- أسيري: الثورات ستؤدي لتغيير سياسة العرب تجاه القضية الفلسطينية
بيان عاكوم
أكد استاذ علم الاجتماع السياسي د.محمد الرميحي ان هناك فخا أميركيا يحضر لإيران مشيرا الى ان كلام وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس مؤخرا في البحرين ينذر بذلك.
واضاف الرميحي ان قول غيتس انه نصح البحرينيين بالمزيد من الديموقراطية حتى لا تسمح لإيران بالتدخل في شؤونها يعني دعوة إيران للتدخل في الخليج حتى يكون هناك غطاء للولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي بالتدخل وتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
وأشار الرميحي الى انه لأول مرة تكون هناك مواجهة علنية بين المملكة السعودية وإيران الآن تتلامس انوف السعودية وايران بعد احداث البحرين بعدما كانت في السابق الحرب بالوكالة.
متطرقا لأحداث البحرين اذ قال نحن مع الاصلاح ولكن ضد التبعية وضد فكرة الجمهورية الاسلامية بقيادة ولاية الفقيه.
جاء كلام الرميحي خلال الندوة التي نظمتها وحدة الدراسات الاميركية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت والتي جاءت تحت عنوان «السياسة الاميركية والتغييرات الراهنة في المنطقة والتي حاضر فيها استاذ علم الاجتماع السياسي د.محمد الرميحي وعميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت د.عبدالرضا أسيري.
وكان اسيري أول من تحدث في الندوة حيث اكد ان احداث البحرين يجب ان تحل داخليا رافضا فكرة تغيير النظام وتحويله الى جمهورية اسلامية.
وتحدث اسيري عن التغيرات الحاصلة اليوم في العالم العربي اذ قال الانقلابات العربية بدأت منذ الخمسينيات حيث تغيرت الانظمة من ملكية الى جمهورية نخبوية مشيرا الى انه تبين انها اسوأ من الانظمة الملكية واكثر تطرفا لكنه اشار الى ان ما يحدث اليوم هو ثورات شعبية قام بها الشباب المتعلم.
وقال اسيري ان هذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي يقوده الشباب الذي تخلص من عقدة الخوف، مؤكدا انه لا دخل للولايات المتحدة الاميركية في هذه الثورات التي رآها اصيلة متجذرة.
ورأى أسيري ان الولايات المتحدة الاميركية تسعى للتكيف مع هذه المتغيرات التي لم تتوقعها ولفت أسيري إلى أن سياسة الولايات المتحدة الاميركية تتجاوز الافراد والقيادات ومستعدة للتضحية بالأنظمة من اجل هدف اسمى وهو المصلحة الوطنية والقومية، مشيرا الى ان مصلحتها في المنطقة العربية والخليجية ترتكز على ثلاثة محاور: الأول تدفق النفط بانسيابية وبأسعار معقولة والثاني المحافظة على الكيانات السياسية والأنظمة التقليدية والثالث المحافظة على الكيان الاسرائيلي.
وقال أسيري ان هذه المحاور كانت ترتكز عليها السياسة الاميركية حتى وقت قصير الا انها الآن تواجه تحديات كثيرة مبينا ان اميركا كانت مضطربة من التغييرات الاخيرة ومتخوفة لأن الصورة أمامها لم تكن واضحة حيث كانت تعتقد ان الانظمة التقليدية قادرة على استيعاب المطالب الشعبية الا ان هذا الأمر لم يكن صحيحا مما سبب معضلة للولايات المتحدة الاميركية، مشيرا الى انها بعد نجاح الثورة تحولت من التحالف مع النخب الى التحالف مع الشعب.
وتساءل أسيري عما إذا كانت هذه التغييرات ستؤثر على المصالح الاميركية في المنطقة حيث أجاب أنها ستظل كما هي على المدى القصير ولكن على المدى الطويل ستكون أكثر تعقيدا وصعوبة بسبب الحكومات الشعبية والتي ستكون في رأيه اكثر ديموقراطية وتمثيلا للشعب، مبينا ان المطالب ستتركز على تحقيق توازن اميركي في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، مؤكدا ان القضية الفلسطينية ستكون محورية واساسية عند العرب بعد هذه التغييرات وسيكون هناك تغيير الموقف الغربي تجاه القضية الفلسطينية.
وأبدى اسيري نظرة تفاؤلية للمستقبل في الدول العربية، مشيرا الى مشاركة جماعية في صنع القرار السياسي، وحصول انتخابات شفافة ونزيهة الى جانب الانفتاح الاعلامي.
ورأى اسيري ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية ستكون نشطة على المسرح السياسي ولكن ليس على المكشوف وانما خلف الكواليس.
من جهته، تحدث الرميحي عن ركائز السياسة الخارحية الاميركية تجاه منطقتنا وهي تدفق النفط، والحفاظ على أمن اسرائيل، الى جانب محاربة الافكار المتطرفة والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
واشار الرميحي الى ان الولايات المتحدة الاميركية تضع خططها ولكن لا تتحسب للاثار الجانبية، مشيرا الى ان ازاحة صدام حسين من العراق اعطت فيها خدمة مجانية لإيران.
واتفق الرميحي مع اسيري في ان الولايات المتحدة الاميركية تفاجأت بموجة التغييرات التي أصابت العالم العربي ولم يكن لديها سيناريو خاص بذلك.
ورسم الرميحي ثلاثة سيناريوهات للمستقبل في مصر حيث اشار الى انها من الممكن ان تتطور نحو الديموقراطية او تصبح كإيران ان صعد الاخوان المسلمون وتسلموا السلطة، أو ان تكون سلطة عسكرية بثياب دينية.
وختم الرميحي مؤكدا اننا اليوم تحت تأثير اعلامي واسع في المنطقة، مشيرا الى ان هناك حربين حرب التغيير والحرب الاعلامية وستكون اول ضحية تسقط هي الحقيقة.
وقال الرميحي ان الاميركيين رصدوا ميزانيات للديموقراطية، مشيرا الى ان هناك ازمة في محدودية التفكير الاستراتيجي في اميركا ولم تبلور اليوم موقفا واضحا، لافتا الى انها تحاول ان تعمل بردود الفعل وليس الفعل.
لا بديل عن نظامنا السياسي
قال أسيري ان هناك اجماعا خليجيا على الانظمة السياسية، واضاف «نحن ولدنا وتربينا مع نظام سياسي مقبول، ونحن لا نريد أن نرى بديلا للنظام لأن التغيير يكون نحو الافضل.
التغيير بدأ من العراق
في مداخلة للسفير العراقي في الكويت محمد حسين بحر العلوم حيث اشار الى ان التغيير لم يبدأ من ثورة الياسمين في تونس وانما من العراق عام 1991 عندما ثار الشعب العراقي في وجه صدام حسين. ولفت بحر العلوم الى انه لو اعطي الامل لها ونجحت الثورة لكانت الفائدة أكبر على العالم العربي.
وقال بحر العلوم «ان المشكلة تكمن في تهميش الشعوب وعدم اعطاء الفرصة لهم»، مؤكدا على أن التغيير والبناء لا يتحققان بسرعة وإنما يحتاجان إلى وقت.