدادت نسبة الاصابات في منطقة أم الهيمان والقرين، منها اصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان وبشكل غير طبيعي، مما أدى الى تذمر السكان وحدوث مشاكل اجتماعية وسياسية مع السلطات المحلية، وفي النهاية اعترفت بعد فترة طويلة بمدى خطورة المشكلة واعتبرت المنطقة منكوبة وعوضت السكان عن الأضرار البيئية والصحية التي تعرضوا لها.
ان حل المشكلة برأيي الشخصي يتمثل في ثلاث نقاط أساسية هي: القيام بشكل فوري بتشكيل فريق صحي وبحث عن موقع محدد في منطقة أم الهيمان لمراقبة الوضع الصحي البيئي للسكان وتلوث الهواء، وتسجيل ماذا يحدث كل يوم في المنطقة من تغيرات صحية وبيئية، بعد ذلك يتم تقييم المخاطر البيئية الصحية المصارحة والطلب من الصناعات القريبة في القطاعين الخاص والحكومي وضع خطة زمنية قصيرة ومتوسطة، وبرأيي ان هذا الاجراء هو الأساس في حل المشكلة.
الطالبة نوف فلاح الجسار
جامعة الكويت ـ كلية التربية