- الشايجي: ضرورة عمل لقاءات دورية بين وزراء خارجية ودفاع دول «التعاون»
- وهبة: ترامب متحمس لاستئصال الإرهاب من خلال استخدام القوة
آلاء خليفة
أكد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت د.حسن جوهر ان دونالد ترامب حبس انفاس العالم لحين اعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الاميركة، والجميع ينتظر حاليا ليرى ملامح السياسة الأميركية الجديدة بعدما طرح ترامب في حملته الانتخابية آراء مثيرة للجدل وبها الكثير من التصريحات غير التقليدية وفي مقدمتها التعهد بتغيير ملامح السياسة الخارجية الأميركية، ولا شك ان مركزية الولايات المتحدة كقطب عالمي والتطورات المتلاحقة في اقاليم مختلفة من العالم والابعاد الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والتحالفات الدولية ستتأر بلا شك بالسياسة الأميركية بشكل عام وفي ظل المتبنيات الفكرية والآراء الشخصية للرئيس الأميركي الجديد بشكل خاص، جاء ذلك خلال ندوة «السياسات المتوقعة للإدارة الأميركية الجديدة حيال دول مجلس التعاون الخليجي» التي أدارها جوهر ونظمها قسم العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت بمشاركة استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.عبدالله الشايجي.
وأكد جوهر ان الولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى عريقة تتمتع بمؤسسات مستقرة تتعلق بسياسة خارجية واستراتيجية لها بعد دولي وتاريخي عريق، وبالتالي يدور الحديث حول السياسة المرتقبة في ظل آراء ترامب الشخصية، وفي ظل وجود مؤسسات أميركية تشارك بشكل كبير في صنع القرار مهما كان مهما ومؤثرا.
من ناحيتها، تحدثت السفيرة الأميركية السابقة لدى الامارات والرئيسة الحالية لمعهد دول الخليج العربي بواشنطن السفيرة مارسيل وهبة عن ملابسات نجاح دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية والتي كانت مفاجأة كونه لم يحصل على اغلبية شعبية ولكن نجح في الانتخابات بالاصوات الانتخابية، وهو يمثل شرائح محددة داخل المجتمع الأميركي خاصة البيض وسكان المناطق الريفية وليس المدن الكبيرة الذين يشكلون اغلبية المجتمع الأميركي.
واشارت إلى ان شخصية ترامب غير تقليدية وبالتالي يصعب التكهن بسلوكه كرئيس بسبب عدم وجود خبرة سياسية سابقة ويحب الاعلام ومتردد ويغير رأيه بشكل سريع فقد كان توجهه السياسي ديموقراطيا وانتهى بان يكون مرشحا جمهوريا ولديه اولوية الاهتمام بالداخل الأميركي عن السياسة الخارجية واعادة بناء البنية التحتية في الولايات المتحدة والحيلولة دون هجرة القطاع الخاص الأميركي إلى الخارج.
وفيما يخص القضية الفلسطينية لفتت وهبة إلى ان ترامب لا يؤمن بمشروع الدولتين وفيما يخص القضية السورية فموقفه متناقض فمن جهة يؤيد سياسة بوتين باستئصال داعش من سورية في الوقت الذي نجد فيه بوتين احد الحلفاء الرئيسين مع بشار الأسد وكذلك فان ترامب ضد إيران ولكن روسيا من اكبر حلفاء إيران الآن كما ان موقفه من إيران متشدد، ووصف الاتفاق النووي بانه الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.
واشارت إلى ان ترامب اختار وزير دفاع متشددا ولديه آراء متشددة ازاء إيران، متوقعة الا يتم إلغاء الاتفاق النووي ولكن تقييد وتحجيم الدور الإيراني وتدخله في شؤون الشرق الأوسط بشكل واضح.
وفيما يخص الشراكة في الدفاع عن دول الخليج أفادت بأن ترامب اعلن في اكثر من مرة ان على دول الخليج ان تدفع مقابل الحماية الأميركية.
وتابعت: وتلك التصريحات قد تكون مجرد دعاية انتخابية اكثر من كونها واقعية نظرا لعدم خبرته بالمناصب السياسية فقد تتغير تلك النظرة عندما يجلس مع إدارته الجديدة لاسيما فيما يخص الأهمية الاستراتيجية لدول الخليج وايضا الناحية التجارية. وفي محاربة الإرهاب، اوضحت وهبة ان ترامب متحمس جدا لاستئصال الإرهاب من خلال استخدام القوة ولكن عليه ان يعي ان استئصال الإرهاب من المنطقة يحتاج لوقت طويل وجهد متواصل وفكر ايديولوجي سياسي وليس فقط البعد العسكري.
وشددت وهبة على انه يظل من الصعوبة التنبؤ بشكل دقيق عن المتوقع من ترامب لان إدارته تختلف عن الإدارات التقليدية ولعل بعد مرور 6 اشهر من توليه المنصب ستكون الرؤية اوضح في سياسة وإدارة ترامب كرئيس للولايات المتحدة.
من وجهة نظر استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت أ.د.عبدالله الشايجي ان فواز ترامب كان مفاجئا وغير متوقعا، موضحا ان جميع رؤساء وقادة العالم يدرسون تفكيك لغز ترامب والتعامل معه ولاسيما لعدم وضوح مواقفه وسياساته الخارجية والأمنية ولم ينتخب لاي منصب اطلاقا وليست لديه خبرة بالشأنين الداخلي والخارجي.
وذكر الشايجي ان ترامب يغير مواقفه كما يغير «الكرافت» ويتراجع عن قناعاته وقراراته بين ليلة وضحاها، موضحا ان ترامب ركز على غضب الرجل الابيض، موضحا ان الطبقة التي دعمت ترامب هي طبقة غير المثقفين وغير الجامعيين والعمال الذين يعملون في الحرف التقليدية وايضا كبار السن، مشيرا إلى ان الخطورة في ترامب انه احيا العنصرية، مشيرا إلى ان النظام الانتخابي للرئاسة في أميركا غير عادل وغير ديموقراطي ولن يجرؤ أي من الحزبين على تعديله، موضحا ان ترامب لم يفز بالاغلبية المطلوبة أو بالصوت الشعبي ولو كان في أي دولة أخرى لما حقق هذا الفوز.
واشار الشايجي إلى حالة الغضب والهجوم من المجتمع الأميركي بعد فوز ترامب ولاسيما ان واشنطن معقل الديمقراطيين الذين صوتوا لهيلاري كلينتون، اما الدول العربية والخليجية ودول العالم كانوا مستعدين للتعامل مع إدارة كلينتون، ولكن كانت هناك خشية لدى البعض بان يفوز ترامب وعلينا ايضا للاستعداد للتعامل معه.
وتساءل ما هو موقع الشرق الأوسط والسياسة الخارجية بشكل عام في إدارة ترامب وماذا عن دول الخليج والتزام الولايات المتحدة بأمن الخليج والعربي والمنطقة وذلك لأهمية الاستقرار والامن الخليجي لسلامة امدادات النفط وسلامة الاقتصاد العالمي ومنع الاضطراب وتهديد مصادر وخطوط امداد الطاقة.
كما تساءل الشايجي ما مصير اتفاق إيران النووي والعلاقة مع إيران بعد تحديد الكونغرس العقوبات، ودور إيران في الحرب على الإرهاب وتقارير قياديين في إدارة ترامب من موقف دول الخليج تجاه التشكيك بسلوك إيران والاصرار على عدم التغاضي عن سلوك إيران وبرنامجها الصاروخي وتصديرها للطائفية والميليشيات، موضحا ان إدارة ترامب تريد تحجيم إيران بالنسبة للنووي ولكن لا تريد تحجيم دور إيران وانشطتها في دول الشرق الأوسط، موضحا ان فكر ترامب يركز على ان دور أميركا هزم الإرهاب وبالتالي فان بشار الاسد باق وبقوة وبالتالي سوف نرى تحالفا إيرانيا- روسيا- سوريا- أميركيا مع دول الخليج تحت شعار «محاربة الإرهاب» وهذا تكتيك لاحتواء إيران وليس ببعد استراتيجي نظرا لان ترامب يرى ان إيران لاعب مهم في الحرب على الإرهاب. واشار الشايجي إلى ان ترامب سيتعلم في منصب الرئاسة بسبب فقدانه للخبرة والفهم وكونه رجلا غير سياسي.
واقترح الشايجي ضرورة عمل لقاءات دورية بين وزراء خارجية ودفاع دول مجلس التعاون الخليجي ووزيري الخارجية والدفاع الأميركيين والتركيز على محاربة التطرف والإرهاب كأولوية وتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية والتدريب والتسلح، بالاضافة إلى التاكيد على الحاجة لتعديل قانون «جاستا» لمصلحة الطرفين والتأكيد على العمل المشترك بين دول الخليج والولايات المتحدة.
وذكر الشايجي ان مقاربات ترامب ساذجة وتفتقد العمل الاستراتيجي والصورة الشمولية ولا مقاربة مفصلة وواضحة للعلاقة في الملفات الخارجية والأمنية متسائلا: كيف سيتعامل مع الأزمة في سورية وكيف سيهزم «داعش» وكيف سيتعامل مع الحلفاء الخليجيين وماذا عن قانون جاستا وتعديله والمشترك بين دول الخليج وترامب حول الامن الطاقة إيران والتسلح.