قال أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د.رافع الزعبلاوي ان للغة الانجليزية مكانة في غاية الأهمية في حياتنا الثقافية وعالمنا المتحضر علمها من علمها وجهلها من جهلها. فهي لغة العلم والتكنولوجيا، والطب والتجارة، ولغة التداول والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات.
هذه حقيقة يجب على الإنسان المتحضر أن يعيها ويدركها ويقدر حجمها ويعمل بحسبها، لا أن يعجب بها ليقف أمامها مكتوف الأيدي متمنيا تحقيقها دون بذل جهد كاف ووقت وافر.
وأضاف ان كثيرا منا يقول نحن نعي هذه الحقيقة، ولكن لم نكن محظوظين في المدرسة بأساتذة أكفاء يفسرون المادة بطريقة سلسة ويدرسونها بأسلوب لغوي صحيح نطقا وكتابة وقراءة وسمعا. ولا أريد أن أتوجه هنا إلى الجهات الحكومية المعنية بذلك، بل أريد أن أعترف بأن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع في الحقيقة على كاهل أولياء الأمور منذ دخول أولادهم المدرسة.
فلا ينبغي لدور أولياء الأمور أن يقتصر على إرسال أولادهم إلى المدارس، بل عليهم البحث في كفاءة أساتذتهم بشكل دوري قبل أن تؤول الأمور إلى خارج سيطرتهم. فإذا وجدوا المقدرة والمهارة اللغوية لدى هؤلاء الأساتذة فهذه بشارة خير، وإلا فعليهم البحث في تغيير هذا الوضع حرصا منهم على مصلحة أولادهم، هذه المصلحة التي لا شك في أنها ستصب أخيرا في مصلحة المجتمع ككل فتزيد من رخائه وازدهاره وتقدمه.
وقال الزعبلاوي اننا لا ننسى المثل القائل: «العلم في الصغر كالنقش في الحجر» فنحن نقابل الكثير من الشباب الطموحين في هذا البلد الطيب ممن يحملون مؤهلات علمية راقية، إلا أنهم يحظون بمستوى لغوي متواضع، وهم يعربون عن أملهم في تقوية لغتهم الإنكليزية لأن عليهم الخضوع لامتحان التوفل (TOEFL) أو الأيلتز (IELT) أوغيرها من الامتحانات العالمية التي ستؤهلهم في نهاية المطاف للحصول على منحة دراسية سخية تضمن لهم مستقبلا زاهرا ومكانة مرموقة في مجتمعهم من خلال إكمالهم الدراسات العليا في اختصاصات مختلفة في الجامعات العالمية خارج البلاد.
وفي هذه الحالة يقف طالبنا على مفترق طرق. كيف له أن يحسّن من مستواه اللغوي الذي طالما أهمله سنين طويلة في إطار زمني قصير لا يجاوز اسبوعين؟ وأنا لاشك أتعاطف معهم وأشعر كم أنهم محبطون وهم في داخلهم يوجهون اللوم لأولياء أمورهم الذين لم يساعدوهم في المراحل الأولى من تعليمهم.
وأضاف انني كأستاذ متخصص في اللغة الإنجليزية أشعر بهم، وأتفهم مشكلتهم، ولكن لا أجد الكثير مما يمكن فعله لمساعدتهم وخاصة في فترة وجيزة كتلك. فالامتحانات العالمية كالتوفل والأيلتز وغيرها تعمل على سبر حصيلة معلومات الطالب، وتفترض أنه أمضى كل سنوات دراسته باحثا ومستقصيا ومطورا لمهاراته اللغوية في الكتابة والقراءة والاستماع والتكلم، وما عليه الآن إلا التدرب على أسلوب الامتحان ومراجعة المعلومات التي قام باكتسابها أصلا على مدى كل السنوات الدراسية الماضية.
فكيف له أن يحسن استعمال اللغة كتابة ولفظا ويحفظ مئات المفردات غيبا في غضون اسبوعين أو ما شابه؟ وأنا كأكاديمي ولدي خبرة طويلة ومستفيضة في تعليم اللغة الانجليزية، أود أن أنصح أفراد الجيل الجديد من هذا المجتمع الطيب بأن يأخذوا حذرهم من هذه المشكلة ويتداركوا مخاطر إهمالها، ويعملوا على متابعة أولادهم في إتقانهم للغة الانجليزية والنهوض بها منذ نعومة أظافرهم، فهذا بلا شك سيتطلب منهم جهودا عظيمة، إلا أنه سيختصر عليهم مشاكل تعليمية مستقبلية عديدة وشعور بالندم والاحباط لا حد له ولا مفر منه.