آلاء خليفة
تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، افتتحت جامعة الكويت صباح امس الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لمجلس اتحاد الجامعات العربية، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة بالإنابة فهد اللميع، ووزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح فضلا عن عدد كبير من الوزراء وكبار الشيوخ والشخصيات، وبحضور مدير جامعة الكويت د.عبدالله الفهيد وعمداء الكليات.
في البداية، ألقى مدير الجامعة د.عبدالله الفهيد كلمة جاء فيها: انه بمبادرة سامية من صاحب السمو الأمير، استضافت الكويت يناير الماضي القمة العربية الاقتصادية والتي جاءت نتيجة للجهود الخيرة التي بذلها صاحب السمو الأمير، والتي نبعت من إحساسه القومي الأصيل، وإيمانه بأهمية العمل العربي المشترك، وقد كانت مشاركة هذا العدد الكبير من رؤساء وقادة الدول العربية في هذه القمة ونجاحها في تحقيق الاهداف المنشودة منها لدليل واضح للعيان لا لبس فيه على المكانة الرفيعة التي تحتلها الكويت في العالم العربي نتيجة للسياسة الحكيمة لصاحب السمو، والتي أثمرت بالتوصيات التي خرجت بها هذه القمة لتحقيق رغبة صاحب السمو المخلصة في جمع الصف العربي، وتوحيد كلمته وانطلاق مسيرة التكامل الاقتصادي العربي لخدمة ورعاية الشعوب العربية في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
وقال: لا يسعني الا ان أنتهز هذه الفرصة يا صاحب السمو لأرفع إلى مقامكم مرة اخرى تحية إجلال وتقدير على مبادرتكم هذه، وما بذلتموه من جهود مخلصة في سبيل انجاح هذه القمة الاقتصادية التي ستعود بالخير ان شاء الله على الأمة العربية جمعاء.
قناعة راسخة
واضاف: انه من هذا المنطلق القومي العربي الاصيل، ومن القناعة الراسخة في ان رفعة الأمة العربية ونهضتها تكمن في وحدة صفها وتوحيد جهودها، وايمانا من صاحب السمو بأهمية تفعيل دور الجامعات العربية في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، وذلك من خلال قيامها بإعداد المواطن العربي الصالح القادر على خدمة وطنه وأمته العربية والمزود بآخر ما توصل اليه العلم الحديث من معارف، والمحافظ على تراث أمته الثقافي والحضاري والمتمسك بالمبادئ والقيم النابعة من ديننا الاسلامي الحنيف ورسالته الخالدة، لهذا كله فقد تكرم صاحب السمو الامير بالموافقة على رعاية المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الـ 42 التي تعقد في رحاب جامعة الكويت بمشاركة اكثر من 160 من رؤساء ومديري الجامعات العربية.
واضاف الفهيد: ان الجامعات العربية مطالبة في الوقت الراهن اكثر من اي وقت مضى بالقيام بتطوير وتحديث مناهج الدراسة فيها وكذلك اساليب التدريس لتواكب ركب الجامعات المتقدمة، وذلك من خلال تطبيق التقنيات الحديثة والاهتمام بجودة ونوعية التعليم، وتزويد طلبة الجامعات بأحدث علوم العصر والتكنولوجيا، وكذلك على الجامعات العربية الاهتمام بالبحث العلمي وتوفير الدعم المالي والمادي للعلماء والباحثين من خلال تجهيز المختبرات العلمية الحديثة وتزويد المكتبات بآخر المطبوعات والنشرات والدوريات، وتيسير مشاركة أساتذة الجامعات في المؤتمرات العلمية والمهنية ليتواصلوا مع العلماء والاساتذة في الجامعات الاخرى حتى يستمروا في مسيرة العطاء، وحتى يكونوا متميزين في تدريسهم، فضلا عن ذلك، فإنه لابد من التأكيد على دعم الحرية الاكاديمية سواء في قاعات الدراسة أو في البحث العلمي.
وقال ان العلم وحده لا يكفي، اذ لابد من تربية الاجيال المقبلة تربية صحيحة من خلال غرس وتعزيز مفاهيم الانتماء والولاء لهذه الامة المجيدة، خصوصا الآن في ظل حقبة العولمة وما يصاحبها من مجاذبات ـ لا تخفى على أحد ـ والتي قد تودي (لا سمح الله) اذا لم نلتفت اليها، الى ضياع وطمس الهوية العربية والاسلامية.
كما اكد ضرورة واهمية التخلق بآداب الاسلام وغرسها في نفوس الابناء والبنات من خلال اتباع الاسلوب الهادئ والهادف في الحوار والابتعاد عن التشنج في الطرح والتشدد في المواقف، والفجور في الخصومة، وبدلا من ذلك ليكن التسامح هو الاسلوب الحضاري الراقي مع من يختلفون معهم في الرأي، مع احترام حق الغير في ابداء آرائهم، وان نطبق جميعا طلبة واساتذة، صغارا وكبارا مقولة «الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».
وقال ان هذه المهمات لمن يعمل في مجال التعليم ليست بالمهمات السهلة، ولذلك استحق المعلم ما قيل في حقه:
«قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا»
ولكن ليس هناك خيار امامنا تجاه بلادنا وامتنا الا ان نبذل الجهد وعلى الله التكلان، وان نتذكر ان الله سبحانه وتعالى قد وعد كل من يعمل الخير ويسعى له بأن جهوده لن تضيع هباء، اذ قال في محكم كتابه الكريم (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا).
من ناحيته، ألقى رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الامنية ورئيس الدورة الحادية والاربعين لاتحاد الجامعات العربية، د.عبدالعزيز الغامدي، كلمة قال فيها: يشرفني ان اقف امام صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد في هذا الحفل البهيج، بصفتي رئيسا للدورة الحادية والاربعين لمجلس اتحاد الجامعات العربية لأعبر عن اعتزازنا برعاية سموه للدورة الثانية والاربعين.
وقال: بالامس رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعمال الدورة الحادية والاربعين لمجلس اتحاد الجامعات العربية، والتي استضافتها جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، التي يرأس مجلس ادارتها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، وبمؤازرة من اخوانه وزراء الداخلية العرب، وها هي الكويت كعادتها بموروثها الثقافي واصالتها العربية في دعم ومؤازرة العمل العربي المشترك تحتضن هذه التظاهرة العلمية العربية لتضيف بهذه الرعاية الكريمة مأثرة جديدة الى مآثر الكويت.
وقال د.الغامدي: اننا في عالم يموج بصراعات لا تقيم للحدود وزنا ولا للقيم معنى، تستهدف مقدرات الامة وثوابتها، فالمرحلة الراهنة هي مرحلة تحديات في العمل والبناء، والتخطيط والنماء، ولعل هذه النخبة من علماء الامة ومفكريها هم الاقدر على استشراف التحديات، والعمل على برمجة مناهج جامعاتنا وفق رؤى حصيفة، تتماشى مع المتغيرات والمستجدات، بما لا يخل بعقيدتنا وثوابتنا، بيد ان هذا يتطلب من جامعاتنا توظيفا مقننا للمعارف والتقنية الحديثة في اطار عالم تلاشت فيه حدود التباعد والغربة، ولا يتأتى هذا الا ببناء جيل قادر على استيعاب ابعاد التفكير وآفاق التطوير، فلا غرو ان العلاج يا صاحب السمو يكمن في العلم ثم العلم والفهم ثم الفهم للوقوف سدا منيعا امام فتن زلت فيها اقدام، وحارت فيها عقول وافهام، جانبت الوسطية والاعتدال، وغالت في العلو والتطرف، ولا مراء في ان الجامعات ورجال الفكر هم الاقدر على توطيد الامن الفكري وتجذير ثقافة الولاء والانتماء في مختلف شرائح المجتمع وتلكم وايم الله يا صاحب السمو هي رسالة الجامعات التي يجب ان تحرص على تطبيقها تحقيقا للامن بمفهومه الشامل.
واضاف: اننا نتطلع نحن مديري ورؤساء الجامعات العربية الى ان نكون عند مستوى طموحاتكم انتم واخوانكم اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وامراء الدول العربية في الارتقاء بجامعاتنا العربية، وفق استراتيجيات مدروسة كما وكيفا
من جانبه، قال امين عام اتحاد الجامعات العربية د.صالح هاشم ان القمة العربية الاقتصادية التي عقدت خلال شهر يناير الماضي على ارض الكويت تبنت في مطلع قراراتها واهتماماتها بكافة جوانب التنمية العربية الشاملة للألفية الجديدة، تفعيل دور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني العربية، ومباركة جهود القطاع الخاص العربي لدعم العمل العربي المشترك وتشجيع الاستثمار، والمشاركة في تنفيذ المشروعات، التي تبنتها هذه القمة، داعية الحكومات العربية الى تنفيذ خطة لتطوير التعليم في الوطن العربي خلال الفترة من 2009 الى 2019 على ان تعمل كل دولة على زيادة موازنة وزارات التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي لديها وتخصيص جميع الموارد اللازمة لها.
وأضاف ان اتحاد الجامعات العربية وهو الاقدم بين الاتحادات النوعية العربية يسعده ان يعقد مؤتمره الحالي على ارض الكويت، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الأمير ليؤكد ان استراتيجية عمله تتواءم في كل جوانبها، مع دعوة القمة العربية لتطوير التعليم العالي، وتعمل بكل دأب لتنفيذ برامج عمله، وتوجيهات قادة العلم فيه اعضاء المؤتمر العام للاتحاد، نحو تحقيق هذا الهدف السامي، باعتبار ان الانسان هو هدف التنمية ووسيلتها، وان الاستثمار في تأهيله وتدريبه هو افضل انواع الاستثمار، اذ على كفاءته وعطائه يتوقف نجاح مسيرة امتنا التنموية.
وقال لما كانت جامعاتنا هي امل امتنا في تخريج الطاقات البشرية الكفؤة المؤهلة القادرة على صنع التغيير نحو الأفضل، فإن تنسيق التعاون بينها وتطوير برامجها ومناهجها، والافادة من معطيات عصر الثورة الذي نعيشه وانماط هذا العصر التعليمية المتنوعة، وصولا الى تعليم يتصف بالجودة وتميز مخرجاته، هو السبيل الأمثل لتحقيق امل امتنا في تنفيذ قرارات قمتها الاقتصادية الاخيرة.
وانطلاقا من ذلك، ركزت الأمانة العامة للاتحاد عملها خلال العام الماضي ضمن مسارين متكاملين، تمثل الأول في انجاز مقر دائم للأمانة العامة للاتحاد، يضمن لها القدرة على الحركة، والتوسع في انشطتها وهيكلها وادارات تنفيذ سياساتها وبرامجها، والمسار الثاني العمل على اعداد جميع المتطلبات والآليات اللازمة، للتحقق من ضمان جودة التعليم الجامعي والعالي وتميز مخرجاته، في زمن، تحتدم فيه المنافسة في اسواق العمل على الكفاءات العالية، بمعايير عالمية فرضتها العولمة وسياسة الاسواق المفتوحة، وتعددت فيه انماط التعليم والتعلم نتيجة ثورة الاتصالات مما يفرض على مؤسساتنا وضع الضوابط والمعايير، التي تضمن الجودة لنتاج جامعاتنا وكفاءة خريجيها.
وزف د.هاشم بشرى الى الأساتذة رؤساء الجامعات العربية اعضاء المؤتمر العام بانجاز المقر الدائم الجديد للأمانة العامة للاتحاد، على ارض، خصصتها الحكومة الأردنية مشكورة في عمّان لاقامة هذا المقر، وبتمويل كامل من صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وانتقالنا منذ مطلع العام الحالي اليه.
ضمان الجودة
كما يسعدنا في مجال الاهتمام بنوعية التعليم وضمان جودته ان نعرض للمؤتمر ان مجلس ضمان الجودة والاعتماد في الأمانة العامة للاتحاد قد استطاع، وبفضل دعم وتعاون جامعاتنا الأعضاء، من انجاز ثلاثة أدلة مرجعية، تتضمن آليات ووسائل ضبط جودة التعليم، وتعميمها على الجامعات الأعضاء للانتقال الى مرحلة تقييم الأداء، ونحن الآن بصدد التعاون مع هيئات الاعتماد الوطنية، نناقش معا ونخطط، لانشاء مظلة عربية، تتولى هذه المسؤولية، في الوقت الذي نكثف فيه اتصالاتنا مع منظمة اليونسكو والمنظمات المعنية، لتفعيل اتفاقية الاعتراف المتبادل، بالشهادات الصادرة عن الجامعات العربية، لضمان قدرة خريجي جامعاتنا على الاعتراف بشهاداتهم على مدى الساحة العربية، سواء أكان لأغراض العمل او مواصلة التعليم.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )