- الأمن الغذائي متوافر في الكويت بما يضمن الحياة الكريمة للمواطن
- موقع الكويت يجعلها قادرة على الاستفادة من المجال التجاري للدول المجاورة
- أي تغيير نحو الأفضل يبدأ من الشباب والكويت تمتلك الكثير من مقومات التقدم
آلاء خليفة
أشــار وزير التجــارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان إلى أن الكويت اليوم تمر بمنعطف تاريخي مهم والوضع الإقليمي ملتهب في ظل أوضاع اقتصادية متقلبة وتغير أسعار النفط والكثير من الأمور التي تجعل الشخص يقع في هاجس التفكير والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سنواجه تلك المخاطر؟ مشيرا إلى تدني نسبة التفاؤل بالمستقبل لدى الكثير من شرائح المجتمع.
جاء ذلك خلال منتدى «يبدأ مستقبل الكويت بثقافة مؤسسية مستدامة»، والذي عقد صباح أمس في الكلية الأسترالية في الكويت بحضور رئيس الكلية البروفيسور عصام الزعبلاوي، ومشاركة كل من خبير التعليم والتطوير د.عقل كايروز ومدرب الشركات كروتس سيمس، إضافة إلى ممثلين من القطاعين الحكومي والخاص وأعضاء هيئة التدريس بالكلية وطلابها.
وأكد الروضان إيمانه الكامل بالشباب والطاقات الشبابية، وأن أي تغيير نحو الأفضل يبدأ من الشباب، مشيرا إلى أن الكويت تمتلك الكثير من المقومات التي تؤهلها للانطلاق نحو الأفضل.
وذكر أن موقع الكويت الجغرافي يجعلها قادرة على الاستفادة من المجال التجاري في البلدان المجاورة، وفق ما يسمى بالأسواق الجغرافية، مثل سوقي الخليج والعراق، مبينا أن الأرقام والإحصائيات تؤكد أن الكثير من أصحاب المشاريع التجارية يستطيعون الاستفادة من السوق العراقي، لاسيما أنه سوق كبير، وغير مستفاد منه حاليا، ولابد أن تعمل الكويت على الاستفادة منه تجاريا واقتصاديا خلال الفترة المقبلة عبر المشاريع التجارية المختلفة.
وأشار الروضان إلى أن سياسة الكويت الخارجية منذ سنين تتسم بالاتزان حيث أنها صديقة لكل دول العالم، وملتزمة بالقوانين والمواثيق الدولية، وبالتالي ذلك الأمر يدعم انفتاحها التجاري على الدول، ومنافستها في الأسواق الاقتصادية عبر منتجاتها ومشاريعها، والكثير من الدول على استعداد للتعاون معها في مجالات كثيرة في الفترة الراهنة، وبالتالي فإن على الشباب أن يضعوا ذلك في أذهانهم وأن يقوموا بدورهم في مشاريعهم التجارية المختلفة، حيث إن أسواق العالم مفتوحة أمامهم سواء لمنتجاتهم أو مشاريعهم القادرة على المنافسة.
على صعيد متصل، أكد الروضان توافر الأمن الغذائي في الكويت للاحتياجات الغذائية الضرورية وفقا لتعريف الأمم المتحدة، بما يضمن الحياة الكريمة للمواطن، حيث إن الدولة توفرها في البطاقة التموينية، كالأرز والسكر والطحين والحليب وبقية المواد، ولا داعي للقلق بشأنها، موضحا أن البصل ليس من ضمن منتجات الأمن الغذائي.
وذكر أن أهل الكويت منذ القدم هم «أهل تجارة» مشيرا إلى وجود طفرة تجارية تشهدها البلاد بالفترة الراهنة، وهناك أدلة واضحة بالأرقام، حيث كان عدد الرخص التجارية المستخرجة لا تتجاوز الـ 2800 رخصة في العام 2016، وارتفعت في العام الحالي والذي لم ينته بعد إلى 10 آلاف رخصة تجارية، بما يمثل 4 أضعاف، مؤكدا أن الوزارة تسعى لخدمة المواطنين وتشجيعهم على المشاريع التجارية بطرق مدروسة ومبتكرة، ومساعدتهم على الانطلاق نحو العمل والإبداع.
وأضاف: من التسهيلات التي قدمناها لتسريع وتيرة العمل التجاري، تمكين المواطن من استخراج الرخصة التجارية خلال 3 أيام، بعدما كان يستغرق استخراجها سابقا فترة تتراوح بين شهرين و3 أشهر، وقد وعدنا بذلك مسبقا واستطعنا تحقيقه على أرض الواقع.
وتابع: كانت هناك مصاعب في استخراج بعض الرخص التجارية، وسعينا جاهدين إلى تخفيفها وتسريعها من أجل دعم الشباب الراغبين في الانطلاق بمشاريعهم التجارية بمختلف أنواعها، وعملنا إلى تنويع المشاريع من أجل إدخال اكبر شرائح ممكنة وتوسيع القادة التجارية، عبر العربات المتنقلة والرخص المنزلية والأسواق الموسمية وغير ذلك الكثير، وقد بلغ عدد المتقدمين إلى تلك الرخص 700 مواطن منذ فتح الباب لها في يونيو الماضي.
وأشار الروضان إلى ان احد المشاريع الجديدة التي فتحتها الوزارة هي العربات المتنقلة، والتي لم تجعلها محصورة على أنشطة تجارية محدودة، مثل المواد الغذائية فحسب، بل وصل عدد المجالات التجارية المسموح بها الى أكثر من 20 نشاطا تجاريا، من اجل فتح المجال لأكبر عدد من الشباب الكويتيين الراغبين بمزاولة المهن التجارية، والانطلاق بمشاريعهم الاقتصادية، مؤكدا أن هناك من يعملون ليلا ونهارا من اجل خلق الفرص التجارية أمام شباب الكويت بالفترة الراهنة.
وبين أن توفير الأراضي لمختلف المجالات فيه مصاعب، سواء للأغراض السكنية أو الصناعية أو التجارية، مما جعل بعض الشركات تواجه صعوبة في التخزين وما شابه، ولا بد من العمل مع الجهات المختلفة من اجل تذليل الصعوبات التي تواجه تلك الأمور من أجل دعم كل القطاعات المختلفة في الدولة، وتسريع وتيرة الإنجاز بالشكل المطلوب.
كما أكد الروضان أن هناك أصحاب مزارع لا يعرفون كيف يستفيدون من أراضيهم زراعيا في البلاد، وسيتم العمل على إعداد خطط من أجل حثهم ومساعدتهم على الاستفادة من مزارعهم ومنتجاتهم.
من جانبه، كشف رئيس الكلية الأسترالية في الكويت د.عصام زعبلاوي ان الكلية الأسترالية تضم 4 برامج أكاديمية وهي كلية الهندسة وكلية إدارة الأعمال وقسم الطيران وبرنامج اللغة الانجليزية، موضحا انه منذ تأسيس الكلية في العام 2004 فقد تطورت الكلية لتصبح واحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة في الكويت والتي تساهم مساهمة ملحوظة في قطاع توظيف القوى العاملة، كما انها تواصل تزويد سوق العمل بخريجين يتمتعون بالمعرفة والمهارات والمؤهلات التي يحتاجها الاقتصاد الكويتي المتنامي.
وبين زعبلاوي ان الكلية خرجت ما يقارب 7000 خريج من الكلية الاسترالية، مؤكدا أن الكلية تطمح في التقدم والتطور في برامجها ومخرجاتها، موضحا أن الكلية الأسترالية في الكويت تقدم نموذجا تربويا مبتكرا ليتكامل فيه التعلم داخل الفصل مع اكتساب الخبرة العملية في المختبرات والورش والمراكز المتخصصة، حيث يتم تأهيل الطلبة ليتعلموا ويعملوا، ويحللوا ويركبوا وذلك بغرض اعدادهم اعتمادا على أفضل الخبرات الدولية من أجل الالتحاق بسوق العمل، حيث تعزز البرامج التي تقدمها الكلية جوانب التعليم التقني التجريبي والتطبيقي مما يؤهل الخريجين ليتمكنوا من المعرفة المتميزة لاقتراح الحلول للمشاكل واختيار الحل الأمثل لها.
من جهته، اوضح مدير ادارة تدريب الهيئات والمؤسسات بالكلية الأسترالية في الكويت علي مبارك ان الكلية حريصة على تنظيم تلك المنتديات بهدف نشر ثقافة التنمية بين جيل الشباب، موضحا ان الكويت مقبلة على خطط ومشاريع ضخمة مستقبلا، وبالتالي فإن الحاجة ماسة لتدريب وتطوير الأفراد من اجل مساعدتهم على مواكبة تنفيذ تلك الخطط.
فريق عمل كامل متكامل لضمان النجاح
ذكر احد الحضور في مداخلة له ان الإجراءات بسيطة وميسرة في وزارة التجارة ولكن الصعوبة تكون في استكمال الإجراءات من وزارة الشؤون التي تتسم من وجهة نظره بالبيروقراطية وطول الإجراءات، فرد الروضان قائلا: جميع الوزراء فيهم الخير والبركة ووزيرة الشؤون مجتهدة لكن طبيعة الأعمال تختلف، ولكن كلمة حق فإن الكثير من زملائي الوزراء مجتهدون ولا يمكن ان ينجح شخص واحد بمفرده انما ينجح فريق العمل المتكامل.
واسترسل قائلا: فعلى سبيل المثال انا احب الأرجنتين، وميسي فعل كل شيء، لكنهم لم يفوزوا بكأس العالم، وبالتالي فإن اللاعب الواحد لا يمكن ان ينجز شيئا بمفرده ولا بد من فريق عمل كامل متكامل لضمان النجاح والفوز، موضحا ان وزارة التجارة تضم فريق عمل مميز اما هيئة الصناعة فـ «يبيلها شغل»، ومؤكدا انه يشجع دوما على العمل المؤسسي.