آلاء خليفة
رست سفينة الانتخابات وتشكل مجلس 2009 بتغييرات كبيرة وتاريخية وصلت فيها المرأة الكويتية الى الكرسي الاخضر وحجزت 4 مقاعد في المجلس، ومن خلال الانتخابات يمكن القول إن الروح الشبابية هبت رياحها في الكويت ووجدنا رغبة شبابية جامحة للتغيير واختيار الافضل، وهذا ما لاحظناه في الوجوه التي وصلت للمجلس والتي كانت معظمها من الشباب، ولأن التعليم هو المحور المفصلي لتحضر وتقدم الدولة فقد أثرنا قضية التعليم الجامعي ودوره في تعزيز مفاهيم المواطنة، جمعنا فيها طلبة وطالبات من مختلف كليات الجامعة، شباب كويتي لا ينتمي لتيارات او احزاب او قبائل او طوائف بل شباب وضعوا مصلحة الكويت نصب أعينهم وحاولوا جاهدين تحقيق الافضل للكويت، فعلى اختلاف طبيعة دراستهم في كليات العلوم الادارية والعلوم السياسية والاعلام والاجتماع والخدمة الاجتماعية والطب المساعد وعلم النفس الا ان ما جمعهم هو حب الكويت وتحقيق مصلحة الوطن.
النائب د.سلوى الجسار تبنت عقد الندوة إيمانا منها بأهمية موضوع الندوة وكونها من أشد المنادين بالاهتمام بفئة الشباب. وفيمايلي التفاصيل:
المحور الأول: تقييم الحالة السياسية بالكويت
ناصر بورسلي: ان الحالة السياسية في الكويت عبارة عن تأزيم وتخبط في علاقة السلطتين بعضهما البعض، والتي أثرت على الجوانب التعليمية في الدولة، فالدولة ترفض قبول طلبة كويتيين للدراسة بجامعة الكويت وفي المقابل فإنها تنفق مليارات على مشاريع تعليمية بدول اخرى بدلا من بناء جامعات بالكويت حتى يتم استيعاب اعداد الطلبة، متابعا: ويحز في خاطرنا ان شعوب العالم تنعم بخير الكويت والكويتيون محرومون منه.
علي الابراهيم: الطامة الكبرى بجامعة الكويت هي دخول التيارات السياسية الخارجية داخل الجامعة، وليس فقط على مستوى الانتخابات الطلابية وانما الكثير من الدكاترة محسوبون على تيارات معينة بما يوقع الظلم على الطلبة نتيجة تسييس بعض اعضاء هيئة التدريس للتعليم الجامعي، وانتشرت القبلية والطائفية داخل اسوار الجامعة بما يؤثر على مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة، ان مسؤولية التأزيم السياسي تقع على السلطتين معا التشريعية والتنفيذية، واستغرب كثرة الاستجوابات حتى بات سقوط سقف احدى المدارس يقدم به استجواب لوزيرة التربية وفي المقابل فانه يفترض ان تنجز الحكومة الكثير من القوانين والبرامج التنموية التي تفيد المواطنين.
عبدالرحمن الدخيل: الحكومة هي السبب الرئيسي وراء حالة التأزيم كونها السلطة التنفيذية ويفترض ان تنفذ مشاريع الدولة، كما ان المجلس يتحمل المسؤولية نظرا لما يقوم به من ترهيب لأعضاء الحكومة.
عبدالعزيز اسماعيل: المشاكل السياسية تؤثر على طلبة جامعة الكويت، وحل المجلس واستقالة الحكومة توقف التنمية في الدولة، وبحكم دراستي فإنني اتدرب تدريبا ميدانيا في المستشفيات واحزن عندما ارى انه لم تبن مستشفيات حكومية منذ قديم الأزل، ونحن احيانا نتدرب في الكلية على اجهزة غير متوافرة في مستشفياتنا، وآسف لتدني الخدمات الصحية في الكويت بالآونة الاخيرة نظرا لانشغال اعضاء السلطتين بالخلافات الشخصية واهمالهم لمشاريع التنمية وتحسين البنية التحتية في الدولة.
نورة الشراح: الكثير من الناس في الكويت كانوا يخافون من تجربة العنصر النسائي في الانتخابات، ولكن في الفترة الحالية تغيرت الصورة تماما واصبحت هناك رغبة عارمة في ايصال النساء الى مجلس الامة، وهذا ما تحقق فعلا بوصول 4 من خيرة نساء الكويت الى قبة البرلمان، ويظلمون النساء بأنهن ناقصات عقل ودين وان عضوية مجلس الامة ولاية عامة وغيرها من الامور التي اثيرت، ولكن في المقابل فهناك الكثير من نساء الكويت أثبتن قدراتهن وكفاءتهن في الكثير من المناصب القيادية في الدولة وتمكن من تحقيق طموحات الشعب الكويتي، بالاضافة الى ان الكثير من الرجال يصلون الى المجلس ليس بكفاءة او قدرة او فكر وانما بالقبلية والطائفية والانتخابات الفرعية والتي اصبحت «عيني عينك»، ولقد توقعت وصول امرأتين او ثلاث في مجلس 2009، وبفضل الله وبوعي الشعب الكويتي رجالا ونساء وصلت للمجلس 4 شمعات سيضئن قبة عبدالله السالم نظرا لان الشعب الكويتي اراد ايصال الكفاءات من الرجال والنساء الى المجلس وتحقق للشعب ما أراد.
حنان العثمان: إن كثرة حل مجلس الامة ترجع لعدم وجود تغيير في الوجوه ووصول نفس الاشخاص، واصبحت العلاقة بين اعضاء السلطتين شخصانية قائمة على تصيد الاخطاء وتقديم الاستجوابات بشكل تعسفي، ولكن مجلس 2009 شهد الكثير من تغيير الوجوه التي نتمنى ان تكون بداية جديدة لكويتنا الحبيبة نحو الاصلاح والتطوير وحملت العثمان المسؤولية لمجلس الامة، فالحكومة تتعاون مع اشخاص لهم افكار ومشاريع ولكن الاعضاء السابقين كانوا يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية ولا يخدمون الدولة والمواطنين، املة ان يكون اعضاء وعضوات مجلس 2009 يحققون الخير للكويت.
بشاير الرفاعي: اللوم يقع على الحكومة والنواب معا، ولكن اللوم الاكبر يتحمله النواب لانه في الكثير من المجالس السابق كان أداء الحكومة سيئا ومع ذلك سارت الامور ولم يتم حل المجلس ولكن نواب مجلس 2008 استقصدوا وبشكل شخصي رئيس مجلس الوزراء واصبحت هناك مزايدات، وهي ليست خلافات بين المجلس والحكومة فحسب انما خلافات داخل الاسرة الحاكمة ولابد من احتواء الخلاف بين ابناء الاسرة.
وكنت اتوقع حقيقة المرأة ستصل الى المجلس نظرا لارتفاع الوعي بين المواطنين الكويتيين وحرصهم على التصويت للأفضل والأكفأ، وارى في د.سلوى الجسار خير مثال فقد حصلت على 1513 صوتا نسائيا و673 صوتا من الرجال وهي نسبة لا يستهان بها لاسيما في الدائرة الثانية وأعتبرها انجاز 2008، وهذا في تجربتها في انتخابات 2008 اما في انتخابات 2009 فتمكنت د.سلوى الجسار من الوصول الى مجلس الامة وحصلت على كرسي برلماني في مجلس الامة بحصولها على 4776 صوتا بفارق اصوات كبير عن الانتخابات السابقة وهذا الانجاز يحسب لجميع نساء الكويت القادرات على خدمة وطنهن بجد واخلاص.
قلب الموازين
منال السابج: ان النساء انفسهن لم يساعدن المرأة على الوصول الى مجلس الامة في مجلس 2008 وكانت ثقتهن معدومة في النساء ويعتمدن على الرجال بشكل أكبر، مستغربة من تدني لغة الحوار والنقاش بين النواب واعتمادهم على الصراخ، ولكن انتخابات مجلس 2009 جاءت وقلبت جميع الموازين واصبحت هناك رغبة قوية نسائية ورجالية في ايصال المرأة للمجلس وبالفعل تمكنت المرأة من الوصول وعن جدارة فلهن كل التقدير والاحترام والامنيات بالتوفيق.
فاطمة الحليل: اللوم يقع على الحكومة والمجلس، مستغربة من إلقاء كل طرف بالمسؤولية على الطرف الآخر، والضرر بالنهاية يقع على الكويت والكويتيين، املة ان يكون مجلس 2009 مجلس التغيير، مجلس يرسم مستقبل ابناء الكويت نحو الافضل، مجلس حل المشاكل التعليمية والصحة والبيئية والاقتصادية وغيرها من الامور التي تؤرق المواطنين ولن يتحقق ذلك الا من خلال التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
المحور الثاني: دور التعليم الجامعي في تعزيز مفاهيم الولاء والانتماء والمواطنة
نورة الشراح: بحكم تخصصي في الخدمة الاجتماعية فنحن من أشد المتفاعلين من الناس، واساتذة القسم يحرصون على الجانب العملي اكثر من النظري ونتدرب في اماكن مختلفة، ونحن كطلبة نبدي رأينا بكل حرية ونقدم المقترحات ويأخذ بها الدكاترة، ومن الدكاترة «الزين» و«الشين» وبعضهم كتاب ببعض الصحف ولا يعملون بما يكتبوه في مقالاتهم، ومن جانب آخر هناك دكاترة يبخسون حق الطالب في الدرجات بما يجعل الطالب يشعر بالصدمة.
وبالنسبة للوعي السياسي هناك بعض الدكاترة يتحدثون عن الانتخابات البرلمانية في محاولة منهم لرفع الوعي السياسي بين الطلاب والطالبات ويستمعون الى آرائنا.
فاطمة الحليل: الظلم هو سيد الموقف داخل الجامعة نظرا لظلم بعض الدكاترة للطلبة في الدرجات، وبالنسبة لي كطالبة في كلية البنات فالكلية لا تقدم اي انشطة تعزز بداخلنا روح المواطنة والانتماء، فالكلية تعتمد على التحصيل العلمي ولا تقدم اي دور في قضية رفع الوعي السياسي للطالبات.
منال السابج: بحكم دراستها في قسم الاعلام فإن الدكتور الذي يدرسهن مادة مدخل علاقات عامة يحضر مقالات من صحف مختلفة ويأخذ رأيهن في محتوى المقالة ويشجعهن على معرفة ما يدور من حولهن من احداث ومن ضمنها الاحداث السياسية، وهناك دكاترة يطلبون منهن الذهاب للمقارات الانتخابية وكتابة رأيهن بما يحدث داخل تلك المقارات.
حنان العثمان: الدكاترة بجامعة الكويت لا يهتمون برفع الوعي السياسي بين الطلبة، ولكن كديموقراطية وحرية الرأي فهي متوافرة داخل القاعات الدراسية، والواسطة منتشرة داخل الجامعة والدكاترة لا يقدرون الطلبة المجتهدين، فالتعليم الجامعي معزول عن حياتنا العامة والاحداث التي تدور حولنا، ويبقى الامر بيد الطالب من خلال تثقيف نفسه سياسيا.
بشاير الرفاعي: طرق التدريس تعتمد على الدكتور نفسه، فهناك دكاترة يعتمدون على الطرق الحديثة والتكنولوجية في التعليم، والبعض الآخر مازالوا متمسكين بالطرق القديمة التقليدية على الرغم من وجود المعدات الحديثة بالجامعة ولكن لا يستخدمها الدكاترة.
وبحكم دراستي في قسم العلوم السياسية، فوجدت ان كل دكتور يتبع تيارا سياسيا ويدعمه ما عدا دكتورا واحدا نحترمه كثيرا فهو تابع لتيار معين وكاتب بجريدة تابعة لتيار معين ولكن عندما يدخل القاعة الدراسية يترك انتماءه وتياره خارج القاعة، اما بقية الدكاترة فيوزعون الدرجات على الطلبة بناء على قبائلهم وتياراتهم، وهناك دكتور بكلية اخرى يوزع الطلبة داخل القاعة وفقا للقبيلة التي ينتمون لها، كما ان هناك دكتور آخر يوزع الطالبات بالقاعة ويقيمهم على شكلهم وليس على ادائهم ويقول الجميلات بالصف الأمامي و«الجياكر» في الخلف.
ولكن كلمة حق فان جميع دكاترة قسم العلوم السياسية دون استثناء يعطون الطالب الحرية في التعبير عن رأيه فهناك ديموقراطية في هذا الجانب ماعدا دكتور اسلامي لم يكن يحترم رأي الطالب. من جهة أخرى، فلا توجد موضوعية في الشرح بين الدكاترة وكل دكتور يدعم التيار الذي ينتمي اليه، وان كان ذلك الأمر غير مرض من الناحية الشكلية بالنسبة لنا كطلبة، فكان الأمر مفيدا نوعا ما كوننا نستمع لأكثر من رأي وبالتالي نتمكن من الحكم على جميع التيارات بما يرفع الوعي السياسي لدينا، ويجعلنا لا نتبع تيارا معينا ونتبع أفكار جميع التيارات.
عبدالرحمن الدخيل: لا اعتقد ان وظيفة الدكتور الجامعي ان يوعي الطالب من الناحية السياسية، والتعليم الجامعي يهيئ الطالب للعمل في مجال تخصصه ولكن لا يهيئنا للعمل السياسي، فالميول السياسية تعود للطالب نفسه وميوله وقدرته على تثقيف نفسه.
علي الإبراهيم: نحن نحاسب النواب بعدما يذهبون لقبة عبدالله السالم من خلال اللقاءات والديوانيات، وهذا دور الناخب في محاسبة النواب على أدائهم بمجلس الأمة.
وحول مشاركة الطالبات في الانتخابات الطلابية فإنهن يشكلن 50% ويشاركن في جميع كليات الجامعة ويعملن بشكل ايجابي ولهن كلمه في العمل النقابي داخل أسوار الجامعة، وفي الواقع فانه لابد من وضع اسلوب معين لمحاسبة الدكاترة بالجامعة، بالإضافة الى ضرورة زيادة المواد الحياتية ضمن المناهج الدراسية الجامعية، كما انه لابد من تطوير المناهج وتعديلها.
وفيما يخص حقوق الطلبة فان هناك لوائح جامعية تكفل حق الطالب وتوضح له حقوقه وواجباته داخل الجامعة، ونتمنى تفعيل دور المرشد الاكاديمي في جميع كليات الجامعة.
ناصر بورسلي: هناك ظلم كبير بجامعة الكويت، فقد قدمت تظلما ضد دكتور ورفعته الى عميد شؤون الطلبة والغريب في الأمر انهم جعلوا الدكتور الذي قدمت ضده التظلم هو من يحكم اذا كنت انا صاحب حق ام لا؟، ومن وجهة نظري فإن بعض الدكاترة يساهمون في رفع الوعي السياسي عند الطلبة من خلال الحديث عن الاحداث السياسية في المحاضرات، وبحكم دراستي في قسم التمويل فان بعض الاساتذة يربطون المحتوى الدراسي والعلمي بالعملي، وبما يدور في البنك المركزي وقانون الاستقرار المالي وغيرها من الأمور التي تطرأ على الساحة الكويتية من احداث.
عبدالعزيز اسماعيل: لابد من إعادة النظر في اللوائح والقوانين الجامعية للحفاظ على حقوق الطلبة والدكاترة، وبحكم دراستي بالطب المساعد فان معظم دكاترتنا ليسوا كويتيين او عربا وبالتالي فلا يوجد مجال للمناقشة حول الامور السياسية بين الطالب والدكتور.
د.سلوى الجسار: هناك الكثير من المعاناة في قطاع التعليم ولابد من اصلاح التعليم بشتى الطرق، وامام مسؤولية قيادة مبادرة وطنية صادقة لتعزيز الوطنية والقيم وعدم قبول المهاترة والتخلي عن المسؤولية.
انا لست ضد التطوير والتحديث وانما ضد التعليم الذي يعتمد على «القص واللزق»، مطالبة بفصل وزارة التربية عن وزارة التعليم العالي.
الكويت تملك جامعة حكومية واحدة «يتيمة» تضم اكثر من 19 الف طالب وعلى الرغم من الامكانيات التي تتمتع بها الجامعة وما تضمه من قيادات متميزة الا ان تسييس التعليم عاد به الى الوراء.
وانا مستاءة لقرار رفع الرسوم بالمدارس الخاصة بالكويت الى 50%، لان ذلك بسبب عدم وجود ثوابت ولوائح حق ولي الأمر حتى اصبح التعليم تجارة.
والتعليم يجب ان يعتمد على الدراسات البحثية العلمية من خلال التنسيق والترابط بين مؤسسات التعليم المختلفة. ووعدت د.الجسار بتنفيذ رؤيتها التي تؤكد على ان التعليم قضية مهمة، لأنه المستقبل لتنمية الإنسانية.
ويجب تدعيم مقومات الإدارة الرشيدة في المؤسسات الحاكمة واستنهاض قيم المواطنة الصالحة لدى الأفراد بهدف توجيه جميع الموارد البشرية والمادية لبناء مجتمع ديموقراطي يقوم على مبدأ تكافؤ الفرص ويسير في طريق التنمية ويحقق الرفاهية للمواطنين والمقيمين من خلال استغلال كل الامكانيات الاقتصادية والبشرية لمواجهة جميع التحديات وتفعيل برامج الإصلاح والاستجابة لمتطلبات المستقبل في ظل سيادة الدولة وحكم القانون واحتياجات العصر ومنظومة الثقافة المحلية والقيم والعادات والتقاليد والمسؤولية الاجتماعية للمواطن.
ان اول قرار سأتبناه هو فصل وزارة التربية عن التعليم العالي وان يسمى التعليم العالي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لان ضم الوزارتين مع بعضهما البعض هو ظلم لهما، ووزارة التربية هي وزارة خدماتية بالدرجة الأولى ولها فلسفة معينة، اما التعليم العالي فيفترض ان يكون وزارة مستقلة بذاتها لاسيما بعد زيادة الجامعات الخاصة، ويجب ان يكون هناك اكثر من جامعة حكومية بالكويت فضلا عن إنشاء جامعة للمرأة.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )