- الغنيم: تحديد دور المؤسسة التربوية في غرس بذور المواطنة الفعالة في وجدان الأطفال وعقولهم وسلوكهم
- الحمد: ضرورة تطوير المؤسسات التعليمية من أدائها لتنهض بمسؤوليات التربية الوطنية
محمود الموسوي
أقام المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج دورة تحت شعار «المواطنة الفعالة تبدأ من المدرسة»، خلال الموسم الثقافي الـ 21 اول من امس في الشامية، تحت رعاية وحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي احمد المليفي، ومشاركة عدد من المسؤولين في وزارة التربية، والشخصيات السياسية، والمهتمين بالشأن التربوي.
من جانبه، اشاد وزير التربية ووزير التعليم العالي احمد المليفي بأهمية اختيار القائمين على المركز العربي للبحوث التربوية لعنوان الموسم الثقافي التربوي الـ 21 والذي يربط بين دور المدرسة بالمواطنة الفعالة، مبينا ان المدرسة انحسر دورها في تحديد المواطنة للطلبة والطالبات من خلال الحقوق والواجبات.
داعيا الى ضرورة زرع المزيد من القيم والقدرات في نفوس جيل المستقبل ليميزوا بين الغث والسمين، مع حاجتهم الى الجرأة على التمرد، في ظل العولمة والثقافات المتنوعة، حيث لم يعد هذا الجيل مرتبط بالاسرة او المجتمع الداخلي.
ودعا المليفي الباحثين الى ايجاد الخطوات الاصلاحية لمساعدة الاجيال في المنطقة على مواجهة كل العمليات المدبرة لتدميره، وخير دليل على ذلك ما تمت مصادرته من كميات كبيرة من المخدرات من خلال مافيا هدفها الاول هدم المجتمعات بضربها لعمادها من الشباب.
وقال ان اختيار المركز العربي للبحوث لموضوع «المواطنة الفعالة.. تبدأ من المدرسة» انما يجيء في اطار ما نعهده منه بوصفه مؤسسة تربوية مميزة تواكب واقع ما نبحث عنه في مؤسساتنا التربوية.
مؤكدا ان وزارة التربية بالكويت قدمت جهودا متميزة في مجال تربية المواطنة، وركزت عليها في المنهج التعليمي، واثرت بها جوانب متعددة في البناء التعليمي، ومن ثم فإنها تشتمل على العلاقة بين الافراد والدولة، مع الامتثال والمواءمة بين الحقوق والواجبات، وهي تشتمل كذلك على ضرورة التزام المواطن بمسؤولياته تجاه وطنه.
واضاف «باختصار شديد ينبغي ان تتميز المواطنة بوجه خاص بولاء المواطن لوطنه، والتعاون مع الآخرين من اجل تحقيق الاهداف القويمة للدولة»، مشيرا الى ان ذلك لا يتحقق الا من خلال نظام تعليمي يعمل على توظيف المواطنة وغرسها في عقول ووجدان الناشئة، ويمتد بها في سلوكهم في عمق المجتمع.
وقال المليفي ان وظيفة المدرسة الاساسية تتطلب تحقيق النمو المتوازن للشخصية الانسانية المتكاملة، وذلك من خلال تربيته روحيا وجسديا ودينيا وتوجيهه وجهه صالحة، كما انها تستكمل دور المؤسسات المجتمعية الاخرى في تحقيق المواطن الصالح وبنائه على اسس قوية وسليمة، موضحا ان المواطنة الفاعلة يحب ان تبدأ من المدرسة، لأنها هي التي تنظم معرفة الابناء، وهي الشريان الوحيد لبقاء الفرد في المجتمع مواطنا يؤدي واجباته عن وعي، ويتحمل مسؤولياته الوطنية والمجتمعية والاسرية، لذا عدت المدرسة الداعم الاساسي لعمليات تكوين المواطن الصالح في المجتمع، فمن خلالها تبنى المجتمعات وتتقدم وتزدهر.
من جانبه، قال مدير المركز العربي د.مرزوق الغنيم انه منذ عشرين عاما انعقد الموسم الثقافي التربوي الاول، ليضيف بعدا جديدا الى دائرة نشاطات المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، المعني اساسا بالبحث العلمي، فكرا وممارسة وتطويرا وتقويما من خلال الاصدارات المنشورة دراسات وكتبا وادلة مرجعية وحقائب تدريبية ونحوها، ليستفيد منها الاختصاصيون والباحثون والطلبة، وغيرهم من المهتمين بالبحث والتطوير التربوي.
واضاف انه قد تم انشاء قناة اتصال مباشر بين المركز ووسطه التربوي والمتابعين لنشاطاته والمعنيين بنتائج عمله، حيث اتاح هذا البعد المضاف فرصة امام المركز، لابراز ما يرصده من قضايا العصر المتصلة بميادين الفكر والثقافة، والمشكلات المصاحبة للتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية، التي تنعكس بدورها على نظم التعليم ورسم سياساتها، وتؤثر بعمق على مؤسسات التعليم وادوار العاملين فيها، والقائمين على ادارتها، كما تظهر ذلك نتائج الدراسات والبحوث التي تصدرها مراكز البحث، وتنشرها وسائط التواصل والاعلام، بغية عرضها، وتحليل وتبادل الآراء حولها، وفهم حقيقتها وادراك دلالاتها، والخروج من رحلة البحث والتفكير والمناقشة البناءة بنتائج تساعد على الوصول الى فهم موضوعي للامور، وقدرة على تبين انسب الخيارات لمواجهة التحديات، وحل المشكلات وتحقيق مستويات اعلى في الاداء والنتائج.
واوضح ان المدرسة بصفتها مؤسسة اجتماعية وظيفتها الاساسية تنشئة الاطفال والشباب تنشئة سليمة تسهم في اكساب الطلبة معرفة اساسية حول الوطن، كما تستهدف مقررات التربية الوطنية بصورة خاصة اكساب الطلبة ثقافة عامة حول واجبات المواطنة واستحقاقاتها، سواء بالنسبة للافراد او المجتمع ومنظماته وجماعاته والدولة ومؤسساتها وهيئاتها.
بدوره، تطرق د.رشيد الحمد الى مفهوم المواطنة وحددها بمستويات ودوائر متعددة من العلاقات تبدأ من علاقة المواطن بمجتمعه المحلي، مرورا بالمجتمع العربي والاسلامي، وانتهاء بالمجتمع الانساني العالمي، وهذه العلاقة حيث امتدت اوجبت حقوقا وواجبات وتفاعلات محكومة بضوابط شرعية، واضاف: اذا كانت البشرية تعيش اليوم عصر العالمية في التفكير والعلم والمعرفة والازمات والانجازات والحقوق والواجبات والطموحات والقيم الانسانية، فإن ذلك يتطلب توعية الشعوب باننا نشترك في عالم واحد ومستقبل واحد.
وطالب د.الحمد بضرورة تطوير المؤسسات التعليمية من ادائها لتنهض بمسؤوليات التربية الوطنية، وتنطلق من مفهوم المنهج المدرسي الشامل او بمفهومه الواسع الذي يشمل كل عناصر المنظومة التعليمية التي تتضافر جميعها على تحقيق الاهداف العامة للتربية في الدولة بكل مكوناتها، مضيفا انه لابد من تزويد المعلم بالمعلومات والمعارف والخبرات التي تتصل بتنمية المواطنة حتى تتحقق بصورة ايجابية لدى المتعلمين.