محمد هلال الخالدي
تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد اقيم صباح امس حفل تكريم 176 متفوقا من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعام الدراسي 2007/2008 وذلك على مسرح كلية التربية الاساسية ـ بنات في منطقة الشامية.
ووصل موكب سموه الى مكان الحفل الساعة العاشرة والنصف من صباح امس، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح ومدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.يعقوب الرفاعي واعضاء الهيئة التدريسية.
وقد شهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وكبار الشيوخ ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح وكبار المسؤولين بالدولة وجمع غفير من اهالي الخريجين والمواطنين.
وبدأ الحفل بالسلام الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك القت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح كلمة قالت فيها إن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بجميع هيئاتها الادارية والتدريسية والطلابية ترفع الى مقام صاحب السمو الأمير أسمى آيات الشكر وأعظم معاني العرفان والامتنان لهذا الشرف الكبير حيث يتفضل صاحب السمو، عاما بعد عام، بتكريم المتفوقين والمتفوقات من خريجي الهيئة تأكيدا لنهج سموه الكريم في الاهتمام بالتعليم في وطننا العزيز.
واضافت ان هؤلاء المتفوقين والمتفوقات الذين احسنوا استثمار ما هيأه لهم وطنهم العزيز من امكانات طيبة وفرص مواتية للسبق والتميز في انجاز مهمتهم الدراسية على النحو المأمول لجديرون بشرف هذا التكريم السامي الذي يحظون به.
وقالت انني لأهنئهم بما حققوه من انجاز علمي وتفوق دراسي في هذه المرحلة المهمة من مراحل حياتهم، وانني لادعوهم الى الاخلاص في العطاء لهذا الوطن وإلى الابتعاد عن الطائفية ونبذ التعصب الديني والقبلي والسياسي، وان يجعلوا الحوار الهادف مع الآخر نهجا قويما لتبادل الفكر وتقدير مختلف الآراء ووجهات النظر وأن يشيعوا المحبة والسلام في ارجاء هذا الوطن وابناء الكويت التي احاطتهم بما لم تحط به دولة غيرها ابناءها من الرعاية والاهتمام وانه قد آن الاوان ليردوا للكويت بعض الجميل الذي يطوق اعناقهم، وان يتذكروا ان لا قيمة لهم دون وطنهم الكويت وان يكونوا اوفياء لكل من اسهم في تعليمهم وشارك في نهضة وطنهم، وان يواصلوا مسيرة التفوق والتميز بما تعودوا عليه من جد ومثابرة وبذل وعطاء.
واضافت في كلمتها ان اهل الكويت وهم يرون الامواج العاتية التي تحيط بسفينة وطنهم العزيز في خضم التغيرات المتلاحقة والتحديات والازمات العالمية المتعاقبة سواء السياسية او الاقتصادية أو الاجتماعية مطمئنون كل الاطمئنان يا صاحب السمو الى ان دفة القيادة في ايد متمرسة خبيرة وامينة ستقود سفينتهم وسيرتهم بمشيئة الله تعالى باقتدار الى بر الامان متجاوزة جميع الصعاب والتحديات التي تفرضها طبيعة التطور وتحتمها معطيات العصر.
بارك الله خطاكم يا صاحب السمو وحفظكم للكويت، وحفظ الكويت بكم دار امن وامان وعز وتقدم وازدهار، وهيأ لها كل الخير والفلاح وحفظها من كل مكروه وامدكم وسمو ولي عهدكم الامين بتأييده وعونه انه نعم المولى ونعم النصير.
ثم القى مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.يعقوب الرفاعي كلمته وجاء فيها: نرحب بكم يا صاحب السمو وانتم تخصصون من وقتكم الذي نعلم قدره، ساعة من اجل الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وهي تحتفل بأبنائها المتفوقين للعام الدراسي 2007/2008 فهذا الحضور والرعاية الحانية من قبل صاحب السمو تركز معنى شديد الأهمية للشباب المتفوق وللإنسان المتفهم هو ان القيادة في أعلى مستوياتها، بل بكل مستوياتها، تنقل رسالة حب ورسالة أمل ورسالة اعجاب وتشجيع.
وقال ان رسالة الحب والاعجاب هذه هي أعظم معنى يرسخ حب الكويت في قلوب أهل الكويت، فالكويت هي ملجؤنا الذي ليس بعده ملجأ، وحب الكويت والاخلاص لها هو مفتاحنا للخروج من الأزمات وهو طريقنا الذي يستعيد العافية ويملأ الروح بالأمل، فليست هذه الساعة يا صاحب السمو (ستين دقيقة) بل هي ستون فرصة لمراجعة النفس وشحن الشباب بطاقة من الحب والبذل الذي لا يعرف الأنانية، شحن الشباب بالرغبة الجديدة في صناعة الحياة الأفضل.
وأضاف: من أجل صناعة الحياة الأفضل على مستوى الهيئة يا صاحب السمو، فإننا نبشركم، اننا أنشأنا مكتبا تكون مهمته ضبط الجودة وتحقيق الاعتماد الأكاديمي طبقا للمعايير الدولية المعتمدة، ومن شأن هذا الإجراء ان يتيح الفرصة واسعة للطلاب، بل لأعضاء هيئات التدريس كي يستكملوا المستويات العالية من الدراسة في جامعات العالم لأن معايير التخريج ودرجات الجودة معترف بها خارج الكويت.
وفي هذا السياق نفسه عقدنا عددا من الاتفاقيات مع جامعات اجنبية وعربية وخليجية بغرض تعميق الخبرة الأكاديمية والتدريبية عبر الزيارات والبرامج المتبادلة.
كما اننا طورنا الكثير، من برامجنا ولم نزل، لكي تتوافق مع الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل فقد طورنا بعض الدبلومات الى درجة البكالوريوس لنستجيب لاحتياجات وزارة الصحة على سبيل المثال، كما طورنا بعض البرامج في كليتي الدراسات التكنولوجية والدراسات التجارية لتستجيب لاحتياجات الشركات والمؤسسات في ضوء مواصفات علمية خاصة، وستتيح مشاريعنا الإنشائية الحديثة التي توشك ان تكتمل الآن، ان نتوسع في هذا التطوير الذي نسعى اليه بتشجيعكم للهيئة وأبنائها، وما نجده من مؤسسات الحكومة من استجابة لمطالبنا وتعاون مع احتياجاتنا المختلفة، ووجه كلمة للمتفوقين قال فيها: لكم عندي بعد التهنئة كلمتان: ان شرف الكويت هو شرف نفوس رجالها والعاقل العاقل والوطني الوطني والمسلم المسلم لا يبيع شرف نفسه ليشتري شيئا اقل شرفا.
لا يخدعكم التخرج، فاستكملوا مسيرة العلم والخبرة، فالله لا يسره ان يكون معبودا لجماعات من الكسالى والمقلدين.
اعطوا الكويت جهدكم واخلاصكم كله، تعطيكم خيرها كله واعلموا ان كل شعارات الوطنية والوفاء، تسقط كلها امام تصرف واحد من مواطن يتناقض سلوكه مع هذه الشعارات.
ثم القت الطالبة حباري الضاحي كلمة المتفوقين والتي قالت فيها: نلتقي معكم وقد غمرت قلوبنا الفرحة وقرت عيوننا بتشريف الوالد القائد صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، اليوم نتطلع لغد مشرق ونحن نحظى بتكريم الانسان تحت قيادتكم يا صاحب السمو، حيث يمثل اهتمامكم بالعلم والدارسين وساما على صدر كل مواطن، وحافزا تنافسنا عليه طوال سنوات الدراسة، لنحظى بشرف تكريمكم، فمرحبا بكم يا صاحب السمو ابا حنونا وقائدا ورمزا للعزة والكرامة.
ندرك ان الوطنية انتماء فريد يرقى بصاحبه الى شرف التضحية بالمال والدم والروح، والوطن يعرف حقيقة حب ابنائه له بالافعال وليس بعذب الكلام لذا فاننا سنترجم تفوقنا الى سلوك عملي يدل ويبرهن على حبنا وتمسكنا به وسنمنحه خالص الولاء له ولولاة امرنا ونحافظ على امنه واستقراره وممتلكاته وثرواته.
وسنعمل على تنمية قيم التعاون والمشاركة التي جمعت ابناء الكويت على مر الزمن، تحية تقدير واعتزاز للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وادارتها العليا التي تعمل دوما لتذليل العقبات لابنائها الدارسين.
وباقة ورد معطرة نطوق بها اعناق اولي الأمر من الآباء والامهات الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل تلك اللحظة، جزاكم الله عنا احسن الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )