آلاء خليفة
بعد انتهاء انتخابات مجلس الامة 2008 واختيار الاعضاء الجدد، قد يعتقد البعض ان الطلبة الكويتيين الدارسين بالخارج لا يهتمون كثيرا بما يجري على الساحة السياسية في الكويت، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، فقد طرحت «الأنباء» سؤالا على الطلبة الكويتيين الدارسين في جمهورية مصر العربية حول انتخابات مجلس الامة.
وجاءت اجاباتهم قوية وتنم عن وعي ومتابعة لما يحدث في الكويت، وكانت لهم آراء حول الانتخابات التي اجريت في ظل الدوائر الخمس، وعن اخفاق المرأة الكويتية في الدخول الى المجلس كما كانت لهم طموحات وآمال من مجلس 2008 نقلوها من خلال اللقاءات التالية:
في البداية اكد فيصل السرحان، ان الطلبة الكويتيين بجمهورية مصر العربية يتابعون باهتمام لما يحدث على الساحة السياسية في الكويت، لاسيما فيما يخص مجلس الامة، لافتا الى ان تلك المتابعة نابعة من ان الكويت ديرتهم حتى لو كانوا في الخارج، كما انهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ولهم دور فعال ويشكلون نسبة من الشعب.
واعرب السرحان عن اسفه الشديد للصراعات والخلافات بين الحكومة والمجلس، مما ادى الى التأزيم والاحتقان.
وبالنسبة للانتخابات في ظل الدوائر الخمس قال السرحان: ان الدوائر الخمس قضت على سلبيات الـ 25، ولكنه من مؤيدي الدائرة الواحدة للقضاء نهائيا على الطائفية والقبلية، وفي تلك الحالة لابد من اشهار الاحزاب، خاصة انها موجودة وتزاول عملها، فلابد من اشهارها حتى تعمل ضمن اطار قانوني.
من ناحية اخرى، اكد قناعته بأن المرأة الكويتية جزء لا يتجزأ من المجتمع، متمنيا ان يكون لها كرسي برلماني في الدورات المقبلة، خاصة لوجود كفاءات نسائية، خاصة بعد حصول بعض النساء المرشحات على نسبة تصويت عالية تجعلها قادرة على دخول المجلس في دوراته المقبلة.
اما عن اولويات المجلس المقبل بالنسبة للسرحان، فأوجزها في ضرورة تجاهل القضايا الهامشية وان يكون هناك تركيز اكثر على القضايا والهموم التي تمس المجتمع كالتعليم والصحة والنظر لتحقيق اصلاح اقتصادي ورياضي، فضلا عن ضرورة ايجاد حلول لمشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب حاليا على الرغم من الوفرة المالية التي تتمتع بها الكويت.
قضايا الإسكان
من جهته، قال الطالب سعد الهاجري بكلية طب الاسنان بجامعة 6 اكتوبر، ان الطالب الكويتي في مصر يتابع كل الشؤون السياسية التي تجري في الكويت من خلال وسائل الاعلام.
ولفت الهاجري الى ان حل مجلس الامة كان نتاجا طبيعيا للتخبط الذي اصاب العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
مؤكدا ان الشعب استاء من تلك التخبطات بين الحكومة والمجلس.
وحول عدم تمكن المرأة الكويتية من الحصول على مقعد برلماني تحت قبة عبدالله السالم، اوضح الهاجري انه ما زال الوقت طويلا امام المرأة الكويتية لدخول البرلمان.
اضاف: فالمرأة اخت المرأة، خذلت المرأة، خاصة اننا في مجتمع محافظ تحكمه العادات والتقاليد، مشيرا الى ان تلك العادات تحول دون نزول المرأة الى الدواوين والتحدث الى الرجال، وبالتالي فما زال دخول المرأة للمجلس حلما صعب المنال، ويرى الهاجري ان من اهم اولويات المجلس ايجاد حلول لمشكلة البطالة وتسليط الضوء على قضايا الاسكان وتوفير جامعات في ضواحي الكويت، بالاضافة الى قضايا الاصلاح في البنية التحتية، والتوزيعة السكانية، خاصة ان اعداد الوافدين في الكويت اكبر بكثير من اعداد المواطنين، وذلك الامر خطير للغاية، ولابد من الالتفات الى التركيبة السكانية.
اما الطالب خالد مبارك، من كلية الاقتصاد والادارة بجامعة 6 اكتوبر، فأكد ان الطلبة الكويتيين يتابعون الحالة السياسية في الكويت، أينما كانوا وهم ليسوا بعيدين عن متابعة الامور السياسية التي تحدث في الكويت عن طريق وسائل الاعلام والاحاديث المتبادلة فيما بينهم اثناء لقاءاتهم.
الارتقاء بالبلاد
واوضح مبارك ان مجلس 2006 اهتم بقضايا خاصة بعيدة كل البعد عن القضايا التي تهم المواطن، متمنيا زوال تلك السلبيات في المجلس الحالي.
ولفت مبارك الى ضرورة اشهار الاحزاب السياسية في الكويت حتى تعمل ضمن الاطر القانونية المتعارف عليها، والتي تعزز الديموقراطية التي تتميز بها الكويت، وبالنسبة لعدم دخول المرأة الكويتية الى المجلس قال: اعتقد ان هناك ضرورة ملحة لوجود امرأة داخل مجلس الامة، خاصة بعد ان حصلت المرأة على كل حقوقها السياسية، ولكن في الوقت ذاته لم تتمكن المراة من دخول مجلس 2008 خاصة، وذلك لان التجربة مازالت جديدة عليها، ونتمنى ان تزيد المراة من نشاطها وتواجدها حتى تتمكن من تحقيق حلمها في ان يكون لها مجال في السلطة التشريعية، خاصة بعدما اثبتت نفسها في العديد من المجالات ومنها السلطة التنفيذية من خلال توزير سيدتين كويتيتين تمكنتا من اثبات كفاءتهما في الاداء الحكومي، اما بخصوص اولويات المجلس المقبل، فشدد مبارك على اهمية ان ياخذ المجلس على عاتقه ايجاد حلول لجميع المشاكل التي يعاني منها المواطن ومنها مشكلة البطالة وارتفاع الاسعار وسوء الخدمات الصحية والتعليمية بالاضافة الى تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على أي محاولة لزرع الفتن بين افراد الشعب الكويتي المعروف بتماسكه والتفافه حول وحدته الوطنية، ونتمنى ان يكون الجلوس على طاولة المفاوضات هو السمة الرئيسية للنقاش بين الحكومة والمجلس، للارتقاء بالكويت الى الافضل.
ملف الصحة والتعليم
وقد اشار الطالب طلال الوقيان ، بكلية الطب البشري بجامعة 6 اكتوبر، الى ان الطلبة الكويتيون الدارسين في مصر يتابعون كل ما يدور على الساحة السياسية في الكويت كونهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وانهم يتابعون الانتخابات عبر وسائل الاعلام.
وتابع قائلا: اود ان اؤكد ان تفكيرنا دائما منصب على مصلحة الكويت ونتمنى ان نتخلص من السلبيات الخاصة بالطائفية والقبلية وتقسيم المجتمع الى حضر وبدو، فجميعنا ابناء الكويت ونمثل الكويت اينما كنا.
واضاف ان الكويت منحتنا الحرية والديمقراطية والاسرة الحاكمة دوما تحثنا على ذلك وخاصة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وحكومته الرشيدة، ولكن من وجهة نظري اعتقد ان المجلس الحالي سيصاب بالعديد من الازمات، خاصة بعد احداث الاعتقالات والمداهمات التي اعقبت الانتخابات الفرعية.
وقال الوقيان ان الدوائر الخمس كانت ظلما للكويتيين، واعتقد ان الدائرة الواحدة افضل بكثير للكويت، فبالنظر الى الدائرتين الرابعة والخامسة نجد ان اعداد الناخبين فيهما وصلت الى 93 و96 الف ناخب، بينما الدائرة الاولى 36 الف ناخب فقط، فاين العدالة في اختيار 10 نواب من كل دائرة على الرغم من اختلاف اعداد الناخبين من دائرة لاخرى؟!
ويرى الوقيان ضرورة اشهار الاحزاب، لافتا الى اننا نعيش حاليا في دوامة احزاب ولكنها غير مشهرة ومن الافضل ان تعمل تحت رقابة وعين الحكومة.
اما عدم حصول المراة على كرسي برلماني في المجلس، فاكد انه كان على يقين من ان المراة الكويتية لن يكون لها وجود في المجلس، خاصة وانها غير جاهزة حاليا نظرا لتسارع وتيرة الاحداث التي انتهت بحل المجلس دون سابق انذار، ورسم الوقيان اجندة اعمال المجلس، متمنيا ان يهتم النواب القادمون بملف التعليم والصحة، متابعا: فقد عملت في فترة كتدريب في مستشفى الجهراء، ومع الاسف هناك نقص في المنشآت الطبية، املا ان يتم توفير مدينة طبية متكاملة في كل محافظة بالكويت.
مشيرا الى ان المستوصفات لا تتمكن من خدمة جميع اهالي المنطقة خاصة في فترة الليل حيث يتوافد فيها على المستشفيات اكثر من 100 شخص خلال ساعتين في حالات الطوارئ، وفي المقابل فهناك فوائض مالية في الكويت لابد من استغلالها لتحسين الخدمات التعليمية والصحية، مشددا على ان الصحة والتعليم هما عماد الدولة.
الاهتمام بالرياضة
وختمنا استطلاعنا مع الطالب احمد الشبيب، في كلية الاقتصاد والادارة بجامعة 6 اكتوبر، الذي اكد لنا، كما اكد جميع الطلبة متابعته الاحداث السياسية في الكويت، معربا عن آسفه لما الت اليه الحياة السياسية في الكويت في الفترة الاخيرة والتي لم ترض طموح الشعب الكويتي، وأشار الشبيب الى ان سبب التازيم بين الحكومة والمجلس، هو التنافر الواضح بين السلطتين وعدم وجود اجندة عمل واضحة لكل منهما فاصبحت الحكومة في واد والمجلس في واد اخر، ولم يكن هناك توافق نيابي حكومي يحقق مصلحة المواطن.
وفيما يخص عدم دخول المراة الى مجلس الامة، اشار الى ان هناك كفاءات نسائية لابد من استغلالها بشكل جيد، ولكن في الوقت ذاته لن يصوت الرجل لامراة اتباعا للعادات والتقاليد المتعارف عليها.
وحول طموحاته من المجلس المقبل، اكد الشبيب ضرورة ان يلتفت النواب الى مشاكل الشعب الكويتي الخاصة بسوء الخدمات التعليمية والصحية وايضا الى التراجع الاقتصادي والرياضي، مشددا على ضرورة مراقبة النواب للارتفاع الزائد في الاسعار بما يثقل كاهل المواطن ويحمله اعباء كثيرة، متمنيا ان يقوم المجلس بدوريه التشريعي والرقابي معا لما فيه خدمة الشعب الذي وضع ثقته في هؤلاء النواب.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )