- الحصول على سكن وإجراءات الإقامة واللغة أهم الصعوبات أمام الدارسين في فرنسا
- على الطالب الراغب في الدراسة في فرنسا أن يتمسك بتعاليم الدين الإسلامي
- المرأة الكويتية مبدعة واستطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات ونأمل أن تأخذ فرصتها في المناصب القيادية
آلاء خليفة
الإرادة والعزيمة والإصرار على تحقيق الأحلام قادت الطالبة الكويتية المتميزة جنان بن سلامة لتتحول من طالبة دكتوراه إلى أول محاضرة على مستوى الكويت ودول الخليج في جامعة السوربون، تلك الجامعة المصنفة ضمن أعرق الجامعات حول العالم.
«الأنباء» التقت بن سلامة وتعرفت منها على حياتها ودراستها الجامعية وتخصصها المتميز، كما تحدثت معنا عن تميز المرأة الكويتية في جميع المجالات، وكشفت لنا عن طموحاتها التي تأمل تحقيقها عند عودتنا لديرتها الحبيبة الكويت.
وإليكم تفاصيل الحوار:
في البداية، من هي جنان بن سلامة، بطاقة تعريفية عنك للقراء؟
٭ انا طالبة كويتية حاليا اقوم باستكمال دراسة الدكتوراه في جامعة السوربون في فرنسا، وبدأت مشواري التعليمي ببعثة من وزارة التعليم العالي لدراسة البكالوريوس في فرنسا في تخصص علوم اللغة والإعلام في جامعة فرانش كونتيه بمنطقة بيزانسون الفرنسية، كما حصلت على منحة من وزارة التعليم العالي في الكويت لدراسة الماجستير واستوفيت شروط المنحة وحصلت عليها وتقدمت لجامعة السوربون لأن التخصص الذي ارغب فيه متطور جدا في الجامعة ومتقدم عن باقي الجامعات، ولكن الاشكالية التي واجهتني حينها ان الملحق الثقافي الكويتي في فرنسا لم يكن لديه أي اتفاقية مع تلك الجامعة، وتقدمت الى الجامعة وتم قبولي بفضل الله.
وما ابرز الصعوبات التي واجهتك؟
٭ في البداية واجهت صعوبة بالغة تتمثل في العنصرية من قبل بعض افراد الشعب الفرنسي، والنظام الفرنسي بشكل عام لا يمنح درجات، وتعرضت للعنصرية من قبل بروفيسور يهودي في جامعة السوربون وكان يحاول احباطي دائما، ولكن بالإرادة والعزيمة حصلت على درجات عالية في المادة التي يدرسها ذلك البروفيسور، وتغيرت وجهة نظره لي لاسيما انني أمثل المرأة العربية المسلمة والمحجبة.
ومن العوائق التي تواجهنا في فرنسا لاسيما اثناء دراستي للدكتوراه لأنني ادرس على نفقتي الخاصة هو الحصول على سكن وأيضا إجراءات الإقامة التي تتجدد سنويا، وليس كما هو الحال في أميركا، حيث تكون الإقامة لمدة 5 سنوات مدة الدراسة والمعيشة في فرنسا مكلفة ماديا فضلا عن صعوبة المناهج الدراسية في الجامعات الفرنسية، حيث ان كل مادة دراسية تتطلب البحث فيما لا يقل عن 6 مراجع.
هل للسفارة الكويتية دور في حل تلك المشاكل التي تواجه الطالب الكويتي في فرنسا؟
٭ بالتأكيد السفارة الكويتية هي بيت كل كويتي في الغربة، ويساهم طاقم السفارة في حل الكثير من المشاكل ولكن الصعوبة تكون في الطالب غير المبتعث من وزارة التعليم العالي.
حدثينا عن اختيارك من قبل جامعة السوربون وهي من اعرق الجامعات حول العالم كأول محاضرة للتدريس في الجامعة، كيف تم اختيارك؟
٭ بعد حصولي على الماجستير من جامعة السوربون تقدمت لدراسة الدكتوراه على نفقتي الخاصة، وكان البروفيسور المشرف على رسالة الدكتوراه حاصل على لقب «مدرس مدى الحياة»، وتم قبولي و3 آخرين من بين 150 متقدما، وتخصصي في البكالوريوس هو علوم اللغة والإعلام، اما في مرحلة الدكتوراه فتخصصت في علوم اللغة وعلوم الحاسوب، حيث دمجت بين استخراج المعلومات عن طريق استخدام الخوارزميات في الذكاء الاصطناعي ومن ثم قام البروفيسور مشرف الرسالة بضمي إلى مختبر الأبحاث العلمية في علوم الحاسوب واللغويات.
وفي كل عام كانت هناك وظيفة تضم منصبا او منصبين فقط لا غير، والمتقدمون قد يكونون من داخل الجامعة او خارجها، وبالتالي لا تكون هناك فرصة للحصول على تلك الوظيفة لأن الأولوية بالتأكيد تكون للفرنسيين، ولكني تقدمت، لاسيما ان احد الشروط هو الحصول على 3 تزكيات، وانا كنت حاصلة على 5 تزكيات، وتم ترشيحي ولكن الاشكالية في الحصول على الوظيفة تمثلت في كوني امرأة محجبة، وابلغوني بأنه سيتم إخضاعي لاختبار علمي واكاديمي، وبناء عليه سيتم تحديد قبولي في الوظيفة من عدمه، وكان الاختبار هو ان أقوم بتدريس نحو 200 طالب لتقييم مدى قدرتي على المحاضرة امام هذا العدد الكبير من الطلبة، وكانت التجربة صعبة ولكن قمت بخوض التجربة ونجحت وحاليا اقوم بتدريس مناهج علمية لطلبة البكالوريوس في جامعة السوربون في مادة «طرق البحث البرمجية الحديثة لاستخراج المعلومات وتحليلها لغويا»، وكانت فرصة عظيمة بأن احصل على مسؤولية قيادية في التغيير،
وقد حضرت اجتماعات منذ فترة قريبة في الجامعة لتحديد المناهج الدراسية التي سأقوم بتدريسها العام القادم، وتم ترشيحي لتدريس مناهج في مرحلة الماجستير وليس فقط في مرحلة البكالوريوس.
من المعروف ان جامعة السوربون تلعب دورا كبيرا في حرية النقاش الفكري وتسعى دائما في تطوير التعليم وطرق التدريس، فماذا أضاف لك ذلك في مسيرتك العلمية؟
٭ بالتأكيد ان جامعة السوربون من الجامعات العريقة حول العالم والمعروفة بمستواها الأكاديمي والعلمي، ودراستي بالجامعة وتدريسي فيها حاليا أضاف لي الكثير وسيضيف لي اكثر واكثر من خلال الخبرة والاحتكاك بالثقافات الأخرى وبأساتذة متميزين في تخصصي، وهي من الجامعات الصارمة في تقييم الدرجات، ولكن تعلمت تحمل المسؤولية والتعامل مع الطلبة من مختلف الجنسيات والتجربة كانت مميزة جدا، وتعلمت من جامعة السوربون التواضع، فالمعلم هو رمز العلم.
ما نصيحتك لبنات جيلك حتى يستطيعوا الوصول إلى ما وصلت اليه من إنجاز مهم أضاف لك الكثير كفتاة كويتية تمثل الكويت في الخارج؟
٭ كل إنسان يستطيع تحقيق الإنجاز ويمكنه تحقيق حلمه بالتحدي والإصرار والعزيمة والإرادة والمثابرة على تحقيق الأحلام، وانصح جميع الفتيات بالسعي لتحقيق أحلامهن بالعلم والإرادة، وان كانت الحياة في فرنسا صعبة لاسيما ان الشعب الفرنسي متحفظ نوعا ما ولابد لمن يريد الذهاب إلى فرنسا تعلم اللغة الفرنسية والتمكن منها للتعامل مع الشعب الفرنسي، وأود التأكيد كذلك على ان فرنسا دولة غير إسلامية بها الكثير من التوجهات، وبالتالي فعلى الطالب الراغب في الدراسة في فرنسا ان يكون لديه ثقة في الله عز وجل ويتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وان يتمتع بالإرادة والعزيمة للحصول على أعلى المراتب العلمية ولابد ان يكون الكويتي والكويتية خير سفراء لبلدنا الحبيبة الكويت في الخارج.
كيف ترين وضع المرأة الكويتية اليوم ليس فقط في المستوى التعليمي والأكاديمي وإنما في سوق العمل وتقلدها للمناصب القيادية؟
٭ المرأة الكويتية من وجهة نظري هي امرأة مبدعة واستطاعت تحقيق الكثير من الانجازات في مختلف المجالات وأصبحت حريصة على النهل من مناهل العلم أينما كانت، وتسعى لتحقيق حلمها بإرادة وعزيمة، ونأمل حقيقة ان تأخذ المرأة الكويتية فرصتها في المناصب القيادية في الدولة لأنها بالفعل تستحق كونها خلاقة ومبدعة ومتمكنة.
بعيدا عن حياتك الأكاديمية والعلمية ما هواياتك المفضلة؟
٭ انا عاشقة للغوص وكنت أول مدربة غوص تدرب في الكويت بثلاث لغات العربية والانجليزية والفرنسية، وكنت أشارك في رحلات تدريب الغوص كما شاركت ايضا في باريس باعطاء محاضرات عن الغوص، كما انني احب التزلج على الجليد وأمارس تلك الهواية اثناء وجودي في فرنسا ووصلت لمراحل متقدمة بها.
ما خططك ومشاريعك المستقبلية؟
٭ حاليا اقوم بالتحضير لتدريس مناهج على مستوى الماجستير في جامعة السوربون في سبتمبر المقبل ومستقبلا عندما احصل على الدكتوراه سأعود الى الكويت للعمل بجامعة الكويت لأرد لبلدي ولو جزءا يسيرا من جميله الذي لن أنساه أبدا.
لمن توجهين رسالة شكر لأشخاص كان لهم الاثر الأكبر في حياتك لتحقيق هذا الإنجاز الكبير؟
٭ أشكر أهلي الذين ساندوني ومازالوا يدعمونني في مسيرتي العلمية والعملية، كما اشكر ديرتي الحبيبة الكويت لحصولي على بعثة من وزارة التعليم العالي لدراسة البكالوريوس في فرنسا ومن ثم حصولي على منحة الماجستير.
دور الاتحاد
أشادت بن سلامة خلال الحوار بالدور الذي يقوم به الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع فرنسا بيت الطالب الكويتي في غربته موجهة لهم جزيل الشكر والتقدير على جهودهم الحثيثة التي يقدمونها للطلبة الكويتيين الدارسين في فرنسا.