آلاء خليفة
لم تمنع الأجواء الباردة وهطول الأمطار الغزيرة خريجي الجامعات الفلبينية والهندية من تنظيم اعتصام سلمي صباح أمس أمام مبنى 1 بوزارة التربية ومن ثم الانتقال للاعتصام أمام مبنى وزارة التعليم العالي، لإيصال رسالة مفادها «اما التصديق أو الرفض، نحن ضحية خلافات مسؤولي وزارة التعليم العالي، لن نسكت على التلاعب بمصيرنا، نطالب بمساواتنا بالجالية الفلبينية، كاف يا وزيرة أكثر من عامين من الظلم والتلاعب بنا» وذلك على خلفية وقف الوزارة للاعتراف بشهادات خريجي تلك الجامعات على الرغم من انهم عندما سافروا للدراسة أكد لهم مسؤولو وزارة التعليم العالي ان تلك الجامعات معترف بها، ولقد تخرجوا حاليا والوزارة ترفض التصديق على شهاداتهم.
ورفع المعتصمون العديد من الشعارات ومنها «الى متى الوعود يا موضي الحمود، ولماذا التفرقة، تخرجنا والجامعة معترف بها فأي ظلم هذا».
وقال أمين سر رابطة طلبة الفلبين فيصل الكنكوني في حديث خاص لـ «الأنباء» نطالب أعضاء اللجنة التعليمية البرلمانية بسرعة البت في أمر خريجي الفلبين خلال شهر حسب تكليف مجلس الأمة.
وقد أشارت وزيرة التربية في اجتماعها الأخير مع اللجنة التعليمية الى ان طلبة الفلبين خسروا قضاياهم ضد التعليم العالي، وهذا غير صحيح والحكم واضح بأن قرار الإيقاف لا يشمل الطلبة الذين التحقوا قبل القرار، وبالتالي فهم ليسوا متضررين أصلا طبقا للحكم.
وذكر الكنكوني ان وزارة التعليم العالي لا تعرف الا التسويف والمماطلة وان قرارها رقم 574 الصادر بتاريخ 1 ديسمبر 2010 بتوفير برنامج خاص علاجي للطلبة الذين لديهم اعتماد فقط ما هو الا ذر الرماد في العيون لا أساس له في دولة المؤسسات والقانون، اذ لا يعقل ان يدرس الطالب مرتين نفس التخصص كما ان الوزارة تناست شرط اعتماد القبول عند تصديقها شهادات خريجي بريطانيا ومصر والتشيك وذكرته في ملف الفلبين ما يؤكد ان الوزارة تكيل بمكيالين.
وتابع ان وزارة التعليم العالي أصدرت ثلاثة قرارات مختلفة للإيقاف ما يعتبر تخبطا واضحا وتنصلا من المسؤولية، موضحا ان مدة عامين كافية لاتخاذ قرار حاسم فمصير الطلبة ومستقبلهم ليس لعبة بيد المسؤولين وخلافاتهم بالوزارة، لافتا الى ان الأمور تتجه نحو التصعيد، فالطلبة ليسوا طرفا في صراع القيادات ولن يكونوا كبش فداء لأحد.
وزاد: وزيرة التربية والتعليم العالي ظالمة ولا تهتم بمصلحة الطلاب والطالبات، لافتا الى ان وكيل وزارة التعليم العالي د.خالد السعد تخرج في جامعة موقوف الاعتراف بها حاليا فهل هذا يعني ان شهاداته مشكوك بها؟
وتوجه الكنكوني بسؤال لوزيرة التربية قال فيه: كيف علمت وزارة التعليم العالي ان الجامعات الفلبينية لا تملك المعايير الأكاديمية، كما جاء في القرارين رقم 198 و574 ونحن لا يوجد لدينا ملحق ثقافي في الفلبين، فهل أرسلت الوزيرة لجنة للجامعات الفلبينية لتقييم أوضاعها. وذكر ان وكيل وزارة التعليم العالي لم يتخذ قرارا بشأن خريجي الجامعات الفلبينية.
وقال: منذ شهر طلبت وزارة التربية 60 مهندسا من الفلبين بسبب ان لديهم قوة تعليمية، فكيف تعترف الوزارة بالقوة التعليمية للفلبين وفي الوقت نفسه ترفض التصديق على شهاداتنا؟
وطالب الكنكوني من رئيس الحكومة التدخل الفوري وإيجاد حل جذري إما التصديق أو الرفض، والمحاكم كفيلة بحل موضوعنا فهذا حقنا الرسمي.
وقال رئيس رابطة طلبة الهند محمود العازمي لـ «الأنباء»: الغريب في الأمر ان الجامعات التي أوقفت الوزارة الاعتراف بها مازالت موجودة في نظام التعليم العالي بأنها معتمدة، وفي حال رغبة اي طالب التسجيل بالهند سيجد ان تلك الجامعات معتمدة في نظام التعليم العالي.
متابعا: فقد عانى الطلبة وسافروا وتغربوا من أجل الدراسة وبعد عودتنا نفاجأ برفض الوزارة التصديق على شهاداتنا. وطالب العازمي اللجنة التعليمية بمجلس الأمة بالتدخل لحل مشكلة الخريجين من أبنائهم الطلاب والطالبات.
وتحدث أمين سر رابطة طلبة الهند حسيان الدوسري لـ «الأنباء» قائلا: استغرب من ان وزارة التعليم العالي تقول ان الجامعات الفلبينية والهندية ليست على مستوى من الكفاءة لتخريج الطلبة وفي الوقت نفسه تقوم بإرسال طلبة مبتعثين وتخصص لهم مخصصات مالية فهذا كيل بمكيالين.
مشيرا الى انه تخرج من الهندسة في جامعة بندر خان جهانسي، مؤكدا انه قبل ان يذهب للدراسة بالجامعة قام بمراجعة وزارة التعليم العالي وأكدوا لنا ان الجامعة معترف بها ومعتمدة من التعليم العالي وبعد انتهائي من السنة الدراسية الأولى خرج قرار من التعليم العالي بإيقاف الاعتراف ببعض الجامعات الفلبينية والهندية وراجعنا الوزارة فذكروا ان الجامعة معترف بها وطلبوا استكمال دراساتنا وبعد تخرجنا جئنا لتصديق الشهادة ففوجئنا بتغيير الوزارة لكلامها لنا برفضها التصديق على شهاداتنا.
وفي حديث خاص لـ «الأنباء» قالت الخريجة فاطمة التميمي: لقد تخرجت في احدى الجامعات بالفلبين وانا حاليا مهندسة بالقطاع الخاص ولكن غير معترف بي بدعم العمالة لأن شهادتي ليست معادلة أو مصدقة وهذا ظلم بحقي كوني أتقاضى راتبا ضئيلا من الشركة، موضحة ان مسؤولتها ذكرت لها انهم من الممكن ان يرسلوا لدراسة الماجستير وهذا يتطلب ان تكون شهادتها معترف بها.
من أجواء الاعتصام
- بدأ الاعتصام الساعة 10 صباحا عند مبنى 1 بوزارة التربية.
- انتقل الاعتصام الى وزارة التعليم العالي بالمنطقة الحرة.
- اعرب احد المعتصمين عن استغرابه من صدور الايقاف، قائلا: هل يعقل ان يصدر قرار ايقاف الاعتراف بجامعة بعدما درسنا وتخرجنا فيها، فهل صدر القرار ونحن عائدون بالطائرة؟
- اوضح احد المعتصمين ان هناك قياديين بوزارة التربية والتعليم العالي تخرجوا في الجامعات نفسها التي تم ايقاف القبول بها، فلماذا لا يعاد النظر في شهاداتهم؟
- اوضح خريج من احدى الجامعات الفلبينية ان الفلبين تضم 1500 جامعة منها 119 جامعة حكومية، فكيف تم ارسال لجنة من وزارة التعليم العالي لمـــدة اسبوع واحد فقط لتقييم هذا الكم الهــــائل من الجامعات بل وتختار 15 جامعــة فقط لتعترف بها؟