محمد هلال الخالدي
يعتبر قسم التربية البدنية التابع لكلية التربية الاساسية اكثر الاقسام العلمية التي تغذي وزارة التربية بمعلمين متخصصين في التربية البدنية والرياضة، حيث استطاع القسم خلال سنوات انشائه مد مدارس التربية بالهيئات من المعلمين المؤهلين بدنيا ورياضيا، واليوم توقف وزارة التربية حاجتها للمعلمين في فئة الذكور وذلك لاكتفائها، لذلك حرص القسم ممثلا باعضاء هيئة التدريس على تطوير العمل في التخصص بحيث يكون مجال العمل مفتوحا ليس فقط للمرحلة الابتدائية وانما جميع المراحل ومجالات العمل الاخرى غير وزارة التربية.. فالقسم يسعى حاليا الى تطوير مناهجه بحيث تواكب تحوله من قسم الى كلية متخصصة بعد 3 سنوات.
كما يسعى القسم الى صقل مواهب ومهارات طلبته ودعمهم للمشاركة في المحافل الرياضية المحلية والدولية حيث يقدم لهم التسهيلات اللازمة للمشاركة دون عرقلة تحصيلهم الدراسي، واليوم ومن خلال الاستطلاع الصحافي الذي التقينا من خلاله برئيس القسم وبعض الاساتذة والطلبة سنسلط الضوء على ما وصل اليه القسم من تطوير في المناهج والمشاركات العلمية والرياضية وكيف ينظر المتخصص الاكاديمي الى ما وصلت اليه الرياضة في الكويت.
تعديل المقررات
في البداية اكدت رئيسة قسم التربية البدنية الاساسية د.بدور المطوع ان قسم التربية البدنية يسعى الى الانفصال عن كلية التربية الاساسية خلال السنوات القليلة المقبلة ليكون كلية قائمة بذاتها بمسمى «كلية التربية الرياضية»، موضحة ان القسم قام بوضع المقررات والمناهج لتكون ملائمة في حال تحويل القسم الى كلية وان القسم شكل لجانا متخصصة من اعضاء هيئة التدريس تعمل على تأليف ووضع مقررات جديدة بالاضافة الى مراجعة المقررات الحالية وتعديلها لتواكب التطور العلمي في مجال التربية الرياضية.
واوضحت د.المطوع ان القسم يعمل حاليا على صقل مواهب وقدرات الطلبة المنتسبين لدى القسم ليكونوا بعد التخرج معلمي تربية بدنية للمرحلة الابتدائية فقط، مشيرة الى انه بعد اقرار استحداث كلية خاصة بالتربية البدنية ستكون المخرجات لجميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالاضافة الى المجالات المتخصصة بالادارة والترويح وذوي الاحتياجات الخاصة والتي تخدم الطالب ليعمل في السلك العسكري والاندية والاتحادات الرياضية والمؤسسات العامة.
وحول ايقاف عملية القبول بالنسبة للبنين اكدت د.المطوع ان كلية التربية الاساسية قد اوقفت القبول في القسم من فئة الذكور قبل عام وذلك لاكتفاء وزارة التربية مما تسبب في مشكلة النصاب التدريسي لاعضاء هيئة التدريس حيث اصبح عدد المقررات قليلا مقارنة بعدد اعضائه.
اما عن مشاركات القسم بالبرامج والمؤتمرات العلمية فقد اوضحت د.المطوع ان القسم يسعى الى اشراك اعضاء هيئة التدريس في الندوات الخارجية بحيث تساهم تلك المشاركات في زيادة خبرتهم ومعرفتهم العلمية والاختلاط بالخبرات العلمية العالمية ومعرفة ومتابعة كل ما هو جديد في مجال اهتمامهم مما ينعكس على نوعية مخرجات القسم.
ومن جهة اخرى قالت د.المطوع ان القسم يهتم كثيرا بطلبته من اللاعبين المنتسبين للاندية الرياضية والمنتخبات الوطنية كما ويؤمن ايمانا كبيرا بانهم يمثلون الكويت في المحافل الدولية، موضحة ان القسم بعد حصوله على كتاب التفرغ الرياضي للطالب المشارك في البطولات الرياضية من الهيئة العامة للشباب والرياضة يقوم بتغطية الساعات الدراسية التي تغيب عنها الطالب بالتنسيق مع مدرس المادة، مضيفة ان القسم ممثلا باساتذته مستعد لحل اي مشكلة تواجه اي طالب تشجيعا ودعما من اعضاء هيئة التدريس للمهمة التي كلف بها الطالب وهي تمثيل بلده.
اما عن الرياضة في الكويت وما تمر به فذكرت د.المطوع ان الرياضة بشكل عام بالكويت مازالت بخير، فنحن نشاهد الان المرأة الكويتية تخطو خطوات كبيرة نحو الامام وتضع بصماتها من خلال البطولة الخليجية الأولى المقامة بالكويت وهذا دليل على اهتمام القيادات الرياضية بالنسبة لفئة الاناث، اما بالنسبة للذكور فلو فصلت الرياضة عن مجريات الامور السياسية لعدنا كما كنا في السبعينيات تلك الفترة الذهبية التي حصدنا بها بطولات وانجازات رفعت من اسم الكويت، وترى انه يجب الاعتماد على الشباب الكويتي المتخصص لادارة عجلة الرياضة والنهوض بها عاليا بين الاوساط الرياضية الدولية.
تطوير القسم
أما عضو هيئة التدريس في قسم التربية البدنية د.حاتم حسني، فقد قال ان تطوير القسم يبدأ بتطوير المناهج والمقررات لاعداد خريج يستطيع ان يدخل في اي اكثر من مجال في سوق العمل وليس كما هو الحال الآن، وهو ان الخريج يعمل معلم تربية بدنية للمرحلة الابتدائية لذلك فإن القسم يستعد للكلية المزمع إنشاؤها في السنوات المقبلة بإعداد العدة من ناحية المقررات والمناهج، وقد انجزنا فيها ما نسبته 90% لنؤهل الطلبة ليكونوا معلمين في المراحل التعليمية المختلفة، بالاضافة الى فتح مجالات تأهيل اخرى كالتدريب والادارة الرياضية، وهذا الامر قد تم بعد دراسة ومسح احتياجات سوق العمل.
اما بالنسبة لمشاركات طلبة القسم في المحافل الدولية، فأكد د.حسني ان قسم التربية البدنية هو البيت الاول للابطال الرياضيين، لذا نحن نمهد الطريق لهم للمشاركة لأنه في النهاية قد يمثل وطنه، وحول مستقبل الرياضة في الكويت.
مواكبة سوق العمل
اما عضو هيئة التدريس في القسم د.عبدالله الغصاب، فقد صرح بأن القسم يعيش منذ سنة فترة تطوير فعلية استعدادا للكلية الجديدة «كلية التربية الرياضية» لجعل مخرجاتنا مواكبة لاحتياجات السوق، فبالتالي نحن نعمل على توفير غير الموجود لدينا، مثل تغيير المناهج والمقررات وتجهيز الطاقم التدريسي ذي التخصصات المختلفة، وكذلك نعمل على وضع امكانيات كبيرة تخدم الطلبة لتطبيق لكل ما درسوه نظريا حتى تترسخ المعلومة ويعيش الحدث وبالتالي يكون الطالب مؤهلا ومستعدا للعمل مستقبلا، ويرى د.الغصاب ضرورة زيادة عدد الوحدات الدراسية لطالب التربية البدنية حيث تعتبر قليلة نسبيا لا تتناسب مع التخصص بذاته، بل تخدمه في الحياة العامة فقط، وحول ايقاف القبول في التخصص لفئة الذكور قال د.الغصاب ان القسم مرتبط بوزارة التربية لاعداد معلمين، وقد تم ايقاف القبول بالنسبة لفئة الذكور الراغبين في التخصص للاكتفاء بالاعداد المتوافرة لديهم، لذا علينا الا نقف مكتوفي الايدي، بل يجب فتح تخصصات ومخرجات جديدة تتناسب مع سوق العمل كتجهيز الطالب ليكون ذا عقلية احترافية قادرا على العمل في القطاع الخاص كالأندية الصحية ومراكز الشباب، ويمكن ايضا جعل الرياضة حرفة يمتهنها الطالب كما هو الحال الآن في الحرف الاخرى ويمكن للحكومة دعمهم ماديا في انشاء مراكز اندية صحية مثلا.
اما بالنسبة لمشاركات الطالب اللاعب في المحافل الدولية، فقد بين د.الغصاب ان لديه سياسة مع كل طالب يحصل على ميدالية من خلال مشاركته الرياضية الخارجية بان يحصل على 20 درجة فوق المعدل لأن هذا الشخص بذل من وقته وحياته الاجتماعية من اجل رفع اسم الكويت، ونعطي ساعات مكثفة للطالب في حال عودته تعوض ما فاته، وهذا الامر شددت عليه رئيسة القسم وتشكر عليه.
وحول مستقبل الرياضة في الكويت، اوضح د.الغصاب ان الرياضة في الكويت تمر بنفق مظلم نظرا للصراعات الموجودة وبمشاركة الحكومة وهذا ادى الى الانخفاض في المستوى الاداري والفني والاخلاقي ايضا، فما ينشر في الصحف حول نظرة الاتحادات الدولية للرياضة في الكويت يبين ان الكويت دولة ديكتاتورية تتدخل في الامور الرياضية، بينما الواقع هو ان الكويت دولة حضارية ديموقراطية يسودها الحب والسلام، وهذا انعكس على سمعة الكويت بشكل سلبي.
وناشد الهيئة العامة للشباب والرياضة ان تمتزج مناصب القيادات الرياضية بين افراد لديهم الخبرة الرياضية من جهة وافراد لديهم الخبرة الاكاديمية من اعضاء هيئة التدريس وطلبتنا من جهة اخرى لنخرج بحصيلة جيدة من المعلومات والخبرات، والقسم من جانبه يفتح سبل التعاون والمشاركة مع المؤسسات الرياضية لوضع حل لهذه المشاكل المتراكمة في مجال الرياضة، وصعب جدا ان نخرج من هذه الازمة الا اذا اصدرت قرارات حكومية صارمة تختار فيها القيادات الكفئة دون محسوبيات رياضية، ويجب على السياسيين عدم اخذ الرياضة منطلقا للوصول الى غايتهم الشخصية على حساب سمعة الكويت، والرياضة رياضة، حب وسلام وأخلاق.
آراء الطلبة
وقد تم استطلاع آراء عدد من الطلبة بقسم التربية البدنية:
وحول آراء طلبة القسم بالنسبة للمناهج الدراسية وكيفية تعامل الاساتذة معهم بعد مشاركاتهم في المحافل الدولية، قال الطالب علي الزنكوي ان المناهج ومقررات قسم التربية البدنية تتوافق من الناحيتين النظرية والعلمية، حيث يسعى كثير من الاساتذة الى استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في الشرح والتطبيق وتوضيح مفصل لمحتوى المقرر، فالقسم وفر لطلبته الاماكن والاجهزة الرياضية التي يحتاج اليها الطالب في دراسته للمقررات حيث ساهمت تلك الاجهزة في صقل مواهب ومهارات كثير من الطلبة.
الحاجة الى التطوير
بينما يرى عبدالرزاق السلمان ان مناهج التربية البدنية لاتزال بحاجة الى التطوير فالمطور منها قليل والباقي لا يواكب تطورات العصر الحديث ويسعى اساتذة القسم الى طرح افكار جديدة في المقرر كنوع من التطوير والابتعاد عن النمط القديم في عملية الشرح، موضحا ان ما يعانيه القسم من النقص في المختبرات الخاصة بإجراءات القياس والاختيار والاعتماد على الكليات الاخرى وعدم توافر الصالة الرياضية المجهزة قد يكون هو السبب في عدم امكانية تطوير جميع مقررات القسم ومساعدة الطلبة في الابداع لعدم وجود متطلبات الابداع والانشطة الرياضية المستمرة، لذا على المسؤولين في الكلية والهيئة ضرورة توفير مبنى متكامل بعدة صالات تتوافر فيها جميع متطلبات الابداع الطلابي الرياضي، كما طالب بتكثيف الدراسة وزيادة عدد الوحدات لمساعدة الطالب دراسيا.
النمط القديم
يخالف عبدالرحمن اليافعي زملاءه في الرأي بالنسبة لأسلوب التدريس والتعامل بالنسبة لأساتذة القسم، حيث يرى ان بعض الاساتذة لايزال يستخدم النمط القديم في عملية الشرح وعدم الاستعانة بالوسائل الحديثة واختلاف التعامل من استاذ لآخر حيث يقدر البعض ظروف الطالب والبعض الآخر يفضل ان يكون صارما من ناحية الغياب والحضور.
ويقول خالد نايف العنزي: بالنسبة الى قسم التربية البدنية فإنه يساهم بشكل كبير في الاطلاع على المعلومات الحديثة ويساهم في تقوية العلاقات الاجتماعية بين الطلبة والعلاقات مع اعضاء هيئة التدريس، حيث يتقبلون الرأي الآخر ويعاملوننا كاخوة لهم وهي ثمرة التعاون المستمر بين الطالب والدكتور، موضحا ان المواد العملية التي يقدمها الاساتذة تساعد على فهم المادة النظرية وتطبيقها وترسيخها في ذهن الطالب فالمواد النظرية في حال شرحها تكون صعبة ولكن بعد تطبيقها تكون اسهل من ناحية الفهم، واتمنى من القسم المساهمة في حل مشكلات الطلبة وزيادة المختبرات كمختبر الميكانيكا الحيوية ومختبر القياس والتقويم والعمل على زيادة اعضاء هيئة التدريس حتى يكسر حاجز احتكار الاساتذة للمقررات.
ويقول عبدالله عيسى الرشود:
كثير من اعضاء هيئة التدريس يستخدمون نهج الشرح البسيط السلس والاستاذ يعتبر هو اساس الابداع الذي يساهم في استخراج الطاقات الابداعية عند الطلبة، حيث يقدمون النصح بصورة مستمرة والتحفيز على مواصلة الدراسة ولكن هناك بعض العقبات التي قد تقف في طريق الابداع مثل مشكلة الاجهزة والادوات بالقسم فهي غير متوافرة ومشكلة التسجيل هي الشاغل لكل طالب ومشكلة احتكار المواد لبعض اعضاء هيئة التدريس وقلة الادوات والاجهزة المساندة للمقرر النظري مما يعرقل الابداع والابتكار لدى طالب، لذا نتمنى استخدام الطرق الحديثة بالتدريس وتوفير بعض المختبرات للقسم بدلا من ارسالنا الى كلية الطب.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )