محمد هلال الخالدي
أكد السكرتير الأول ونائب رئيس البعثة الديبلوماسية الأوزبكية في الكويت بختيار إريسوف على أصالة انتماء جمهورية أوزبكستان للثقافة الإسلامية لافتا إلى أن المسلمين فيها يشكلون ما نسبته 82% من عدد السكان البالغ 26 مليون نسمة، وذلك خلال محاضرة قيمة ألقاها في قاعة عبدالله العتيبي بكلية الآداب وبالتعاون مع الجمعية التاريخية ومكتب الدراسات التاريخية بالكلية وحضور مساعد العميد للشؤون الطلابية د.عبدالهادي العجمي وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلبة أمس الأول.
واستعرض إريسوف ملامح من تاريخ الجمهورية الأوزبكية من خلال كتاب «القيم المعنوية العليا: قوة لا تقهر» الذي ألفه رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف وتمت طباعته باللغة العربية في الكويت الشهر الماضي، حيث قال ان لأوزبكستان تاريخ عريق ولأجدادنا إسهامات حضارية وثقافية كبيرة ولكن التاريخ يصنعه أصحاب المصالح والقوى السياسية التي تحكم البلاد، ولذلك تم تشويه تاريخنا وتراثنا الإسلامي وتزوير الحقائق خلال فترة الحكم السوفييتي وسياستها الإلحادية، ولكن بعد حصولنا على الاستقلال تمكن عدد من علمائنا من مراجعة التاريخ وتدوين الحقائق وتقديم هذا التاريخ المشرف عن أوزبكستان بصورته المشرقة للعالم.
وأضاف ان تاريخ أوزبكستان القديم هو جزء من تاريخ العالم الإسلامي ونحن لا ننفصل أبدا عن تاريخ البلدان الإسلامية التي نرتبط معها بأواصر الدين والثقافة والعادات والتقاليد، وأكد أن حياة الشعب الأوزبكي المعاصرة مرتبطة أشد الارتباط بالماضي وبأسماء العلماء العظماء المنحدرين من أرض أوزبكستان التي كانت تسمى «بلاد ما وراء النهر» ومن أهمهم موسى الخوارزمي وأحمد الفرغاني والإمام البخاري والإمام الترمذي وابن سينا وأبو ريحان البيروني واسماعيل الجرجاني وبرهان الدين المرغاني ومحمود الزمخشري وأبو منصور الثعالبي وغيرهم الكثيرون.
وأضاف إريسوف أن العلاقة بين منطقة ما وراء النهر والبلدان العربية والإسلامية توطدت على أساس وحدة الدين والثقافة واللغة والعادات والطقوس الدينية.
وبين أن بلاد ما وراء النهر قد تعرضت عبر التاريخ لغزوات عديدة فاحتلت من قبل الفرس والمغول الذين استمر غزوهم قرابة 140 عاما إلى أن جاء القائد تيمور الذي شكل الجيوش وقادها وأخرج المغول من أرضنا وتم توحيد شعبنا وأعلن مدينة سمرقند عاصمة لدولته، وقد ساهمت جهوده في بناء علاقات طيبة مع الدول المحيطة وتطورت أوزبكستان على يديه كثيرا، وفي نهاية القرن الخامس عشر ظهر على الساحة التاريخية واحد من أعظم أحفاد الأمير تيمور وهو ظهير الدين محمد بابور الذي أنشأ الدولة البابورية في الهند ونشر فيها الدين الإسلامي. ومع ستينيات القرن التاسع عشر بدأت روسيا القيصرية باحتلال أراضي آسيا الوسطى إلى أن ضمت إلى الاتحاد السوفييتي بعد ذلك.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )