- الوسمي: السجن أكد لي أن دور رجال القانون لا يقتصر على القاعات إنما بالتأثير في أحداث المجتمع
- العجمي: العلاقة بين الوسمي وطلابه حيرت أجهزة حكومية بأكملها ولم يتمكنوا من تفسيرها
آلاء خليفة
فرحة عارمة وباقات زهور هنا وهناك، وتصفيق حاد ويباب وسط حشود غفيرة من طلبة وطالبات القانون، هذا هو حال كلية الحقوق بجامعة الكويت صباح امس في احتفال نظمته جمعية القانون بالكلية احتفالا باطلاق سراح د.عبيد الوسمي بعد ان تم سجنه لمدة شهرين على خلفية ما حدث في ديوان النائب د.جمعان الحربش.
في بداية الحفل، تحدث رئيس جمعية القانون خالد الهاجري قائلا: باسم جمعية القانون الممثل الشرعي لطلبة وطالبات كلية الحقوق، القي كلمتي هذه في حق رجل المواقف واقول فيها: لله درك رجلا هابوه لنصرة الدستور الكويتي، الى صاحب التميز والافكار النيرة د.عبيد الوسمي، صاحب المبادرات والتوضيحات الدستورية التي تنير لنا ما نجهله من اخطاء في تطبيق القانون الدستوري، انت رجل شغل الشارع السياسي بل شغل الشارع الكويتي عامة، حيث ارادوا ان يهينوك بأعيننا، لكن هيهات، فأنت بالاصل شامخ العزة ولكنهم لم يعلموا انهم رفعوك بأعيننا وأسكنوك في قلوبنا اكثر واكثر، فأنت يا د.عبيد صاحب الكلمة التي عجز عنها بعض الرجال.
واعرب الهاجري باسم طلبة وطالبات كلية الحقوق عن السعادة البالغة التي تعم قلوب جميع الطلبة والطالبات بعودة د.عبيد الوسمي الى احضان كلية الحقوق.
من جهته، قال د.عبيد الوسمي: كنت هنا قبل 70 يوما، وهذه هي المرة الاولى التي اتحدث فيها وسط حشد من الناس، وانا مدين لكل شخص فيهم، وكنت سعيدا لكوني استاذ قانون، لكن لم اكن اتوقع ان كلية الحقوق كيان عظيم لهذه الدرجة.
واكد د.الوسمي انه يحب طلبة وطالبات القانون كثيرا، مشيرا الى انه سجن لمدة 62 يوما ولكنه يشعر بانها 62 عاما، وقد تم حرماني من اكثر ما اعشقه بحياتي وهو التدريس.
واردف د.الوسمي قائلا: انا سعيد لأنني انتمي لكلية الحقوق لأن بها د.ثقل العجمي الذي ساندني بجانب زملاء افاضل آخرين ودعمني ولم يأل جهدا في الدفاع عني.
كما وجه الشكر الى د.مرضي العياش ود.مساعد العنزي والى 37 استاذا قاموا بالتوقيع على بيان تاريخي تعمدت السلطة الا تكون له تغطية اعلامية ومع ذلك الرسالة وصلت.
وزاد: ان مسألة السجن لا تشكل تهديدا بالنسبة لي اذ كنت على يقين انني بريء وان ما قمت به من عمل لا يمكن ان يشكل جريمة تحت أي معيار قانوني، لكن هذا الحدث اكد لي ان اهم مجموعة في الدولة هم اهل القانون وان دورهم لا يقتصر على القاعات الدراسية وانما دورهم الاكبر في التأثير بأحداث المجتمع المختلفة وهو بالطبع تأثير ايجابي وجميل.
كما وجه د.الوسمي الشكر الجزيل الى جمعية طلبة القانون التي وصفها بأنها جمعية الابطال على موقفها المشرف، مهنئا الشعب الكويتي بحلول الاعياد الوطنية لدولتنا الحبيبة الكويت، متمنيا ان تكون المرحلة المقبلة بداية عهد جديد لطلبة وطالبات القانون الذين يفترض ان يشاركوا في جميع الاحداث باعتبارهم طلبة قانون.
من ناحيته، قال استاذ القانون بكلية الحقوق بجامعة الكويت د.ثقل العجمي: اهنئ نفسي والجميع قبل ان اهنئ د.عبيد الوسمي بعودته لنا سالما غانما، متمنيا ان تكون المرحلة المقبلة جميله وتتفق مع القانون الذي غيب خلال الشهرين الماضيين بشكل متعمد وغير مسبوق ونأمل ان يسود القانون الى مرة اخرى.
وذكر د.العجمي ان العلاقة بين د.عبيد الوسمي وطلبته حيرت اجهزة حكومية بأكلمها، وهناك اجهزة تبحث في تلك العلاقة ويحاولون تفسيرها لأنهم لا يقدرون علاقة الطالب بالمعلم بل يفسرون العلاقات بشكل طبقي وطائفي وما تقوم عليه من مصالح شخصية ضيقة، داعيا طلبة وطالبات القانون الاستمرار في هذا النهج الصالح المتمثل في حب الكويت والتعامل مع المسائل بتجرد وموضوعية.
وشكر د.العجمي الطلبة والطالبات على وقفتهم الجادة مع د.عبيد الوسمي والتي كانت حافزا له شخصيا ووقوده للدفاع عن د.عبيد الوسمي، كما شكر جمعية القانون والقائمة المستقلة التي لم تأل جهدا في نصرة د.عبيد والشكر موصول الى الاتحاد الوطني لطلبة الكويت وجميع القوائم الطلابية.
وخص بالشكر 37 من اساتذة القانون الذين وقعوا على البيان الخاص بزميلهم د.عبيد الوسمي والذي ازعج الكثيرين لكن بالنهاية لا يصح الى الصحيح.
وانتقلت الكلمة الى استاذ القانون د.مرضي العياش، الذي قال: لا يسعني في هذا المكان أي كلمات تعبر عن شعوري، فقضية د.عبيد الوسمي هي قضية انسانية بالدرجة الاولى، وهنالك من حاول ان يقسم فئات المجتمع ويحصر قضية د.عبيد الوسمي في طائفة دون اخرى ولكنها قضية انسانية قبل ان تكون سياسية او قانونية.
واضاف ان د.عبيد الوسمي لم يرتكب جريمة وفقا للقانون، وجميع التهم المنسوبة اليه هي تهم كيدية.
وقال: انتم ايها الطلبة والطالبات تفوقتم على اساتذتكم وكان موقفكم واضحا وجليا للعامة لذلك تشكرون كثيرا على هذا الموقف وهذا ليس بغريب على طلبة كلية الحقوق، موضحا ان طلبة القانون هم من يقودون المجتمع، والقانون والسياسة أمران متلازمان لأن القانون لا يوضع الا من سلطة سياسية.
واعلن د.العياش عن اقتراحه لتشكيل لجنة شعبية لنصرة قضية د. عبيد الوسمي ومن يريد ان يسجل بها فهي للجميع، وعملها لن يكون سياسيا بل عمل انساني، موضحا ان الحقوق والحريات هي حقوق منشأها طبيعية حيثما يولد الانسان فإن الحقوق تولد معه، وبالتالي فإن النصوص الدستورية التي تنص على الحقوق والحريات هي نصوص كاشفة لتلك الحقوق فنحن احرار بولادتنا.
ومن ثم قامت جمعية طلبة القانون بتكريم د.عبيد الوسمي وايضا تقديم دروع تذكارية للدكتور ثقل العجمي ود.مرضي العياش ومن ثم توجه د.عبيد الوسمي لافتتاح لوبي كلية الحقوق والتوقيع على صورته التي تم وضعها في اللوبي، وختاما تم تقطيع كعكة الاحتفال وسط حشود كثيفة من الطلبة والطالبات الذين احتفلوا بعودة استاذهم.