آلاء خليفة
اكدت وزيرة الدولة لشؤون الاسكان والتنمية الادارية ووزيرة الصحة بالانابة د.موضي الحمود، ان منظمة الصحة العالمية حثت الدول الاعضاء على وضع وتنفيذ عدد من البرامج والاجراءات التي تتناسب مع الظروف الوطنية لكل دولة كجزء من السياسات العامة والبرامج المحفزة لسلامة الصحة على مستوى الفرد والمجتمع من خلال النظام الغذائي الصحي ومن خلال الحث على ممارسة النشاط البدني والحد من خطر الامراض المزمنة غير المعدية.
جاء تأكيد د.الحمود في كلمتها التي ألقتها صباح امس ممثلة لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، بمناسبة حفل افتتاح «المؤتمر العالمي الثامن للنشاط البدني والصحة العامة».
وأعربت د.الحمود عن سعادتها لعقد هذا المؤتمر العالمي للنشاط البدني والصحة العامة الذي تقيمه «اللجنة الوطنية الكويتية للنشاط البدني» وبمشاركة فعالة من كل من وزارة الصحة وكلية الطب جامعة الكويت ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وقالت ان الرعاية السامية لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد لهذا المؤتمر دليل راسخ على ما توليه القيادة السياسية في البلاد من اهتمام بالجوانب الصحية وسعيها الدؤوب لتعزيز الصحة والاطلاع على احدث المعلومات والتجارب والخبرات الصحية في هذا المجال الحيوي المتعلق بصحة المواطنين.
واشارت الى ان المؤتمر يحظى بمشاركة عدد كبير من المتخصصين في مجال النشاط البدني والصحة العامة من الاطباء والاخصائيين في مجالات التغذية والعلاج الطبيعي والتمريض، فضلا عن اساتذة التربية البدنية وغيرهم من المهتمين بمجالات الصحة والشباب والرياضة.
كما يستهدف بصورة أساسية تبادل المعلومات والخبرات والتأكيد على أهمية ممارسة الرياضة البدنية في الحد من معدلات الاصابة بالامراض المزمنة غير المعدية مثل امراض القلب والسرطان والسكري والامراض الصدرية التي ارتفعت معدلاتها عالميا نتيجة الميل الى الخمول وعدم ممارسة الانشطة البدنية، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية معدل الوفيات والمراضة والعجز الناتج عن ذلك بنحو 60% من اجمالي الوفيات و43% من العبء العالمي للمراضة.
كما لفتت د.الحمود الى ان المؤتمر يهدف ايضا لتعزيز هياكل البحث وبرامج الصحة العامة والنشاط البدني على مستوى السكان، والاطلاع على قاعدة الادلة والشواهد الخاصة بالنشاط البدني والصحة العامة ومشاركة السكان في برامج النشاط البدني والعمل على بناء القدرات الفعالة على مستوى النشاط البدني والصحة العامة وقياس وتقييم ورصد ومتابعة النشاط البدني للسكان على الاصعدة الوطنية والسكانية والاقليمية.
وفي تصريح للصحافيين على هامش المؤتمر اكدت وزيرة الصحة بالانابة د.موضي الحمود، اهمية المؤتمر العالمي الثامن للنشاط البدني والصحة العامة والذي أقامته مجموعة من المتخصصين والمهتمين بالصحة من كلية الطب ووزارة الصحة واللجنة الوطنية للنشاط البدني وغيرها من الجهات.
واشارت د.الحمود الى ان الهدف الرئيسي للمؤتمر يتمثل في تشجيع المواطنين والمقيمين على اتباع اساليب الوقاية للحفاظ على صحة ابدانهم، والتي تتنوع ما بين النشاط البدني والحركة والمشي، نظرا لأهمية تلك الانشطة في تقليل نسبة الاصابة بالامراض المستعصية، لاسيما بعد زيادة نسبة انتشارها في المنطقة أخيرا، وبشكل ملحوظ، ومنها امراض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسمنة، والتي يمكن تلافي الاصابة بها بواسطة اتباع التمارين الرياضية والنشاط البدني المنتظم، موضحة ان المؤتمر يهدف الى تشجيع ممارسة مثل تلك الأنشطة للحفاظ على سلامة اجسادنا.
وتابعت د.الحمود قائلة: ولا يمكن ان ننسى مساهمة منظمة الصحة العالمية في المؤتمر والتي تساهم لأول مرة بهذا النوع من النشاط في منطقتنا، متمنية للجميع الصحة والسلامة.
وعلى صعيد متصل أوعزت د.الحمود السبب وراء قلة النشاط البدني في وطننا العربي الى قلة الوعي بأهمية ممارسة النشاط البدني على الرغم من اننا اصحاب المثل العربي العريق الذي يؤكد على ان «درهم وقاية خير من قنطار علاج» ولكن مازالت أساليب الحياة المرفهة واستخدام السيارات وقلة المشي، تحول دون ممارسة الانسان للأنشطة البسيطة التي تمنع اصابة الفرد بالأمراض المزمنة.
من جهته، رئيس المؤتمر ورئيس اللجنة المنظمة د.جاسم رمضان قال: تم اختيار الكويت ضمن 4 دول في العالم بالاضافة الى روسيا، والبرازيل، وشيلي، لتنطلق بوضع خطط وطنية خاصة بالنشاط البدني اثناء فترة اقامة مؤتمر الشراكة لمنظمة الصحة العالمية، ومركز المراقبة والوقاية من الأمراض الأميركية، وعلماء ومؤسسات عالمية عدة حضرت هذا الاجتماع الذي عقد بمدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية في ديسمبر من عام 2006.
وقد تم اختيار الكويت لاعداد خطة وطنية واستراتيجية خاصة بالنشاط البدني تحث افراد المجتمع وشرائحه المختلفة على ممارسة هذا النشاط بشكل منتظم.
وما هذا التجمع العلمي الذي شمل انطلاقة هذا المؤتمر، وانطلاقة المقرر العلمي الخاص بالنشاط البدني والصحة العامة قبل يومين، الا نواة لعمل اللجنة الكويتية الوطنية بالتعاون مع القطاعات المتعددة في الكويت لتحقيق مثل هذا الهدف.
واشار د.رمضان الى ارتباط النشاط البدني وشدته وطبيعته بمجموعة من الأمراض العصرية المزمنة المتعددة، حيث أكدت التقديرات ان ما يزيد على 60% من اسباب الوفاة في المجتمعات الحديثة ارتبط بالمشكلات الصحية المتعلقة بهذه الأمراض المزمنة مثل: أمراض القلب والشرايين، والداء السكري، والسمنة وزيادة الوزن، والسرطان وغيرها من هذه الأمراض المزمنة.
ولقد قدرت حالات السمنة والبدانة لتصل معدلاتها الى اكثر من 70% من ابناء المجتمع الكويتي والتي تعتبر احد أعلى معدلات السمنة في العالم مع زيادة مخيفة في هذه المعدلات بين صغار السن تحديدا، واعتبارها كذلك من أحد ابرز اسباب الوفاة في هذا المجتمع.
وحسب التقديرات، فان ما يقارب 93% من اسباب الوفاة بالكويت عام 2005 كان بسبب امراض القلب المرتبطة ارتباطا وثيقا بزيادة الوزن، والتدخين، وانخفاض في معدلات النشاط البدني.
وقد سجلت بعض الاحصاءات الرسمية مخاوف صحية جمة، حيث زادت عمليات قسطرة القلب على سبيل المثال بمقدار ستة اضعاف خلال العشرين عاما الماضية، وارتفعت نسبة المصابين بالسكر الى ان وصلت الى ما يقارب 20% من اجمالي السكان البالغين، هذا بالاضافة الى ارتباط النشاط البدني ببعض امراض السرطان المنتشرة وكذلك دوره البارز في التغلب على الضغوط الاجتماعية والنفسية كأحد ابرز الأخطار التي تهدد حياة الانسان الصحية.
وعلى صعيد متصل، اكد د.رمضان ان هذا التجمع العلمي ما هو الا انطلاقة لتحقيق مشروع واستراتيجية شاملة للنشاط البدني تحقق الفائدة المرجوة وتركز على مجموعة من البرامج الساعية لتحقيقها تتمثل في اعداد وتصميم بعض البرامج الاعلامية، والتربوية، والعملية، والعلمية الأكاديمية.
ان هذه الجهود وهذه البرامج لا يمكن ان تتكامل وتحقق الهدف المرجو الا من خلال تعاون وتنسيق العديد من المؤسسات الحكومية، والأهلية، والقطاعات الأخرى والتي سيتم الاستفادة منها جميعا بما يخدم هذا المشروع.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )