بيان عاكوم
في ظل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة والتي تشكل محورها ايران والعراق والولايات المتحدة الاميركية، وفي المقابل دول مجلس التعاون الخليجي والاشكالية التي تطرح نفسها على الساحة السياسية وهي عن مدى امكانية قبول دول كإيران والعراق في منظومة مجلس التعاون الخليجي.
نظريتان طرحتا في الندوة التي خصصت للحديث عن هذا الموضوع والتي نظمتها كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، وبالتحديد رئيس قسم العلوم الاجتماعية د.بدر العيسى، حيث حاضر فيها رئيس المركز الديبلوماسي للدراسات، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي السابق السفير عبدالله بشارة، والاستاذ في علم الاجتماع د.خلدون النقيب.
وبحضور الشيخ احمد سالم الصباح وعدد من السفراء والاكاديميين.
في حين اكد السفير عبدالله بشارة عدم امكانية انضمام ايران والعراق لمجلس التعاون الخليجي، وذلك لأسباب عدة كالنظام الاساسي للمجلس الذي لا يسمح بالتوسع لأن نظامه سياسي واحد خصائصه خليجية تراثية وشرعية، كما انه لا يتفق مع الحديث عن ايران لأنه مجلس تعاون خليجي عربي، أما العراق فلا تزال في مرحلة السيولة ولم تتضح معالم الشكل النهائي للبنية السياسية والاجتماعية وبما يتفق وواقعه العرقي والمذهبي.
الا انه وفي المقابل، اكد د.خلدون النقيب ضرورة انضمام ايران والعراق من خلال تكوين تكتل اقتصادي سياسي امني ضمن اطار مؤسسي اقليمي وذلك لتجنب دول المنطقة التدخلات الاجنبية وقطع الطريق على الولايات المتحدة من التفرد بسياسة متهورة تجاه ايران والعراق، لافتا الى ان مقولة التواجد الاميركي لمصالح مشتركة بين دول التعاون والولايات المتحدة باتت خرافة تردد دون تفكير.
تكوين مجلس التعاون
وكان قد تحدث السفير عبدالله بشارة عن ظروف تكوين مجلس التعاون الخليجي، مشيرا الى الاجواء التي سادت عند انعقاد مؤتمر القمة الشهير في بغداد وعقبه سقوط نظام الشاه في ايران، وصعود الثورة الايرانية بأيديولوجية راديكالية ادت الى انفجار الصراع بين نظامين ايديولوجيا عنصري فاشي في بغداد وراديكالي اسلامي في طهران.
وقالت بشارة: بعد ان تسيد التوتر في المنطقة في اعقاب نجاح الثورة في ايران، صرح سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد على هامش مؤتمر القمة العربية في عمان فكرة تشكيل مجلس للدول الخليجية، لافتا الى ان الحرب العراقية - الايرانية عجلت من المساعي لتشكيل مجلس التعاون.
وقال بشارة «لقد عانت دول الخليج كثيرا من صراع الايديولوجيات في العالم العربي من صراع بغداد مع دمشق وصراع بغداد مع طهران وصراع بغداد مع منظمة التحرير وصراع التجمعات والمنظمات والاحزاب الراديكالية والبعثية والقومية مع قيادات الاعتدال»، لافتا الى ان هذا ما جعل دول الخليج تشعر بثقل التطاول على هويتها والتشكيك في سياستها والتعرض لشرعيتها والتجريح برموزها، مشيرا الى تعامل نظام بغداد وطهران مع مؤسسات دول الخليج باستخفاف وعلى هذا الاساس كان مجلس التعاون الذي ظهرت ملامحه في ابوظبي عام 1981.
بروز المحور الخليجي
وتحدث بشارة عن الواقع اليوم، مؤكدا على الاجماع العربي على الاعتدال بعد انحسار العنف والاضطراب الايديولوجي، اخفاق النهج الراديكالي سواء في ايران او العالم العربي وبروز المحور الخليجي كقوة متميزة سياسيا واقتصاديا ومشاركة بتأثير في دعم الاقتصاديات العربية والعالمية وفي المؤسسات الدولية.
وكذلك اتساع ساحة المطالبة بالحكم الراشد والمعتدل والدعوة لحل الخلافات سلميا الامر الذي تجسد بالمبادرة العربية للسلام والقمة الاقتصادية العربية.
سياسة أميركا المتهورة
من جهته، تحدث د.خلدون النقيب عن المعوقات الموجودة امام تحقيق تكتل اقليمي خليجي مع ايران والعراق اولها السياسة الاميركية المتهورة في المنطقة، مؤكدا ان لا مصالح مشتركة بين «التعاون» والولايات المتحدة، حيث استشهد بأمثلة عدة، مشيرا الى انه لا توجد مصلحة مشتركة مع اميركا في استثمار الوضع القبلي المضطرب في السودان.
كما لا توجد مصلحة معها في اذلال الفلسطيني ارضاء لرغبات اسرائيل، وكذلك ليست هناك مصلحة في القضاء على المقاومة في لبنان ومحاولة ادخاله في محور التطبيع وهو محور الاردن والسعودية ومصر.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )