- وزير التربية: مهما اختلفنا تبقَ العلاقات الإنسانية فالمناصب تزول ورجال السياسة يأتون ويذهبون
مـريـم بـنـدق
لأن قبول الهدايا لا يجوز بل هو غلول كما جاء في الحديث، وفي سابقة تؤصل لمنهج جديد يسعى وزير التربية ووزير التعليم العالي أحمد المليفي الى تأصيله فوجئ الحضور في احتفال منطقة الأحمدي التعليمية الذي أقيم صباح أمس بفندق الشيراتون تحت شعار «لقاء.. ووداع» بالوزير المليفي يترك الهدية التي قدمها له مدير عام منطقة الأحمدي التعليمية طلق الهيم على الطاولة ويغادر المكان ومن معه دون أخذ الهدية التي قدمت له فجأة على منصة الاحتفال.
هذه السابقة تحتمل عدة معاني ربما أولها ان وزير التربية ووزير التعليم العالي احمد المليفي يدعو الى تكريس نهج جديد لاحتفالات الوزارة والمناطق والمدارس يبتعد عن المظاهر وتقديم الهدايا بمناسبة وبغير مناسبة بهدف التخفيف من الأعباء التي تفرض على البعض خصوصا أولياء الأمور عند اقامة احتفالات تخرج أبنائهم التي يجب ان تبتعد عن المظاهر المصاحبة لها الآن، أيضا الموقف يمثل رسالة الى القيادات التربوية بالتركيز على العمل وتجنب المظاهر والشكليات والمجاملات التي لا تسمن ولا تغني من جوع في عهد الوزير المليفي.
الى جانب ان تقديم الهدايا من دون سبب وبغير مناسبة يكون مفتعلا وقد يهدف الى التغطية على ثغرات ونواقص في العمل.
وألقى المليفي كلمة الاحتفال الذي شهد تكريم وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي السابقة د.موضي الحمود والوكلاء المساعدين قال فيها: ان «التربية» تزخر بالكفاءات الوطنية أصحاب القدرات التربوية المتميزة والمدربة ذات الخبرات الممتدة والمتنوعة التي تستطيع بكل جدارة تحقيق انجازات طموحة لمواصلة بناء مسيرة الوطن وتهيئة وتأهيل وإعداد مواطنين قادرين على المنافسة في ظل تسارع الدول المتقدمة الى تبوؤ طلابها مستويات عالية في مجالات وتخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل وتتطلب قدرات ومهارات معينة.
واعترف المليفي بأن المياه راكدة في الوزارة وتحتاج الى من يحركها «الا انها تحتاج الى من يحركها لتكون السقية عالية لا يمكن ان يقف أمامها أحد يستطيع ان يعطل او يوقف عملية التنمية والتطوير لوطننا الكويت».
وقال وزير التربية ووزير التعليم العالي احمد المليفي ان رجال السياسة يأتون ويذهبون وتبقى القيادات التربوية تواصل العمل والعطاء «فالمناصب تزول وتبقى اللحظات والذكريات الجميلة ومهما اختلفنا تستمر العلاقات الاخوية».
جاءت تصريحات المليفي عقب الحفل الختامي الرابع للمرحلة الثانوية للعام الدراسي 2010/2011.
وعقّب وزير التربية بأن لمسات الوفاء قضية مهمة جدا في بناء الانسان، وكذلك في الرسالة التي نبعثها للآخرين، مشيرا الى ان الوفاء يسهم في بناء الأوطان وليس الأحجار. وأكد على ضرورة ان نكون كالجسد الواحد لبناء الكويت على أسس سليمة من شأنها الدفع بالعطاء ورفع مكانة الأجيال، وأشاد بالجهود التي قدمتها الوزيرة السابقة د.موضي الحمود.
موضحا ان رسالة الوفاء التي تجسدت في تكريم الوزيرة السابقة د.موضي الحمود خلال هذا الحفل تعبّر عن اهمية غرس قيم ومعاني العطاء لمن خدم الكويت.
وأضاف «لن نستغني عن جهود واستشارة د.موضي الحمود في قضايا التربية»، متمنيا لها التوفيق والسداد في مهنتها الجديدة.
من جهتها، أكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي السابقة د.موضي الحمود ان ما زرعه اهل الميدان التربوي حصده الوطن عبر الكثير من الأفكار التي انتقلت الى مشاريع ثم تحققت كواقع وستؤتي ثمارها لمصلحة الوطن.
وقالت د.الحمود «ليس هناك وزير يمكن ان يحقق شيئا وحده ان لم تتضافر جهود اهل التربية وقيادييها وكل ركن فيها معه من اجل الوصول الى تحقيق الأهداف»، مستذكرة التعاون وتفاني الجميع رغم الاختلاف في كثير من القضايا «الا ان وجودي دائما وسط اهل الميدان في المدارس يشرح صدري وأنا أرى العاملين همهم الوطن وبارك الله فيهم».
وأضافت «نحن نتعب لكن الوطن يجني ثمرة تعبنا والتعليم رسالة ولم يكن يوما وظيفة والكل مؤمن بذلك وعلى رأسهم الوزير المليفي»، راجية ممن اؤتمنوا على أغلى ثروة في الوطن وهي الأبناء ان يرعوها حق رعايتها.
من جانبه، قال مدير منطقة الأحمدي التعليمية طلق الهيم ان مركز الارشاد والتوجية الأسري في المنطقة قام بمتابعة المشكلات السلوكية حيث تابع اكثر من 200 حالة وأنهى علاج 60 حالة منهم وقدم 50 استشارة أسرية فضلا عن الرد على 4000 اتصال وردت اليه على خط التواصل الى جانب ارسال 5000 رسالة توعوية عبر الهواتف النقالة لأولياء الأمور.
وأشار الهيم الى فوز المنطقة بجائزة النجمة لأفضل اداء في مجال الصحة والسلامة والبيئة لهذا العام.
وافاد بأن قطاع المنشآت التربوية بالوزارة بإشراف الوكيل المساعد م.محمد الصايغ قام بإنشاء 500 فصل دراسي بما يعادل 20 مدرسة موزعة على كل مدارس المنطقة فضلا عن فرش ملاعب 30 مدرسة بالعشب الصناعي وإنشاء 90 مظلة قماشية الى جانب صيانة جذرية لـ 80 مدرسة.
وقال ان منطقة الأحمدي حصدت المراكز المتقدمة في مجالات عدة على مستوى طلاب قارة آسيا بما فيها اليابان في أفضل مشروع فيزيائي، كما حققت مدارس المنطقة المركز الأول على مستوى مدارس الكويت في مسابقة الروبوت للمرحلة المتوسطة والمراكز الأولى في مسابقات حفظ القرآن والتلاوة.
لإقرار الكادر.. ولا نقبل بأي إخلال أو إضـرار بالخطط التعليمية والاستقرار التربوي مع موسم الامتحانات
«المعلمين»: نرفض الإضراب رفضاً قاطعاً ونتبع القنوات الشرعية
في سياق آخر أكدت جـمعية المعلمين رفضها القاطع لفكرة تنظيم أي نوع من الإضراب لتحقيق مطالبها في إقرار كادر المعلمين المقدم من قبلها وتمت الموافقة عليه بشـبه إجماع من قبل مجلس الأمة في جلسة المداولة الأولى، مشيرة الى أن مسألة تنظيم إضراب عن العمل مع استغلال الظروف الاستثنائية الحالية التي تمر بها الدولة بشكل عام وبدء اختبارات الطلبة بشكل خاص أمر لا يتوافق أبدا مع رسالتها النقابـــية والتربوية والمهنية ولا مع أخــــلاقيات مهنة التعليم وإن من شأنه أن تكون له أبعاد سلبية وإلحاق الضرر بالخطط والسياسات المتبعة لإقرار الكادر وبأهدافه النبيلة. وأشارت الجمعية في بيان لها الى إن هناك تحركات واسعة تقوم بها حاليا عبر القنوات الرسمية وعن طريق اللجنة البرلمانية المشتركة ووزير التربية أحمد المليفي للتأكيد على أهمية إقرار الكادر وفقا لما جاء من قبلها في الوقت الذي حرصت فيه أيضا على بيان موقفها الواضح والصريح وبشكل مهني وعملي ومنطقي مستوحى من واقع الميدان ومتــــطلباته أسباب تحفظها على التعديلات التي أقرها ديوان الخدمة والضوابط التي وضعها وزير التربية والتي تتعارض مع أهداف الكادر وفلسفته وأغراضه التربوية والوطنية.
وأضافت الجمعية أنها تقدر وقفة المعلمين جميعا الداعين إلى إقرار كادرها والوقوف إلى جانبها وتتفهم مساعيهم في اتخاذ الخطوات التي من شأنها الضغط على الحكومة إلا أنها في الوقــــت نفــسه تؤمن إيمانا كاملا ومن منطلق دورها واستشعارها لعظمة الرسالة التي يحملها المعلم على عاتقه ضرورة اتباع القنوات الرسمية والتشريعية من أجل إقرار الكادر كما انها لن تتردد في اتخاذ أي خطوات أخرى مناسبة تتوافق رسالتها وأهدافها ولا يمكن لها أن تتسبب بأي إخلال أو إضرار بالخطط التعليمية وبالاستقرار التربوي.
وطالبت الجمعية في ختام بيانها بضرورة المضي قدما في تكثيف كافة التحركات من قبل أهل الميدان ووفقا للقنوات الشرعية والممارسات المنشودة من أجل إيصال الرسالة الواضحة والمقنعة من أهمية وضرورة إقرار الكادر، مشيرة الى أن آمالها ستبقى كبيرة جدا بما سيســفر عنه اجتماع اللجنة البرلمانية يوم الخميس المقبل لحسم ملف الكادر من خلال التصويت عليه في مداولته الثانية وفي أن تلتقي كل التوجهات الحكومية والنيابية والتربوية في اتجاه واحد ومن خلال التفهم الكامل للأبعاد الوطنية والتربوية للكادر ولترسيخ مبادئ العدل والمساواة ولضمان الاستثمار الحقيقي والاستقرار التربوي، ولتفعيل خطط تشجيع الكوادر الوطنية.