- فتح المكتب الثقافي في إيرلندا ساهم في زيادة عدد التخصصات أمام الطلبة إلى 17 تخصصاً بعد أن كانت مقتصرة قبل 2006 على 3 أو4 تخصصات فقط
- معرض الجامعات الإيرلندية سيقام لأول مرة في الكويت أواخر فبراير المقبل
- بروتوكول لاستكمال أطباء الأسنان الكويتيين دراستهم العليا بالجامعة الملكية في دبلن
- 350 طالباً وطالبة يدرسون في الجامعات الإيرلندية نعمل على تقديم أفضل الخدمات لهم
- الجامعات الإيرلندية مشهود لها بالتقدم وقد خرّجت الكثير من العظماء
د.نرمين يوسف الحوطي
جمهورية إيرلندا إحدى الدول الأوروبية التي تتمتع بطبيعة ساحرة، بالإضافة للسواحل الطويلة الممتدة والتي تحيط بها من جميع الاتجاهات، وتتمتع ايرلندا بالعديد من موارد الثروة الطبيعية مع احتفاظها بموقع جغرافي واستراتيجي متميز وذلك لوقوعها على أهم الطرق الجوية والبحرية بين أميركا الشمالية وشمال أوروبا، كما تحتفظ ايرلندا بأرقى الجامعات في ميادين كثيرة، ومن هناك كان لنا هذا اللقاء مع الملحق الثقافي ورئيس المكتب الثقافي الكويتي في ايرلندا د.حامد العبدالله الذي تحدث لـ «الأنباء» عن تاريخ إنشاء المكتب وإنجازاته التي حققها خلال فترة وجيزة أهمها زيادة التخصصات الدراسية أمام الطلبة الكويتيين الدارسين هناك، لافتا إلى أنها قبل فتح المكتب عام 2006 كانت لا تتجاوز 3 أو 4 تخصصات أصبحت الآن 17 تخصصا كما أن هناك توجها لفتح المزيد من التخصصات المهمة التي تلقى إقبالا من أبنائنا ولها احتياج من الدولة. وكشف العبدالله عن بعض الأمور التي يعاني منها الطلبة الدارسون في ايرلندا مؤكدا أن أهمها احتياجهم لزيادة المخصصات المالية نظرا للغلاء الكبير في ايرلندا، حيث تعد ثاني أغلى دولة في أوروبا.
كما تحدث عن مشكلة تأخر بدل العلاج للطلبة، لافتا إلى أن هذه المشكلة قلت نسبيا وصار البدل لا يستغرق سوى أسبوع أو اثنين لصرفه. وعما إذا كان عدم وجود سفارة للكويت في ايرلندا هو السبب في هذه المشكلة قال العبدالله إن سفارتنا لدى المملكة المتحدة لا تقصر في خدمة الطلبة وتلبية احتياجات المكتب الثقافي في ايرلندا إلا أن المراسلات والردود تأخذ وقتها، لافتا إلى أن أمر فتح سفارة في أي مكان ليس من اختصاص وزارة التعليم العالي وإنما يعود لوزارة الخارجية. وتطرق الملحق الثقافي في دبلن إلى بعض الأنشطة الثقافية التي يسعى من خلالها المكتب لزيادة العلاقات الثقافية بين الكويت وايرلندا فإلى التفاصيل:
في بداية حديثنا معكم نريد إعطاءنا نبذة عن المكتب الثقافي وعن طرق الدراسة لطلابنا الكويتيين حيث اننا نعلم أن المكتب حديث الولادة؟
في بداية حديثي أنتهز الفرصة من خلال «الأنباء» وأتقدم بالتهنئة بالعيد الفطر السعيد إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وإلى جميع أبنائي الطلبة الكويتيين والشعب الكويتي، كما أتقدم بالشكر إلى «الأنباء» وأسرة تحريرها على اهتمامهم الكبير بمتابعة كل ما يهم أبناءنا الطلبة وطرح مشاكلهم واقتراحاتهم في أي بلد يوجدون فيه لتلقي الدراسة. أما عن المكتب الثقافي الكويتي في ايرلندا فقد كان إنشاؤه مبادرة رائدة للحكومة الكويتية متمثلة في وزارة التعليم العالي بعد شعورهم بالحاجة الماسة لإنشاء مكتب ثقافي في ايرلندا ليرعى شؤون الطلبة ويسهل الدراسة لهم حيث إن عدد الطلبة في جمهورية ايرلندا فاق أكثر من 350 طالبا وطالبة، والمكتب افتتح في أول سبتمبر 2006 وقبل ذلك التاريخ كان جميع الطلبة في ايرلندا يتبعون المكتب الثقافي الموجود في المملكة المتحدة وكان هذا لقلة عدد الدارسين، ولكن اليوم ومع تزايد الطلبة والإقبال على الدراسة في جمهورية ايرلندا من قبل البعثات الدراسية وفتح شعب أكثر للدراسة في الجامعات الايرلندية جعل هناك ضرورة لوجود مكتب ثقافي يسهل كل العقبات التي تواجه الطلبة، ومنه قررت وزارة التعليم العالي فتح هذا المكتب، ونحن الآن والحمد الله منذ عام 2006 ومع تزايد الطلبة والتعامل مع أكثر من جامعة في ايرلندا بجميع التخصصات، تم نقل كل الملفات الطلبة الدارسين في ايرلندا من المكتب الثقافي من المملكة المتحدة إلى المكتب هنا في جمهورية ايرلندا، واذكر أن ذلك استغرق من الوقت بين الشهرين والثلاثة اشهر، بعدها أصبحت الأمور أسهل بكثير للطلبة الدارسين هنا من حيث القبول وفتح الملفات والشؤون الصحية، وبرغم استقلالية المكتب إلا انه إلى الآن تحت إشراف سفارتنا في المملكة المتحدة.
تطور ملحوظ
بعد ترسيخ قواعد المكتب الثقافي الكويتي في ايرلندا وبعد فتح ميادين علمية لطلابنا هنا، نريد أن نتحدث عن التخصصات الجديدة التي أصبحت متاحة للطلاب هنا؟ وما التخصصات التي يقبل عليها طلابنا؟
الطب البشري يأتي في مقدمة اهتمامات طلابنا ونسبة القبول عليه نحو 80% ومن ثم طب الأسنان ومن بعده تأتي التخصصات الأخرى مثل الصيدلية والهندسة الكهربائية والالكترونية وإدارة الأعمال ونظم المعلومات والآن نحن بصدد استقبال أفرع جديدة علمية وثقافية منها على سبيل المثال المسرح والفنون التشكيلية وفن السينما والتصميم الداخلي، فالحمد الله عندما أقمنا المكتب كانت التخصصات تتراوح بين 3 و4 تخصصات فقط، أما اليوم فنحن نتحدث ونعمل على أكثر من 17 تخصصا علميا وأدبيا وثقافيا متاحة أمام أولادنا المتفوقين ليكون المجال أمامهم أوسع في الاختيار على حسب ميولهم العلمية أو الأدبية أو الثقافية، أي أصبح لهم النطاق العلمي للحصول على درجة البكالوريوس أوسع من قبل.
تاريخ عريق
توسع ملحوظ في الميادين الدراسية المقدمة للطلبة منذ افتتاح المكتب، فما الأسباب التي ساعدت على تحقيق هذا التوسع العلمي والأدبي؟
في بادئ الأمر لابد أن نذكر أن جمهورية أيرلندا بلد حضاري له بصمة تاريخية وثقافية وعلمية بين الدول الأوروبية الأخرى، وهذا ما جعلني أحرص دائما على البحث عن فتح ميادين دراسية أكثر لطلابنا الذين يريدون المزيد والجديد من العلوم لدراستها بعد قراءتي عن هذه الدولة وعن تاريخها وعن جامعاتها، فإذا تحدثنا عن نظم المعلومات والكمبيوتر على سبيل المثال لا الحصر فسنجد أن ايرلندا تمتلك أفضل 3 شركات عالمية، أما إذا أخذنا علم الصيدلية فسنجد أيضا أن ايرلندا تمتلك أفضل 7 شركات مصنعة ومنتجة للأدوية هذا بجانب الأسماء اللامعة الذين تخرجوا من جامعات ايرلندا، فمن منا لا يعلم أن العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن درس وتعلم في جامعاتهم أما الشخصيات السياسية فمنها الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي، وإذا جلسنا في ضرب الأمثلة عن الأسماء التي درست في هذا البلد الحضاري وأصبحت رموزا في بلادهم سنحتاج مجلدات وليس لقاء صحافيا، ومن هذا المنظور العلمي والثقافي أحببت أن أرى أبناء الكويت مثل هذه الأسماء التي ذكرناها ليقوموا بخدمة الكويت وشعبها، وقد بعثنا مقترحات بفتح ميادين علمية جديدة لوزارة التعليم العالي والحمد لله هذه الاقتراحات والمجالات نالت الاستحسان من قبل المسؤولين في الوزارة وها نحن اليوم نرى هذه المجالات أصبحت مدرجة في البعثات الخارجية ليصبح المجال أوسع لطلابنا في الاختيار.
بعد هذا التطور الدراسي وإقبال الطلبة على جمهورية ايرلندا ألا تعتقد أنه حان الوقت لأن تكون لنا سفارة في جمهورية ايرلندا؟
أولا سفارة الكويت في المملكة المتحدة تقوم معنا بواجبها على أكمل صورة وخاصة بكل ما يتعلق ويخص الطلبة حيث إنها تسخر كل العقبات التي تواجه الطلبة وتيسر لهم الإجراءات المتعلقة بشؤونهم الحياتية والصحية والعلمية، أما بالنسبة لإنشاء سفارة في جمهورية ايرلندا فهذا قرار سياسي يخص وزارة الخارجية وعلى رأسها الشيخ د.محمد الصباح والأمر لهم وليس من اختصاصات وزارة التعليم العالي.
مشكلة تأخير الصرف
كثير من الطلبة يشكون من تأخير دفع الفواتير الخاصة لعلاجهم، ألا ترون أن تأخير الاحتياجات المادية يجعلنا بحاجة ماسة لإنشاء سفارة أو قنصلية في جمهورية ايرلندا ونحن أمام زيادة مستمرة في أعداد الطلبة المتوجهين إلى ايرلندا للدراسة؟
في بادئ الأمر أكرر أن إنشاء سفارة أو قنصلية ليس من اختصاص وزارة التعليم العالي وهو قرار خاص بوزارة الخارجية، أما بالنسبة للشق الذي يخص الطلبة والذي يتعلق بصرف فواتير العلاج الطلبة والشكوى من التأخر بالدفع فنحن نعلم أن هذا يعد مشكلة تواجه الطلبة، إلا أن سفارتنا في المملكة المتحدة تفعل أقصى ما بوسعها لتذليل هذه العقبات من حيث الوقت للصرف، حيث إنها قامت مشكورة بتخصيص موظف مسؤوليته ملف العلاج الصحي لطلبتنا في جمهورية ايرلندا، وبالفعل أصبح الصرف الآن لا يستغرق من الوقت سوى أسبوع إلى أسبوعين وهذا أفضل من السابق، ونحن نتحدى عامل الزمن وأنتم تعلمون أن المكتب حديث الإنشاء ونقل الملفات وإضافتها في أجهزة الكمبيوتر مع مراسلة الجامعات لقبول الطلبة والعمل على دراسات سنوية بل شهرية من أجل تطوير المكتب، وكل هذا لكي نواكب الزمن في التطوير ونقدم كل ما هو مميز للطالب وتسهيل كل ما يقف أمامه في حياته الدراسية، ولابد أن أذكر نقطة تخص موضوع علاج الطلبة الدارسين في ايرلندا، وهي أن العلاج هنا يختلف عن باقي الدول الأوروبية بمعنى أنه عند إصابة أي طالب أو طالبة بمرض ما لابد أن يراجع طبيبه الخاص ومن خلال المراجعة وتشخيص الطبيب وكتابة الوصفة الطبية للعلاج أو التحليل يقوم الطالب بالدفع ويتسلم عند الدفع فاتورة ومن ثم يأتي إلى المكتب ونقوم بإرسال الفاتورة مع كتاب رسمي موقع منا إلى سفارتنا في المملكة المتحدة للدفع ومن ثم يصرف له المبلغ، ولا شك أن هذه عملية مرهقة وعاملها الزمني لا يتوافق مع الطالب ومع ما ألتمسه من تذمر الطلبة، لذا أرسلت مذكرة رسمية لوزارة التعليم العالي بضرورة التأمين الصحي على كل طالب يتلقى دراسته في جمهورية ايرلندا لأن هذا الاقتراح سيسهل للطلبة كل ما يتعلق بالصحة ويزول عامل الوقت وكان هذا منذ عامين، ولكن أنتم تعلمون أن هذه المراسلات تمر عبر قنوات حكومية وإدارية ومالية وموافقات رسمية، إلى أن تأتي لنا الموافقة على التأمين الصحي، وأعتقد إذا تمت الموافقة على التأمين الصحي سيوفر ذلك على الطالب الكثير أولا ويوفر علينا في الإجراءات المتبعة للدفع، وقد سمعنا أنه تمت الموافقة من قبل وزارة التعليم العالي ومن قبل وزارة المالية ومجلس الوزراء ولكن إلى الآن لم نتسلم شيئا رسميا يفيد بذلك، وعبر «الأنباء» أناشد كل الجهات المعنية التعجيل بالموافقة لترسيخ كل العقبات للطلبة الدارسين في الخارج، فنحن نعمل من أجله ومن أجل صالح الكويت.
أمر ملح
طلب زيادة الرواتب للطلبة أصبح أمرا ملحا لكثير منهم في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب الغلاء في أيرلندا، نريد أن نعرف منكم إلى أين وصل موضوع الزيادة المالية الخاصة بمخصصات الطلبة في جمهورية ايرلندا؟
في عام 2006 وبعد ثلاثة أسابيع من إنشاء المكتب الثقافي في ايرلندا ومن الواقع المعاش الذي عشته مع أبنائي الطلبة هنا، قمت بعمل كتاب رسمي أرفقت معه دراسة مفصلة للواقع المعاش للطالب وما يعانيه من غلاء معيشي في ايرلندا، وطالبت برفع رواتب الطلبة بنسبة 20% ثم ألحقت ذلك الكتاب بكتاب آخر وكان هذا منذ عام ونصف أطالب فيه برفع الرواتب إلى 40% مرفق معه دراسة مفصلة عن غلاء المعيشة في جميع القطاعات الموجودة هنا والتي يتعامل معها الطلاب الكويتيون، وما يثبت صحة كتبنا الرسمية أن ما يدفع من مخصصات للطالب غير كاف للمعيشة هنا، ومنه كان هذا أساس طلبي برفع الرواتب بنسبة 40% ولكن أنتم تعلمون إجراءات وزارة المالية كما أبلغت من وزارة التعليم بأنه لا يجوز زيادة الرواتب إلا بعد 5 أعوام من آخر زيادة ومنه كانت آخر زيادة في عام 2005 أي أنه لا يحق لنا طلب الزيادة إلا بعد عام 2010 وها نحن ننتظر ومن خلال هذا اللقاء أوجه للمسؤولين بصوت يسمع ويقرأ مطالبتنا بالنظر في طلبنا والاستثناء من قوانين وزارة المالية واعطاء الزيادة لطلابنا لأن ما يصرف لهم بالفعل لا يوفي متطلباتهم اليومية أمام غلاء باهظ في المعيشة، ولا يخفى عليكم أن جمهورية ايرلندا تعد ثاني دولة في الغلاء بعد ألمانيا، وهذا وفق إحصائيات عالمية من خلال أرقام وحسابات مثبتة، وهذه فرصة لنعطي لقرائنا ومسؤولينا صورة عما يواجهه أولادنا هنا ليكون الحكم بين أيديهم، فالطالب يصرف 1800 يورو في الشهر في بداية الأمر يتراوح السكن العادي مابين 1200 إلى 1600 وهذا غرفة مشتركة في شقة هذا بجانب الغاز والكهرباء والماء والمواصلات والانترنت والأكل والشرب، وأترك للقراء والمسؤولين للقيام بالحساب ليعيشوا معاناة الطلبة وأهاليهم والقرار لهم.
أنشطة ثقافية
في ختام لقائنا نود أن نسأل عن دور المكتب في التوثيق الثقافي بين الكويت وجمهورية ايرلندا؟ وما مدى التبادل الثقافي بين الدولتين؟
بالفعل يوجد جدول ثقافي أقامه المكتب لدعم العلاقات الثقافية بين البلدين، وما أذكره اليوم في هذا اللقاء وأخص به «الأنباء» هو انعقاد ولأول مرة معرض الجامعات الأيرلندية في الكويت، وهذا سيتم إن شاء الله في أواخر شهر فبراير المقبل ويستمر مع بدايات شهر مارس، وسيكون هذا المعرض تحت مظلة وزارة التعليم العالي وبالفعل قمنا بالتنسيق بعد أخذ الموافقة من الوزارة مع إحدى المؤسسات هنا لتولي هذا المعرض والتنسيق له ليخرج للجمهور بأكمل وجه، كما أخص «الأنباء» أيضا بأنه تم التوقيع بين وزارة الصحة الكويتية مع الجامعة الملكية في دبلن على ابتعاث الدكاترة الكويتيين في طب الأسنان لاستكمال دراستهم والحصول على درجة الماجستير والدكتوراه من هنا، هذا بجانب بعض الاقتراحات المبعوثة إلى الوزارة التي لم يتم البت فيها، ومنها على سبيل المثال دعوة بعض الفرق الموسيقية لاحياء بعض الحفلات في ايرلندا مع بعض المخاطبات التي بالفعل تمت بين وزارة التربية ومكتبنا الثقافي على تنظيم الدورات والورش لبعض الموجهين الكويتيين العاملين في وزارة التربية المتخصصين في مجال الفنون التشكيلية والتصميم الداخلي في إحدى الجامعات الأيرلندية لتلقي الدورات والخبرات فيها، وخطوة بعد أخرى سيثبت المكتب إن شاء الله إنجازاته، ومشوار ألف ميل يبدأ بخطوة ونحن والحمد لله أنجزنا الكثير في زمن قياسي، وسنسعى دائما لتقديم الأفضل، وإن شاء الله نكون قد وفينا بحق ولو بعـض الشيء لأولادنــا ولدولتنـــا الحبيبــة الكويت.