أكد المستشار الثقافي في أستراليا د.أحمد الأثري انه ليس من صلاحيات المكتب الثقافي لدى أستراليا نقل الطلبة الدارسين في نيوزيلندا الى بريطانيا، مبينا ان الطلبة رفضوا العرض المقدم لهم لنقلهم الى استراليا.
جاء ذلك في مقابلة مع «كونا» لتوضيح الدور الذي قام به المكتب الثقافي لمساعدة الطلبة الكويتيين الدارسين في مدينة كرايس تشيرش النيوزلندية التي تعرضت الى زلزال بتاريخ 22 فبراير الماضي، كما تأتي المقابلة تعقيبا على ما نشر في الصحف المحلية من معلومات غير دقيقة حول هذا الموضوع.
وأشار الى استخدامه حسابه البنكي الشخصي لحجز السكن والتذاكر والمتطلبات الأخرى لطلبه نيوزلندا اختصارا للوقت وإحساسا بالمسؤولية، مؤكدا أن أي جهد يبذله المكتب الثقافي لمساعدة طلابه هو واجب بتوجيهات سامية وثابتة من وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود.
وأكد الاثري رغبته بتوضيح بعض الأمور، لاسيما بعد ما تم نشره من تصريحات غير دقيقه بدأت من تاريخ الرابع من مارس الجاري، أي بعد 11 يوما من انتهاء الأزمة والتي تخص الدور الذي قام به المكتب الثقافي في التعامل مع الأزمة.
وتساءل الأثري «لماذا لم نر أي تصريح أو شكوى إلا بعد الرابع من مارس، وهو الموعد المحدد لخروجهم من الفندق، كما انه يوجد في نيوزيلندا نحو 120 طالبا وطالبة وليس 18 طالبا فقط كما بين البعض». كما تساءل «كيف تكون مدينة (اوكلاند) مدينة عصابات ويوجد بها أكثر من 60 طالبا كويتيا من سنتين، ولم تصلنا أي شكوى بخصوص سرقات أو عصابات إضافة الى احتضانها 60 ألف طالب مغترب، وهي ثاني أرقى مدينة تنمويا».
وقال «لماذا ظهر التصريح بعد أن ابلغهم رئيس المكتب انه ليس من صلاحياته نقلهم الى بريطانيا ولكن يستطيع نقلهم الى استراليا ولماذا الخطر فقط يحوم حول هؤلاء الـ 11 طالبا؟».
وأضاف انه من خلال هذه المقابلة يود ان يضع النقاط على الحروف لتظهر الصورة الحقيقة لما حدث خطوة بخطوة وما قام به المكتب الثقافي بجهود لا يجب بخسها من اجل تأمين سلامة الطلبة الدارسين بنيوزيلندا، وذلك بدعم مطلق من الوزيرة وسفيرنا لدى استراليا ووكيل وزارة التعليم العالي والوكيل المساعد للبعثات ومديرة إدارة البعثات بوزارة التعليم العالي.
وبين «ان الزلزال وقع في الساعة الـ 11 صباحا بتوقيت أستراليا والواحدة ظهرا تقريبا بتوقيت نيوزيلندا من يوم الثلاثاء بتاريخ 22 فبراير الماضي وتم نقله مباشرة عن طريق الاخبار، حيث ضرب وسط المدينة وقام المكتب الثقافي بالاتصال بالطلبة والتأكد من سلامتهم سواء بالاتصال المباشر معهم أو عبر الهواتف النقالة لزملائهم الذين تواجدوا معهم والسؤال عنهم واحدا واحدا للتأكد من سلامتهم جميعا».
وذكر الأثري «انه وبنفس الوقت تم إبلاغ السفير خالد الشيباني بالحادث إضافة الى إبلاغ كل من وكيل وزارة التعليم العالي د.خالد السعد والوكيل المساعد لشؤون البعثات راشد النويهض ومديرة ادارة البعثات سامية الرميح بالحادث مباشرة عبر رسالة هاتفية بسبب الفارق الزمني في التوقيت بين استراليا والكويت اذ كان التوقيت في الكويت الثالثة صباحا تقريبا».
وقال انه «حجز مباشرة تذكرة سفر وتوجه الى مدينة (سيدني) لوجود مطار دولي هناك أملا في الحصول على طائرة متوجهة الى مدينة (كرايس تشيرش) وذلك في الساعة الـ 12 ظهرا وتم إبلاغه ان المطار أغلق ولن يفتح في الوقت الحالي فانتظر ست ساعات تقريبا ترقبا لإعادة افتتاح المطار هناك، ولكن بعد ذلك أخبرتنا السلطات انه لن يتم فتحه في نفس اليوم خوفا من الهزات التابعة، وهذا ينفي نفيا قاطعا ما تناوله البعض بأن المكتب لم يعلم بالزلزال، لاسيما انه بلحظتها تم إبلاغ جميع المسؤولين المعنيين بالأمر».
وأضاف «خلال هذه الفترة استمر التواصل مع جميع الطلبة، وهذا ما يؤكده كل من الطلبة زينب ابراهيم وضاري القبندي ومشاري القبندي وعائشة السنافي ودانة القطان وخالد البراك والذين فضلوا البقاء بمنازلهم الى صباح اليوم التالي».
أما بقية الطلبة الـ 11 فقد أصابهم الخوف والهلع ولا لوم عليهم بسبب تعرضهم لزلزال لأول مرة في حياتهم وأغلبهم لم يقضوا في المدينة أكثر من شهرين، حيث وصلوا حديثا للدراسة فيها، علما ان الزلزال ضرب وسط المدينة ولم تتضرر الجامعات الواقعة بالمنطقة كونها بعيدة نسبيا عن موقع الزلزال.
وذكر الأثري انه نظرا لتعذر الحصول على وسيلة نقل سريعة بسبب الفوضى التي عمت المدينة وإغلاق الشركات، فقد تم الطلب من الطلبة العودة الى منازلهم ومن ثم التجمع في اليوم التالي بمكان محدد ليسهل الاتصال بهم وتوجيههم في الساعات اللاحقة، إلا ان بعضهم فضلوا البقاء في منزل احد الطلبة ومنهم من عادوا الى منازلهم وهذا ينفي ما تناقله البعض منهم عن تشردهم.
أما ما يخص عملية نقلهم من مدينة (كرايس تشيرش) الى مدينة (دنيدن) فأوضح أنها «تمت في اليوم التالي 23 فبراير فلم يكن هناك شخص متطوع، بل هو سائق قام بقيادة السيارة الى مدينة (دنيدن) التي تبعد أربع ساعات، وهذا أيضا ينفي ما ورد بأن هناك شخص عربي يحمل الجنسية النيوزيلندية تطوع لقيادة السيارة، بل هو سائق أخذ حسابه كاملا ونظرا لرفض شركة الإيجار اعتماد البطاقة الائتمانية لرئيس المكتب لأمور قانونية تخص التأمين وضرورة تواجده لتوقيع مستندات الايجار، فقد تم تحويل المبلغ كاملا لحساب أحد الطلبة لتسديد القيمة الايجارية كاملة وتكلفة السائق والتي بلغت 4540 دولارا نيوزيلنديا».