بيان عاكوم
من المعلوم ان اي توجه لتطور الشعوب وتقدمها يعتمد على مدى معرفتها بتطبيق مخرجات البحث العلمي وعندها نجدها في الصدارة لانها استطاعت ان تسلك الطريق الذي سيشكل لها انطلاقة للخطط التنموية في مختلفة المجالات، ولهذا كان المؤتمر الاوروبي الآسيوي الخامس للكيمياء الحلقية غير المتجانسة الذي افتتحه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ووزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح وعدد من الوزراء الى جانب مدير جامعة الكويت د.عبدالله الفهيد ومجموعة من الاكاديميين والباحثين في جامعة الكويت.
فأهمية المؤتمر لم تقتصر فقط على اختيار الكويت لتكون اول دولة آسيوية ينظم فيها المؤتمر وما تحمله هذه الخطوة في طياتها من المستوى الذي وصلت اليه الكويت في مجال البحث العلمي، اذ ان المؤتمر ايضا يعتبر مكافأة لجميع المهتمين حيث سيتضمن جملة من الخبرات المتراكمة لدى الباحثين الذين يشاركون من تسع وعشرين دولة حيث سيتم الاستماع لآخر ما توصل اليه البحث العلمي في مجال كيمياء المركبات الحلقية غير المتجانسة والتي ستقدم من خلال 109 مشاركات تتضمن 46 محاضرة و63 ملصقا.
حدث عالمي
سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد اكد في بيان خاص بالمناسبة على الاهمية العلمية والعالمية للمؤتمر الاوروبي - الآسيوي معربا عن خالص تهنئته للكويت على الثقة الكبيرة التي نالتها في المجال العلمي على المستوى الدولي باختيارها كأول دولة آسيوية تستضيف على ارضها المؤتمر باعتباره حدثا عالميا على جانب كبير من الاهمية في مجال البحث العلمي.
وطلب سموه من جامعة الكويت، وتحديدا كلية العلوم وقسم الكيمياء، الا يدخروا وسعا في سبيل اتخاذ جميع الاجراءات التي تكفل تحقيق النجاح لهذا المؤتمر بالصورة المشرفة واللائقة ببلادنا بما يوازي الثقة الكبيرة التي نالتها الكويت على المستوى الدولي في هذا الشأن.
عبء كبير
ولفت سموه الى ان هذا التكريم لدور الكويت في مجال البحث العلمي يلقي بعبء كبير على كاهل جميع المؤسسات العلمية في بلادنا من اجل بذل المزيد من الجهد والعطاء لمواكبة التطور المتسارع في مجال البحث العلمي على المستوى العلمي.
ينابيع العلم والمعرفة
واختتم سموه تصريحه مهيبا بجميع ابنائنا الدارسين في مختلف الجامعات والمعاهد العلمية الى ان يبذلوا قصارى جهدهم ويتفانوا في سبيل الدرس والتحصيل العلمي والعملي، وينهلوا من ينابيع العلم والمعرفة تحت اشراف اساتذتهم الذين نجلهم ونقدرهم جميعا من اجل الحفاظ على الوجه الحضاري المشرق لبلادنا.
القيادة السياسية ودعم العلم
وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح بدأت كلمتها مشيرة الى ان تشريف القيادة السياسية لهذا المؤتمر يحمل دلالة واضحة على ما يحظى به العلم والبحث العلمي في وطننا العزيز من اهتمام وتقدير ورغبة اكيدة في دعمه وتوفير ما يسهم في تطويره وتقدمه.
واضافت قائلة: «أطيب تحية في افتتاح المؤتمر الاوروبي الآسيوي الخامس لكيمياء المركبات الحلقية غير المتجانسة الذي تشارك فيه نخبة مميزة من علماء الكيمياء من العديد من دول العالم ببحوثهم ودراساتهم العلمية التي تتناول آخر المستجدات في هذا المجال وما يتصل بتطبيقاتها في الصناعات الدوائية وغيرها من المجالات الاخرى».
سمعة طيبة في المحافل الدولية
واعتبرت الصبيح ان اختيار الكويت لتكون اول دولة في القارة الآسيوية تستضيف هذا المؤتمر العلمي العالمي بعد ان عقد في القارة الاوروبية 4 مرات يدل دلالة واضحة على ما تتمتع به الكويت من سمعة طيبة ومكانة مميزة في المحافل الدولية، وما تحظى به من تقدير في المجال العلمي، لاهتمامها بالبحوث وبالدراسات العلمية ورغبتها الصادقة في مواكبة المستجدات العلمية في مختلف المجالات.
واضافت: هذا تقدير تعتز به الكويت وتحرص على تأكيده بما توليه كل المؤسسات العلمية البحثية من رعاية وما تقدمه للعلم والعلماء والباحثين من دعم معنوي ومادي، كمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ايمانا منها بأهمية عقد مثل هذه المؤتمرات في التواصل مع الجامعات العالمية العربية ومواكبة المستجدات العلمية في كل التخصصات.
توصيات ذات قيمة
وتمنت الصبيح ان يسفر المؤتمر عن توصيات قيمة تسهم اسهاما فاعلا في خدمة العلم والبشرية، وتتطلع الى ان تأخذ هذه التوصيات طريقها الى التنفيذ والتطبيق».
وختمت كلمتها بالشكر والتقدير لكل المشاركين في اعمال المؤتمر على اسهاماتهم الطيبة، واضافت: أذكر بكل التقدير الدور المميز لقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة الكويت في الاعداد الجيد لهذا المؤتمر، كما أشكر لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي اسهامها الطيب ودورها المميز في دعم النشاط العلمي في الكويت ورعاية ودعم هذا المؤتمر خاصة، وأرحب مرة اخرى بضيوف الكويت، وأتمنى لهم طيب الاقامة في الكويت وأدعو لهم بالنجاح والتوفيق.
رعاية سامية للعلم والعلماء
ومن جهتها، تحدثت رئيس اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر د.فايزة الخرافي مشيرة الى ان هناك دلالات عدة للمؤتمر ابرزها يتمثل بما شرف به من رعاية سامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وما ناله من حظوة بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد.
وقالت: هي - اذن - رعاية سامية للعلم والعلماء، ودليل على انفتاح فكر اولي الامر وسعة افقهم وبعد نظرهم، وبرهان على علو شأن أولي العلم وجلال دورهم، وتكريس لسياسة الكويت في تشجيع العلم، واحتضان كل ما يساهم في ابحاثه وتطبيقاته، خصوصا ان هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالات الوطن بعيده الوطني وعيد التحرير.
أما الدلالة الثانية فهي اختيار الكويت بالذات لتكون اول دول المنطقة استضافة للمؤتمر الاوروبي - الآسيوي لكيمياء المركبات الحلقية غير المتجانسة.
فالدولة التي تؤمن بأهمية البحث العلمي وتشجع العلم وترعى العلماء، تلقى - بدورها - تكريم العلماء وتقديرهم.
وتابعت: ولعل ثالث دلالات المؤتمر وانعقاده في الكويت، هو التذكير بأن فرعا من فروع الطب الاسلامي لم يبحث بمثل الدقة التي بحث بها علم العقاقير، الذي يمثل عماد العلاقة بين الكيمياء والطب، والمركبات الحلقية غير المتجانسة هي المثال الاوضح لهذه العلاقة، وقد جاء وصفها وخصائصها الكيميائية في مولفات جابر بن حيان والرازي والبيروني وغيرهم من رواد الطب والصيدلة والكيمياء، الذين حملوا مشعل الريادة في توظيف كيمياء المركبات الحلقية غير المتجانسة لتأمين حياة أكثر صحة ورفاهية وتقدما، وها نحن اليوم نحاول ان نتابع مسيرة هذا المشعل ونعدو به مسافات اطول الى الامام.
دور جامعة الكويت
أما رابع دلالات المؤتمر، فارجعتها الى الجهة الداعية اليه والمنظمة له، وهي قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الكويت، وقالت: لأن هذه المبادرة تأتي في سياق مبادرات وأنشطة ومؤشرات كثيرة، تؤكد جميعا ان انفتاح الكويت امام الجامعات الاجنبية الخاصة، لم يضعف دور جامعة الكويت باعتبارها عماد التعليم العالي ورائدته في البلاد، بل زاد صلابتها، وعزز ريادتها، ورفع قدراتها وتنافسيتها.
الخارطة العلمية والقضاء على الإرهاب
وقالت: مما لا شك فيه اننا نحيا في حقبة استثنائية من تاريخنا البشري اتسمت بثورة علمية وتقنية تجتاح عالمنا في مجالات عديدة وتترك اثرها على نوعية حياتنا الآنية والمستقبلية، وتوحي التركيبة الدولية الاوروبية - الآسيوية لهذا المؤتمر بدلالات مترابطة كثيرة، منها انه اصبح من الصعب ان ننسب اكتشافا علميا عتيدا او اختراعا تقنيا جديدا الى شخص واحد أو الى شعب واحد او الى سنة محددة، فالاكتشافات المعرفية والابتكارات التقنية أضحت نتاج عمل جماعي تواصلي، لا يحتاج فقط الى روح الفريق، بل يحتاج في كثير من الاحيان ايضا الى عالمية هذا الفريق، والى تراكمية جهده على مدى سنين طويلة، وبعكس ما جرى عليه العرف بالماضي لم تعد الاكتشافات تنسب الى السنين، بل أصبحت العصور تنسب الى الاكتشاف، ومن هنا ندرك اهمية تعاوننا اقليميا وعالميا في مجال البحث العلمي، فموقع الدول على الخارطة العلمية أصبح أهم من موقعها على الخارطة الجغرافية مهما كان هذا الاخير استراتيجيا أو غنيا، هذا اذا أردنا أن يكون لنا موقع حقيقي على خارطة التقدم الانساني، ومساهمة مؤثرة في الجهد الدولي لمحاربة الجهل والفقر والمرض، وبالتالي القضاء على الكراهية والتعصب والارهاب.
وختمت شاكرة جامعة الكويت لما قدمته من دعم وجهد لهذا المؤتمر ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لمساندتها ودعمها لهذا الحدث البارز، ولما قامت به كلية العلوم من مؤازرة ومساندة، الى جانب مسؤولي قسم الكيمياء الذين قاموا بتنظيم ومتابعة أمور هذا المؤتمر منذ البداية حتى هذه الساعة وقالت: ليس لدي من الكلمات ما يوفيهم حقهم علي ما بذلوه من وقت وجهد وفكر ليأتي المؤتمر بهذا التنظيم، ولعل ما يعوض تعبهم ويغنيهم عن ثنائي، هو شعور الرضا والسعادة الذي يغمرهم لنجاحهم في خدمة الكويت وجامعتها.
ومن جهتها قالت الاستاذة في الكيمياء العضوية ورئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر د.نورية العوضي: ان المؤتمر يختص بكيمياء المركبات الحلقية غير المتجانسة التي باتت تشكل ما يربو على 90% من مكونات الأدوية والعقاقير، بالاضافة الى أهميتها الكبرى في صناعة البتروكيماويات.
وتابعت: «لذا أصبح هذا المجال أساس النشاط البحثي لمعظم أساتذة الكيمياء العضوية في قسم الكيمياء بجامعة الكويت.
ونتائج هذه الأبحاث تنشر في دوريات علمية عالمية محكمة وتعتبر الأولى في مجالها على مستوى العالم.
ولا نبالغ إذا قلنا ان حجم ومستوى البحث العلمي المنشور والمعروض في مؤتمرات متميزة جعل قسم الكيمياء في جامعة الكويت يتبوأ مرتبة عالية على مستوى العالم العربي، ويضاهي امثاله في جامعات العالم ذات السمعة الرفيعة».
واكدت د.العوضي ان هذا الأمر لم يأت من فراغ، بل من وجود قاعدة صلبة شيدتها جامعة الكويت بفضل ما تم توفيره للهيئة التدريسية من دعم لمسيرة البحث العلمي وكان من نتائجها الإيجابية انشاء وتجهيز مختبرات قل مثيلها في المنطقة، ويستفيد من هذه المختبرات طلبة البكالوريوس وطلبة الدراسات العليا في برنامجي الماجستير والدكتوراه.
ورحبت د.العوضي برعاية صاحب السمو الأمير لهذا المؤتمر وتشريف سمو ولي العهد، كما عبرت عن اعتزازها باختيار قسم الكيمياء بكلية العلوم في جامعة الكويت لاستضافة هذا المؤتمر كأول دولة آسيوية تحظى بهذا الشرف، لافتة الى مشاركة نخبة من علماء الكيمياء والاساتذة المتميزين من تسع وعشرين دولة، مما يتيح الفرصة للهيئة التدريسية ولطلبتنا في جامعة الكويت الالتقاء بهم والتشاور والاستماع لآخر ما توصل اليه البحث العلمي في مجال كيمياء المركبات الحلقية غير المتجانسة وسيقدم من خلال 109 مشاركات تتضمن 46 محاضرة و63 ملصقا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )