آلاء خليفة
اشار استاذ الاجتماع بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.يوسف غلوم الى انه قد كثر الحديث عن المواطنة في الفترة الاخيرة، وبشكل كبير، خاصة اثناء انتخابات مجلس الامة 2008، حيث وضع كل مرشح معيارا للمواطنة حسب اهوائه الشخصية.
واضاف غلوم اثناء ندوة مفهوم المواطنة، التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية بجامعة الكويت ظهر امس، ان مفهوم المواطنة ليس حديثا، بل يعود الى عصور قديمة من ايام الرومان، ولكن تطور مفهوم المواطنة لتأثره بحدثين مهمين، يتمثلان في اعلان استقلال اميركا في عام 1786، وكذلك المبادئ التي جاءت بها الثورة الفرنسية التي تمثل نقطة تحول تاريخية في مفهوم المواطنة.
ولفت غلوم الى ان المواطنة هي انتماء الانسان الى بقعة ارض، حيث يستقر بشكل ثابت داخل الدولة او يحمل جنسيتها، ويكون مشاركا في الحكم ويخضع للقوانين الصادرة ويتمتع بشكل متساو مع باقي المواطنين بمجموعة من الحقوق، ويلتزم بمجموعة من القوانين تجاه الدولة التي ينتمي اليها.
من جهة اخرى، اكد غلوم ان الديموقراطية اليونانية والرومانية القديمة مبنية على اساس مبدأ ان المدينة تحكم من مجموعة الافراد الذين يشكلون الاكثرية، وان الحرية تمثل مبدأ اساسيا للمدينة، موضحا ان العنصر الاساسي في مفهوم المواطنة هو الانتماء فهو ضروري لتحقيق المواطنة، متابعا: وهناك حقوق وواجبات لكل مواطن في الدولة، وهي ثلاثة انواع رئيسية، الحقوق المدنية التي تتمثل في حق المواطن في الحياة وعدم اخضاعه للتعذيب، والحقوق السياسية، وتتمثل في حق الانتخاب في السلطة التشريعية والمحلية، وهناك الحقوق الاقتصادية وتتمثل في حق كل مواطن في العمل في ظروف منصفة، وكذلك الجانب القانوني التشريعي.
من ناحيته، اوضح الكاتب الصحافي والناشط السياسي د.ساجد العبدلي، ان المواطنة هي شعور الانسان بأن الحياة التي تجمعه مع الآخر على ساحة الارض والتي يتحرك فيها هي حياة واحدة يتولد منها شعور بالانتماء الى الجماعة والى الارض والى الدولة التي تحكم العلاقة بين هذه الاطراف في الواقع الاجتماعي.
ولفت العبدلي الى ان ثقافة المواطنة هي ثقافة الحياة بابعادها ورموزها ومعانيها المنبثقة من ثقافة البناء والتعمير، الوحدة والتعاون، التضافر والتآزر والاندماج في حركة الحياة الواحدة وكل ذلك يؤدي الى ثقافة الاستقرار والسلام التي تلغي الفروقات والامتيازات وتعمق قيم العدالة والمساواة والتآخي بين ابناء الوطن الواحد.
وعلى صعيد آخر، اكد العبدلي انه يجب ان نكون مواطنين مؤمنين بثقافة المواطنة اي ثقافة الانتماء الى الوطن والامة والمجتمع الذي يحتضن ابناءه بمعزل عن اللون اوالعرق او الطائفة او المذهب او العشيرة والقبيلة، متابعا: فليس صحيحا اننا مخلوقات طائفية او قبلية.
ووضح العبدلي ان بعض افراد الشعب الكويتي وصل الى الكفر بالقيم والوطن، بل فقد الامل في امكان الاصلاح والتغيير المنشود ويرجع ذلك لما يشاهده من انحدار تنموي وفوضى سياسية وتفش للمحسوبية، لذا يجد نفسه مضطرا للجوء الى طائفة أو قبيلة او عشيرة لضمان الامن والامان داخل مجتمع تضاءلت فيه ثقافة المواطنة والانتماء للوطن.
مضيفا: وفي انتخابات مجلس الامة 2008 تم رصد تدخلات لبعض الافراد في الاسرة في تحريك هذه الانتخابات وترتيب شؤونها لضمان مخرجاتها، وقد يكون هذا النظام مقبولا في بداية عمر النظام من اجل تقويته واستقراره، وثباته السياسي، ولكن هذا غير مقبول على الاطلاق في يومنا هذا.
كما كان للاستاذ بكلية العلوم الاجتماعية د.عبدالله اللنقاوي، حديثا عن ثقافة المواطن والولاء والتي اكد انها تتمثل في المشاركة في بناء الوطن.
وتابع قائلا: اننا شركاء على اساس المساواة والعدل والحرية والانتماء، وان المواطنة في السياسة تتغير احيانا وفق المواقف والظروف.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )