مـريـم بـنـدق
طالبت جمعية المعلمين وزير التربية ووزير التعليم العالي أحمد المليفي بأن يضع في اعتباره الأول والأخير ان هناك فارقا كبيرا بين قضية جنائية أو جنحة يتناولها في المحاكم كمحام موكل للدفاع عن متهم، وبين قضية تربوية وطنية يتناولها كوزير مسؤول تدافع فيها عن حق من حقوق رعيتك الذين يحملون لواء العلم وشبهت رسالتهم برسالة الأنبياء وان تدافع فيها عن حق يتعلق بمستقبل وطن.
وأكدت الجمعية في بيان لها انها لا تشكك بالمساعي والسياسات والممارسات التي يقوم بها الوزير المليفي تجاه كادر المعلمين حتى وان اختلفت معه في الرأي، مشيرة الى انها لا يمكن لها ان ترهن علاقتها به بموقف لم تكن لتتوقعه أو تنشده، ولا يمكن لها ان تزايد عليها لأن ذلك ليس من ديدنها وشأنها، وهي تحترم الرأي الآخر وتتفهم ابعاده وتدرك حقائقه حتى وان كان معاكسا تماما للتوجهات المنشودة ومعارضا لغاياتها وآرائها المعبرة عن لسان أهل الميدان.
وقالت الجمعية في بيانها الموجه الى وزير التربية: انه ومن باب المصارحة والمكاشفة والأمانة الثقيلة التي نحملها نقولها لك ان موقفك من قضية كادر المعلمين قلب كل الموازين، وجعلنا في حيرة من أمرنا، وهو الموقف الذي جاء بين ليلة وضحاها ليتعارض تماما مع كل الأهداف والغايات الرئيسية من الكادر، في الوقت الذي ذهبت فيه بعيدا عن المضمون وبمبررات ربما تكون غاياتها تبرئة النفس لوعود سبق وان قطعتها على نفسك علنا امام جموع المعلمين والمعلمات ومن خلال تصريحاتك الصحافية ولقاءاتك التلفزيونية المتكررة والتي أكدت من خلالها وقوفك الى جانب حقوق المعلمين، ولعلنا هنا نذكرك حرفيا بما قلته في اللقاء الجماهيري لندوة «نستاهل الكادر» عندما وجهت كلمة للمعلمين والمعلمات قلت فيها: لن نتجادل حول الأرقام فمهما اعطيناكم فلن نوفيكم حقكم، وما أكدته ايضا من رفضك لموقف الحكومة المسبق من الكادر مع طلب اعطائك الفرصة الكافية ووعدك بإقراره متعهدا بأنك ستجعل الناس تتكالب على مهنة التدريس.
وأشارت الجمعية في بيانها ان ما حدث من انقلاب واسع في موقف الوزير المليفي الذي نكن له كل التقدير والاحترام وما طرحه من مبررات ومسوغات قد نعذره فيها لسببين، الأول وضعه كوزير وقيادي يمثل الحكومة ويبقى رأيه ملزما برأيها وسياساتها حتى وان كانت تتعارض مع رؤيته الخاصة، والسبب الثاني فلأننا ندرك انه في بداية العهد بميدان صعب ومعقد وشائك، ومع وزارة مترامية الأطراف تعاني من كم هائل من القضايا ومن ترسبات أثقلت كاهلها، وان معلوماته وخبراته في ميداننا التربوي مازالت تحتاج الى المزيد من الوقت والاحتكاك والتجارب للتعرف عليها عن كثب.
واختتمت الجمعية بيانها قائلة: ان قضيتنا يا معالي الوزير في كادر المعلمين لا يمكن النظر اليها من باب واحد كما هي نظرتك لها وبما اشرت اليه في ربط الكادر بضوابط وحوافز نحن متفقون عليها أصلا وهي موضوعة مسبقا دون الرجوع الى الكادر، في حين ان هناك أبوابا عديدة ربما غابت عن ذهنك ونشك انها سقطت سهوا في حسابك ولكننا على ثقة بأنها ومع مرور الأيام ستعود مجددا في حسابك ونأمل ان يكون ذلك قريبا قبل فوات الأوان.