سعد العجمي
اكدت عميدة كلية الآداب د.ميمونة الصباح ان مجتمعنا ووطننا في حاجة الى جهد المرأة والرجل، وقالت: نحن في امس الحاجة لخدمة قضايانا والدفاع عن حقوقنا وابراز معالم هويتنا الحضارية في مواجهة عالم جديد زاخر بالتحديات.
جاء ذلك خلال الحفل السنوي للطلبة المتفوقين بكلية الآداب والذي كان برعاية العضو المنتدب للعلاقات الحكومية والبرلمانية والعلاقات العامة والاعلام في مؤسسة البترول الكويتية الشيخ طلال الخالد وبحضور محافظ حولي عبدالله الفارس واعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب واولياء امور الطلبة المتفوقين.
واضافت د.ميمونة الصباح: انه لشرف لي ان اقف بينكم اليوم واشارككم الفرحة بنجاح كوكبة من بناتنا وابنائنا، ويعجز اللسان عن التعبير عما يختلج بالقلب من مشاعر الغبطة والسعادة في هذه الامسية التي اكون فيها معكم نساهم بكل المحبة والامل في تكريم هذه الباقة العطرة من ابنائنا وبناتنا، وصدق من قال ان ما يصدر من القلب يستقر في الوجدان، اما ما يخرج من اللسان لا يتعدى الآذان، واثق تماما انكم جميعا تدركون ان كلماتي تصدر من القلب.
وتابعت: يشرفني ان اعبر عما يختلج في نفسي من سعادة وما اتطلع اليه واتمناه لكم هو ان تواصلوا رحلة النجاح والتفوق، فبعد رحلة دراسية من الجهد والدرس والتفوق وصلتم الى مرحلة من بناء مستقبلكم وهي مرحلة حاسمة في هذا البناء وفي عصر يختزل فيه الزمن وتطوى فيه المسافات ونلتمس فيه المعلومات بمجرد لمسة لجهاز من اجهزة العصر السحرية.
واننا نلتقي اليوم ونحن نستشعر اهمية المرحلة المقبلة من مراحل بناء مستقبلكم، فاذا كان نجاحكم وتفوقكم مصدر اعتزازنا ومحط فخرنا فإنه في الوقت ذاته محك اختبار لتعزيز قدراتكم على تحمل مسؤولية مرحلة مقبلة تنهلون فيها من الثقافة جوهرها، ومن العلم حقائقه الاصيلة التي تؤهلكم لشرف التصدي لمهام جسام نحو بناء مستقبلكم الزاهر وتحمل مسؤوليات التنمية في وطننا الحبيب، انكم ابنائي الاعزاء شباب المستقبل ناطقون بآمالكم وطموحاتكم التي هي آمال وطموحات المجتمع الكويتي الخليجي رجالا ونساء، كبارا وصغارا.
وقالت ان مجتمعنا ووطننا في حاجة الى جهد المرأة والرجل ونحن في امس الحاجة لخدمة قضايانا والدفاع عن حقوقنا وابراز معالم هويتنا الحضارية في مواجهة عالم جديد زاخر بالتحديات.
وخاطبت الخريجين بقولها: اوصيكم ان تخطوا خطوة اخرى في سبيل شرف الغاية وان تكون خطواتكم مبنية على الدراسة والرؤية العلمية وبعد النظر لا مجرد العواطف الطيبة والآمال الطموح، وهذا هو توجيه القرآن الكريم اذ يقول عز وجل (قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني).
وقالت: ان شرف الغاية لا بد ان يقترن بوضوح الرؤية والموضوعية والجدية والا كانت المسيرة عشوائية، وغير محسوبة والنتيجة ليست مجرد الفشل لجولة من جولات العمل، بل ستكون النتيجة شعورا بالاحباط وخيبة الامل، وربما شكا واهتزازا في القيم والغايات ذاتها، مضيفة: ان استمرار التفوق والنجاح هو ما نتوخاه منكم وانتم تبذلون صادق الجهد لتسابقوا الزمن في خطوة نحو المستقبل في خطى ثابتة ترسخون مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف في سلوككم وتوجهاتكم، تلتزمون بالوفاء بمتطلبات مجتمعنا ووطننا في هذه المرحلة الحاسمة من المنعطف التاريخي الذي تمر به امتنا العربية واعين بدوركم الوطني والانساني قادرين على التعامل مع معطيات العصر الذي نعيشه، ساعين الى التفاعل وتملك القدرة والاتفاق مع عالم علمي اللغة تكنولوجي الاتجاه.
ومن جهته قال راعي الحفل الشيخ طلال الخالد انه لمن دواعي سروري ان اكون في هذا الصرح التعليمي الكبير الذي يعتبر نبراسا للعلم والنور ومنبعا صافيا لاستخراج العقول النيرة التي ستساهم في بناء النهضة العلمية.
واضاف انه لشرف لي ان يقام حفل الطلبة المتفوقين لكلية الآداب والتي ساهمت ومازالت تساهم في تطوير الحركة الادبية والاعلامية والسياسية وجوانب اخرى مختلفة حتى ان هذه الكلية تعد منبعا للمخرجات العلمية المتخصصة التي تزود القطاعات المتعددة في البلاد بما تحتاجه من كفاءات، ومما لا شك فيه اننا في هذه المرحلة المهمة بحاجة الى التوضيح الجيد والمناسب للميول والافكار فالكويت بحاجة ماسة للشباب الواعي والمتفهم للمتغيرات الجديدة في اسلوب الحياة فالكويت شامخة وسيزداد شموخها في سواعد ابنائها الذين سيشار اليهم بالبنان لما قدموه من حب وعطاء لهذه الارض الطيبة.
ومن ناحيته قال العميد المساعد للشؤون الطلابية بكلية الآداب د.عبدالله الهاجري ان مهمة الجامعة هي استثمار الانسان وانتم ايها الطلبة المتفوقون اعز واغلى استثمار.
وزاد ان الطلبة المتفوقين هم عنوان قوة الوطن وقادة المستقبل، وسنده في محاربة الجهل والتخلف، وهم نصيره في دفع عجلة التقدم والبناء والتنمية لان اول زاد المشتغل بطلب العلم، الامانة والصدق والبذل والمثابرة والتفوق، فاي تحصيل للعلم يخلو من هذه العناصر يفقد معناه ويبعد غايته عن مغزاه.
وتابع د.الهاجري ان التاريخ يقف شاهدا على ان الجامعة ركيزة من ركائز النهضة على مر العصور، فهي التي تؤدي الدور الاجتماعي وامداد المجتمع بالكفاءات والعناصر البشرية اللازمة للتنمية الاجتماعية واننا نعتبر كلية الآداب احد اهم مكونات تجسيد الواقع الثقافي للكويت، والتي ساهمت في تكوين النسيج الثقافي لاجيال الأمة، وتهيئة القيادات الفاعلة لاوجه الحياة المختلفة، حيث تخرج فيها القادة والساسة والمفكرون والادباء والمؤرخون، والكتاب والفلاسفة الذين كانوا وراء النهضة الثقافية، والتأكيد على ملامح الهوية الوطنية، ولم تكن كلية الآداب لتستطيع ان تؤدي رسالتها الحضارية والثقافية الا بفضل الدعم الذي تلقاه والرعاية الدائمة التي تحظى بها من قبل صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بالاضافة الى دعم كوادرها الاكاديمية المتميزة التي تقودها.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )