محمد هلال الخالدي
نظمت جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع مكتب العلاقات الثقافية في السفارة الاميركية محاضرة حول البرامج الاذاعية الاميركية الدولية ألقاها رئيس مجلس إدارة هيئة الاذاعة الحكومية الأميركية جيمس غلاسمان الذي يزور البلاد ضمن جولة اقليمية تشمل عدة دول عربية، وذلك صباح امس الأول وبحضور عدد من طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا واعضاء هيئة التدريس والاعلاميين اضافة الى مجموعة من المسؤولين في هيئة الاذاعة الحكومية الاميركية.
بدأ غلاسمان حديثه بالتعريف بهدف الزيارة وحرصه على اللقاء المباشر مع المسؤولين والطلبة وغيرهم من منطلق الحرص على معرفة توجهات الشارع والانطباعات حول البرامج الاذاعية والتلفزيونية الناطقة بالعربية التي تبثها هيئة الاذاعة الاميركية الحكومية ومن بينها قناة الحرة التلفزيونية واذاعة سوا اللتان حققتا تقدما كبيرا في مجال الاعلام في الآونة الاخيرة.
حيادية الهيئة
اكد غلاسمان ان هيئة الاذاعة الحكومية الاميركية هيئة مستقلة ولا تعبر عن رأي الحكومة الاميركية على الرغم من انها تتلقى الدعم المادي المباشر من الحكومة الاميركية، مشيرا الى ان الهيئة تلقت انتقادات شديدة من اعضاء في الكونغرس الاميركي بسبب كونها تتلقى دعما من الحكومة وتنقدها في الوقت نفسه.
واضاف أن الهيئة تضم عددا من الاعضاء الديموقراطيين والجمهوريين وليس لها توجه سياسي معين وانما لديها رسالة اعلامية تسعى من خلالها الى نشر قيم الحرية والتسامح وفي هذا الصدد اوضح ان الهيئة تقدم برامجها عبر العالم من خلال 57 لغة عالمية من بينها اللغة العربية، واشار الى ان التحديات اليوم باتت اكبر بسبب اتساع دائرة الوسائل الاعلامية والانفتاح الفضائي الذي يشهده العالم اليوم، وذكر غلاسمان ان اذاعة صوت اميركا بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وكان لها دور كبير في نشر الحقائق كما هي، قائلا ان الاذاعة ليست معنية بنشر الاكاذيب او الترويج لتوجهات معينة وانما هدفها تحقيق رسالة إعلامية وفقا لأسس احترافية تحترم حق الجميع في معرفة الحقائق، كما تحدث عن الاختلافات بين هيئة الاذاعة الحكومية الاميركية وبين القنوات الفضائية الأخرى مثل cnn, fox news وغيرهما، قائلا ان هناك الكثير من الاختلافات من بينها اننا هيئة حكومية معنية بنشر قيم الحرية والتسامح والديموقراطية ونتلقى دعما ماليا من الحكومة.
قناة الحرة وإذاعة سوا
ثم تحدث غلاسمان بعد ذلك عن قناة الحرة وراديو سوا بالتحديد واشار الى الصعوبات التي واجهتهما في بداية الامر، خاصة انها قنوات اذاعية وتلفزيونية تبث من اميركا لمنطقة الشرق الأوسط وهي مهمة صعبة، إلا انه اكد ان الارقام تشير الى تزايد اعداد المشاهدين والمستمعين لهذه القنوات، معللا ذلك بالمستوى العالي من الالتزام بالحيادية وممارسة الدور الاعلامي بصورة محترفة حققت بسببها جانبا كبيرا من المصداقية، وضرب مثلا لذلك بما سمي بفضيحة سجن ابو غريب التي بدأت من قناة الحرة مؤكدا على ان نشر تلك الحقائق يؤكد على مصداقية الهيئة بصورة عامة وقناة الحرة بصورة خاصة.
بعد ذلك فتح باب النقاش والاسئلة حيث ابدى احد الطلبة استغرابه من كون هيئة الاذاعة الحكومية الاميركية هيئة حكومية وتتلقى الدعم المادي من الحكومة وفي الوقت نفسه لا تعبر عن الحكومة؟ فرد غلاسمان بالقول انه بالفعل دائما ما يثير مثل هذا الموضوع الشك في هذه الحقيقة، ولكن ينبغي ان نعرف أن القانون نفسه يحدد دور هيئة الاذاعة الاميركية الحكومية بأنه دور اعلامي هدفه نقل الحقيقة وليست صوتا للحكومة، مشيرا الى الانتقادات العديدة التي تتلقاها الهيئة من قبل اعضاء في الحكومة والكونغرس بسبب حيادية الهيئة، إلا انه اكد على ان الهيئة لديها هدف ورسالة لن تحيد عنهما ولن تدخل في مجال البروباجندا (الإعلام الموجه بالأكاذيب).
ثم وجه غلاسمان سؤالا للحضور قائلا: من منكم يتابع برامج تلفزيون الحرة واذاعة سوا، فرفع عدد من الحضور ايديهم فقال هذا جيد وما رأيكم في برامجها وما هي اقتراحاتكم او انتقاداتكم عليها؟ فاقترح بعض الطلبة مجموعة من الافكار والمقترحات التي اشاد بها غلاسمان وقال ان مثل هذه اللقاءات المباشرة تكون اكثر فائدة لمعرفة التوجهات والافكار التي تهمنا لتطوير هذه المؤسسات الاعلامية، كما سأل احد الطلبة عن سبب منع بث برامج قناة الجزيرة في أميركا فرد عليه غلاسمان بانه لا يوجد منع لبث قناة الجزيرة ولا غيرها اما اذا كنت تقصد البث الارضي فهذا امر مرتبط بالشركات الخاصة التي تنظر للمسألة نظرة تجارية اولا وبالتالي قد لا تجد انها قابلة للتسويق.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )