تعتبر مكاتب التدريب الميداني بكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الذراع الرئيسية واداة التواصل بين الكليات وسوق العمل من خلال مقرر «التدريب الميداني» الذي يهدف الى مد جهات العمل بطلبة وطالبات الهيئة لكي يعيشوا ويدخلوا الظروف الفعلية لجو العمل من خلال تدريبهم بالوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات في القطاعين الاهلي والحكومي في الكويت، ما يؤدي الى تنمية وصقل المعلومات والمهارات التي تلقوها في مقرراتهم الدراسية وتطبيقها عمليا، وكذلك معرفة الطالب نفسه بمجالات العمل المتوقع ان يعمل بها بعد التخرج، بالاضافة الى تعريف جهات العمل بمستوى الطلاب ومهاراتهم العلمية والعملية وتطلعاتهم، وهذا من شأنه ان يربط الهيئة بسوق العمل، ما يجعل له آثارا ايجابية على الخطط الدراسية والتطلعات المستقبلية لكلا الطرفين، ومن خلال هذا الاستطلاع الصحافي نلقي الضوء على ايجابيات وسلبيات التدريب الميداني من وجهة نظر وآراء الطلبة التي تساهم في تطوير هذا المقرر لمزيد من الاستفادة في العملية التعليمية.
في البداية، قالت الطالبة زينة العجمي (تخصص بنوك) ان التدريب الميداني له دور كبير من خلال الممارسة لتأسيس الطالب وتهيئته للمرحلة التي تلي الدراسة وهي مرحلة العمل، فبالنسبة لي استفدت من التدريب الميداني عدة اشياء اهمها احترام مواعيد العمل والانضباط وكيفية التعامل الراقي مع الآخرين سواء مع زملائي بالعمل بجو يسوده الاحترام والتعاون المتبادل او مع المراجعين وتقديم المساعدة لهم، والوقت الذي نتدرب به ارى انه مناسب جدا، حيث يمكن لجميع الطلاب اخذ مواد اخرى الى جانب مقرر التدريب الميداني، ولكنني لا ارى تطابقا بين ما ادرسه من مقررات التخصص والمكان الذي أتدرب فيه حتى يمكنني ان أكتسب المزيد من الخبرات التي تفيدني مستقبلا في وظيفتي المهنية.
تخصص المحاسبة
أما طارق الإبراهيم فقد خالفها الرأي بقوله انه يرى تطابقا بين التخصص الذي يدرسه وهو «المحاسبة» والجهة التي يتدرب بها، حيث انه يعمل على فتح حسابات جديدة، وهذا من وجهة نظره تقارب وتطبيق عملي للمعلومات التي يكتسبها من المقررات الدراسية، ورأى ان التدريب الميداني يدخل الطالب جو العمل الحقيقي من خلال اكتساب خبرات جديدة وكيفية تطبيق ما تم تعلمه من مواد التخصص وكذلك كيفية التعامل مع العملاء ويتوقع الاستفادة الاكبر من خلال الاستمرار في هذه التجربة، حيث يرى المساعدة مع العاملين بالجهة التي يتدرب بها من خلال تمهيد كل العقبات التي تقف امامه وتوجيه النصائح والفائدة له.
اما الطالبة مريم حيدر (تخصص ادارة مواد) فقد وجدت للتدريب الميداني دورا مهما لتأسيس وبناء الطالب وتهيئة له على العمل والاعتماد على النفس وان يدخل اجواء العمل بكل جدية والتزام، والتعود على المواظبة واحترام الوقت وكيفية التعامل مع الآخرين ومساعدتهم، اما عن توافق التخصص مع الجهة التي تتدرب بها فقد جاء رأيها محايدا حيث انه ترى ان هناك تقاربا بسيطا بينهما يجب على الادارات المسؤولة العمل على زيادته حتى تعم الفائدة.
اما الطالبة قبول العجمي (تخصص التأمين) فقد رأت ان التدريب الميداني من خلال العمل بدون مقابل ومن اجل الاستفادة العملية فقط جعل هناك فائدة كبيرة وهي كسر حاجز الخوف والرهبة من مباشرة العمل ومزاولته وتدريب الطالب عليه قبل التخرج ليساعده ذلك في حياته المستقبلية، والتوقيت الزمني مناسب حيث فترة الصيف لا تتعارض مع اعمال او مقررات اخرى تزاحمها في الوقت والمجهود، ولكن لم تر تطابقا بين ما تتم دراسته وما تأخذه ورأت انه يجب الانتباه الى هذه النقطة من قبل الادارة بحيث يكون التدريب الميداني متاحا لكل الطلاب وتكون جهة التدريب بنفس تخصص الطالب لكي يكون انجازه وانتاجه اكثر وخبرته تزداد اكثر ليستفيد ويفيد مجتمعه.
أما الطالبة دلال شاكر فتجد ان التدريب العملي لا يطابق دراستها في معهد الاتصالات والملاحة تخصص صيانة حاسب آلي، رغم ايمانها بأهمية التدريب الميداني في تطبيق المقررات الدراسية، وتقول كنت اتطلع لفترة التدريب الميداني بفارغ الصبر حتى اتعلم اساسيات العمل الفني خاصة ان تخصصي يعتمد اساسا على التطبيق العملي ولكن لم تسنح لي الفرصة، وترى ان الجمع ما بين الدراسة النظرية والتدريب الميداني في وقت واحد غير مجد لحاجة التدريب العملي الى فترة تفرغ وساعات عمل لا تقل عن 4 ساعات لاستيعاب العمل كما ان المواد النظرية بحاجة الى تركيز واستيعاب، خاصة ان الطالب يسجل بعدد من المواد الدراسية في الفصل الدراسي الواحد.
وتؤيدها الطالبة زهراء باسل من حيث صعوبة التنسيق ما بين الدراسة النظرية والتدريب الميداني في فصل دراسي واحد، تقول زهراء سأجد الصعوبة في التنقل ما بين الكلية وجهة العمل التي سأتدرب بها، كذلك قد يتضارب وقت العمل مع وقت المقررات الدراسية المطروحة في اوقات محددة في الجدول الدراسي والتي علينا اجتيازها للتخرج في الوقت المحدد لذلك.
وأما الطالبتان سعاد الفضلي وآلاء رجب فقد اعربتا عن سعادتهما بالعمل الميداني في احد ادارات التطبيقي لارتباط العمل بمحتوى المواد الدراسية الذي تلقينه اثناء الدراسة في السركرتارية والادارة المكتبية فتقول سعاد التدريب الميداني علمني كيفية ارسال الفاكسات وتلقيها والرد عليها بالكتابات الرسمية واستخدام برامج الكمبيوتر في العمل ولهذا لن احتاج لتدريب عملي حينما اباشر العمل بعد التخرج بينما ترى آلاء ان التدريب الميداني يهيئ الطالب للعمل مباشرة بعد التخرج من خلال الاحتكاك بالموظفين، اما بالنسبة للمشرفين القائمين على التدريب الميداني فاضافت «وجدت تجاوبا كبيرا من طاقم سكرتيرات الادارة في الاجابة على اسئلتي وتعليمي استخدام برامج الكمبيوتر وجهاز الفاكس، كذلك حرص المشرف على التدريب الميداني على التزامنا بساعات الدوام بالحضور وبالانصراف.
وحول توجه الهيئة لطرح التدريب الميداني طوال العام الدراسي قالت سعاد «اؤيد هذا النظام كون التدريب الميداني يساعد على فهم المواد الدراسية كما يكسر روتين الدراسة اليومية».
صعوبة التنسيق
اما الطالبة يسرى الكروف تخصص سكرتارية فتجد ان فترة التدريب تطابق الدراسة النظرية من خلال التطبيق العملي، وترى ان المسؤول متجاوب معها في تعليمها وتعريفها بأمور العمل، ويحرص على التزامنا بموعد الحضور والانصراف.
اما بالنسبة للطرح الجديد في جعل التدريب الميداني طوال العام الدراسي فهي لا تؤيده لصعوبة التنسيق بين الدراسة والتدريب في وقت واحد حيث يحتاج كل منهما لتركيز واستيعاب كبيرين.
واتفق رأي الطالبتين شهد الحميداني وروان الصرعاوي، تخصص صيانة حاسب آلي من معهد الاتصالات والملاحة على ان التدريب الميداني لا يتطابق مع ما تم تعلمه في المقررات الدراسية، فالتدريب العملي المناسب لتخصصهما هو صيانة اجهزة الحاسوب والتي تتطلب مهارة فنية وبحاجة لتدريب عملي ومستمر.
أما الطالبة زينب ماتقي تخصص سكرتارية وادارة مكتبية فترى ان التدريب الميداني يهيئ الطالب للحياة العملية بعد التخرج من خلال التطبيق العملي لما تم تعلمه في مقررات التخصص، موضحة ان «التدرب في ادارات الهيئة ممتع فالكل مستعد ولديه الرغبة في التدريب وتقديم المعلومة لاي استفسار»، مشيرة الى ان التدريب الميداني يجب الا يقتصر على فصل التخرج فقط بل يكون في جميع الفصول الدراسية ومقترنا بالدراسة النظرية حتى يتم الفهم والاستيعاب الجيد للمادة الدراسية.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )