تحتفل جامعة الكويت اليوم بالذكرى الـ 48 لتأسيسها وافتتاحها رسميا في 27 نوفمبر عام 1966 على يد الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح ـ طيب الله ثراه ـ وسط احتفال كبير كان أشبه بالمهرجان الرسمي والعلمي والشعبي.
وأنشئت الجامعة بموجب القانون رقم 29 لسنة 1966 بشأن تنظيم التعليم العالي والقوانين الملحقة له ليتم افتتاحها رسميا بعد خمس سنوات من حصول الكويت على استقلالها وتحقيق سيادتها الكاملة.
وبدأ التفكير بإنشاء الجامعة عام 1960 حيث استقدمت وزارة التربية عددا من الخبراء تكونت منها لجنة مؤلفة من مدير جامعة أسيوط المصرية د.سليمان حزين والاستاذ بالجامعة الأميركية في بيروت د.قسطنطين زريق والأستاذ في جامعة كمبردج ايغور جينجز ودرست هذه اللجنة إمكانية إنشاء جامعة الكويت ورفعت تقريرا مفصلا الى مجلس الوزراء متضمنا توصياتها واقتراحاتها بخصوص المشروع.
وفي عام 1961 أنشئ مجلس موقت للجامعة بغية العمل على افتتاح الدراسة في شهر سبتمبر عام 1964 بكليتين احداهما للآداب والأخرى للعلوم وانتدبت وزارة التربية د.عبدالحليم منتصر ليكون مديرا للجامعة واستمر في عمله حتى عام 1963 وخلال إقامته في الكويت أعد الكثير من الدراسات عن إنشاء الجامعة والمتطلبات اللازمة لها.
وفي سبتمبر عام 1965 استقدمت وزارة التربية لجنة برئاسة وكيل وزارة التعليم العالي في مصر حينذاك د.عبدالفتاح إسماعيل وباشرت اللجنة عملها بمعاونة فريق من رجال التعليم وغيرهم بالكويت حتى انتهت دراستها إلى تحقيق أهداف مجلس الوزراء بإنشاء كليتين تضمان من الأقسام العلمية ما يكفل الاستجابة للحاجات الملحة للمجتمع الكويتي من المدرسين والمدرسات وفي الوقت ذاته فإن هاتين الكليتين تمثلان حجر الزاوية في أية جامعة من جامعات العالم.
وهكذا تقرر إنشاء جامعة الكويت من كليتين إحداهما للعلوم والآداب والتربية وأخرى كلية البنات الجامعية وصدر المرسوم الأميري في أبريل عام 1966 بالقانون رقم 29 من عام 1966 لتنظيم التعليم العالي.
وتم افتتاح جامعة الكويت في أكتوبر عام 1966 بتأسيس كلية العلوم والآداب والتربية وكلية البنات الجامعية وكان قوامها 418 طالبا وطالبة و31 عضو هيئة تدريس، وفي 27 نوفمبر من العام ذاته تفضل الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح بالتدشين الرسمي للجامعة لتشكل رافدا مهما في التعليم العالي في وطننا العزيز الكويت.
وشهدت جامعة الكويت توسعا كبيرا في عدد كلياتها العلمية فبعد صدور المرسوم الأميري رقم 307 لسنة 2013 بإنشاء كلية الصحة العامة بمركز العلوم الطبية بجامعة الكويت والمرسوم الأميري رقم 308 لسنة 2013 بتعديل اسم كلية البنات الجامعية بجامعة الكويت ليصبح كلية العلوم الحياتية أصبحت تضم 17 كلية علمية وإنسانية.
وتعتبر جامعة الكويت واحدة من أعرق المؤسسات التعليمية الحكومية التابعة لوزارة التربية ووزارة التعليم العالي التي تعمل تحت إشراف مجلس الجامعة الذي يرأسه وزير التربية ووزير التعليم العالي، وحصلت بعض كليات الجامعة على الاعتماد الأكاديمي العالمي وتقدم برامج معتمدة في العلوم والإنسانيات على مستوى الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه.
وفي بادرة حملت كل معاني الوفاء والعرفان أمر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بإطلاق اسم الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح على المدينة الجامعية بالشدادية لتكون تسميتها (مدينة صباح السالم الجامعية).
وعلى مر السنوات تشهد جامعة الكويت نموا تدريجيا في أعداد الطلبة وأعداد هيئة التدريس ويبلغ عدد الطلبة المقيدين في جامعة الكويت للعام الجامعي 2014/2015 تحديدا 38648 طالبا وطالبة أما أعضاء هيئة التدريس فيبلغ عددهم 1565 عضوا.
وتسعى جامعة الكويت باعتبارها مؤسسة تعليمية رائدة ومتميزة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي الى تقديم تعليم متميز والمساهمة في إنتاج المعرفة وتطويرها ونشرها وتأهيل الموارد البشرية لتحقيق أهداف التنمية واحتياجات المجتمع.
ويتركز مضمون رسالة الجامعة في المساهمة بإعداد ثروة بشرية متميزة بمعرفتها تفي باحتياجات الدولة التنموية وتواكب متطلبات العصر الحديث من خلال الجودة في التعليم العالي والتميز في البحث العلمي والارتقاء في خدمة المجتمع.
ويعد التطوير الأكاديمي الهدف الجوهري لجامعة الكويت لبلورة البرامج والتخصصات في جميع المجالات وتقديم عدد كبير من الخيارات للمجتمع الطلابي المتنامي لفتح الأبواب أمامه لتحقيق أهدافه وتطلعاته عبر مختلف الكليات والأقسام العلمية، إضافة إلى ذلك تتم توسعة برامج ودراسات الماجستير والدكتوراه لإتاحة الفرصة أمام الطلبة لاستكمال دراستهم العليا وأبحاثهم.
وتسعى جامعة الكويت ومنذ إنشائها للوصول إلى التميز في مستوى البرامج الأكاديمية بهدف تحقيق أهداف التنمية واحتياجات المجتمع ويعد برنامج الاعتماد الأكاديمي أحد الأدوات المهمة لدعم وتعزيز برامج التعليم العالي وتحقيق التميز على المستوى العالمي وتتم عملية المقايسة للمعايير العالمية المتبعة في الجامعات المرموقة من خلال مؤسسات الاعتماد الأكاديمي.