احتفلت جامعة الكويـت في الـ 27 من نوفمبر بذكرى مرور 43 عاما على نشأتها، ففي مثل هذا اليوم تفضل سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم بافتتاح الجامعة في مهرجان رسمي وشعبي ضخم مما يدل على عظم هذا الحدث العلمي في حياة الكويت المعاصرة.
وقد أنشئت الجامعة في أكتوبر 1966 بموجب القانون رقم 29 لسنة 1966، بشأن تنظيم التعليم العالي والقوانين المحمولة له، وتم افتتاحها رسميا في 27 نوفمبر 1966، وكانت الجامعة عند تأسيسها تضم كلية العلوم والآداب والتربية وكلية البنات الجامعية، وفي ابريل سنة 1967 صدر مرسوم أميري بإنشاء كليتين أخريين هما كلية الحقوق والشريعة وكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية، وفي أغسطس سنة 1995 صدر مرسوم أميري بإنشاء كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت وإلغاء كلية التجارة، وفي أكتوبر سنة 1971 صدر مرسوم أميري بفصل كلية العلوم عن كلية الآداب والتربية. وفي يوليو سنة 1973 صدر مرسوم أميري بإنشاء كلية الطب. وفي ديسمبر 1974 صدر مرسوم أميري بإنشاء كلية الهندسة والبترول، وفي 16/8/1977 صدر مرسوم أميري بإنشاء كلية الدراسات العليا. وفي مايو 1980 فصلت كلية التربية عن كلية الآداب وصدر بذلك المرسوم الأميري في 17/5/1980 بإنشاء كلية التربية. وسنة 1998 صدر مرسوم أميري بإنشاء كلية العلوم الاجتماعية، في حين صدر مرسوم أميري في أكتوبر 1981 بإنشاء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية فصلا عن كلية الحقوق والشريعة، وفي 13/1/1982 صدر قرار وزير التربية الرئيس الأعلى للجامعة بإنشاء مركز العلوم الطبية، وفي 22/6/1982 صدر المرسوم الأميري بشأن إنشاء كلية العلوم الطبية المساعدة والتمريض، وبذلك فصلت برامج العلوم الطبية المساعدة عن برامج كلية الطب، وفي 16/5/2004 صدر المرسوم الأميري رقم 150/2004 بتعديل مسمى الكلية إلى (كلية العلوم الطبية المساعدة فقط). وفي 3/2/1996 صدر المرسوم الأميري رقم 28 لسنة 1996 بإنشاء كلية للصيدلة بجامعة الكويت، وفي 28/5/1996 صدر المرسوم الأميري رقم 105 لسنة 1996 بإنشاء كلية طب الأسنان بجامعة الكويت.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب أعضاء الأسرة الجامعية تقدم قياديو جامعة الكويت وعمداء كلياتها بالتهاني والتبريكات متمنين لجامعتهم العريقة كل التقدم والازدهار والتطور والمزيد من الإنجازات في ظل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد.
بداية هنأ مدير جامعة الكويت د.عبدالله الفهيد الأسرة الجامعية بمناسبة مرور 43 عاما على إنشاء هذا الصرح الأكاديمي الشامخ، قائلا إن الجامعة تحتفل كل عام بذكرى افتتاحها في الـ 27 من نوفمبر، حيث صدر مرسوم أميري لتنظيم التعليم العالي في الكويت وأثر ذلك افتتحت جامعة الكويت رسميا في العام 1966 في احتفال كبير تحت رعاية وحضور المغفور له الأمير الشيخ صباح السالم والذي تقديرا لمآثره وجهوده ودعمه للعلم والعلماء، وفي بادرة حملت كل معاني الوفاء والعرفان، أمر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بإطلاق اسم سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم على المدينة الجامعية في الشدادية لتكون تسميتها (مدينة صباح السالم الجامعية).
وأكد د.الفهيد على اهتمام وحرص القيادة السياسية ممثلة بأصحاب السمو الذين تعاقبوا على حكم البلاد وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد على رعاية العلم والعلماء وعلى دعم المسيرة العلمية لجامعة الكويت لتبقى صرحا حضاريا شامخا من صروح العطاء في بلد الخير والعطاء.
وأضاف د.الفهيد قائلا: اننا في هذه المناسبة نستذكر ما مرت به الجامعة من تطور ونهضة في كل المجالات التي تواكب التطور والنهضة اللذين حدثا في المجتمع الكويتي خلال تلك الأعوام، حيث غدت الجامعة صرحا شامخا للعلم والمعرفة يفخر به أبناء الوطن وتضاهي مثيلاتها من أعرق جامعات المنطقة، مشيرا الى أن ذلك كله يعود لتلك الكوكبة من أبناء الجامعة الذين عاصروها على مر تاريخها وحملوا بسواعدهم مشاعل النور ليصلوا بها الى ما وصلت اليه من تقدم ورقي، فضلا عما قامت به الدولة، حيث لم تتوان عن تقديم الدعم اللازم في كل الظروف لتهيئة المناخ المناسب لبيئة علمية مثالية.
وأشار د.الفهيد الى تطور ونمو جامعة الكويت في عدة مجالات من ناحية عدد الكليات والأقسام العلمية وتزايد عدد الطلبة والمباني والمنشآت الجامعية والخدمات التي تقدمها للمجتمع.
خطوات سريعة
ومن جهته، أكد د.أنور اليتامى ان جامعة الكويت، هذا الصرح الاكاديمي الشامخ، هي الأساس في بناء الكويت الحديثة لما قدمته وتقدمه من كفاءات وخبرات فنية وإدارية متميزة، ولما تمد به المجتمع من دراسات وأبحاث وتوصيات واستشارات.
وأشار د.اليتامى الى الجهود الجبارة والحثيثة التي كانت وراء بقاء جامعة الكويت منارة للعلم والمعرفة، حيث ساهم الرواد الأوائل الذين أسسوا الجامعة على بناء وأساس قوي ومتين وثابت استطعنا قطف ثماره على مدى 43 عاما من عمر الجامعة، مشيرا الى ان الجامعة تخطو خطوات سريعة تسابق الزمن في تأكيد وجودها كونها صرحا اكاديميا ووجها مشرقا للعلم والمعرفة في هذا البلد المعطاء منذ إنشائها عام 1966.
إنجازات عالمية
ومن جانبه، قال عميد كلية العلوم الإدارية د.راشد العجمي ان كلية العلوم الإدارية تنهض في المرحلة الحالية بمواصلة أداء المهام والواجبات اللازمة لصيانة الاعتماد الاكاديمي، والذي حصلت عليه من قبل الجمعية الدولية لتطوير كليات ادارة الأعمال aacsb حتى تحقق بذلك أعلى معايير التعليم الإداري وتنضم الى مصاف الكليات العالمية، مؤكدا ان الكلية حققت إنجازات عالمية جديدة باختيارها ضمن افضل 300 كلية ادارة اعمال على مستوى العالم، حيث جاءت في المرتبة 240.
وأضاف د.العجمي ان كلية العلوم الإدارية حصلت على تقدير منظمة eduniversal وذلك باختيارها ضمن أفضل 1000 كلية علوم إدارية على مستوى العالم، فضلا عن برنامج الماجستير في ادارة الاعمال mba والدبلوم العالي في الإدارة العامة، وبدأت الكلية بتقديم برامج دراسات عليا جديدة كبرنامج الماجستير في المحاسبة، والاقتصاد، والدبلوم العالي في التمويل الاسلامي.
وبدوره قال عميد كلية العلوم د.بدر الصقعبي ان الجامعة تعتبر المنبع الرئيسي للطاقات البشرية المتخصصة، التي لن تتوانى في اداء وظيفتها الأساسية التي تتمثل في إعداد الأجيال المتعاقبة من الشباب، وذلك انسجاما مع الاستراتيجية الشاملة للدولة التي تعطي الثروة البشرية القيمة الاساسية في التنمية الشاملة.
واشار د.الصقعبي الى ان العلم يمثل الصناعة الأولى في سلم أولويات النظام العلمي المعاصر، كونه يرسم لطريق التقدم معالمه ويطور آفاقه، متمنيا ان يحقق وطننا ذاته ويرسخ كيانه على أسس علمية سليمة، مشيرا الى انه لا يمكن بلوغ تلك الغايات إلا من خلال الإسهام الحقيقي لأبنائه وإغنائهم بثورة العلم المعاصر التي تعد ديناميكية معقدة في مضامينها.
وأكد د.الصقعبي انه لابد من السعي الدائم الى استثمار كل معطيات العلم بمختلف التقنيات المتجددة والمتطورة والتعامل معها بصورة فاعلة وايجابية.
نبراس العلوم
من جهته، اكد القائم بأعمال عميد كلية الحقوق د.ابراهيم أبوالليل سعي كلية الحقوق الدائم لتقوية دعائم واهداف جامعة الكويت من خلال السير في النهج العلمي المرسوم ومن خلال المنظومة المتكاملة مع جميع الكليات لإرساء مبادئ وطموحات الجامعة المستقبلية والتي تسعى دائما لتطوير البحث العلمي وفتح آفاق جديدة للباحثين ومساعدتهم في تذليل جميع العقبات لإخراج ابحاث علمية قانونية تنفع العلم وتفيد المجتمع.
وأردف د.أبوالليل قائلا: ان نتاج كلية الحقوق بجامعة الكويت ليس في حاجة الى بيان، فخريجو كلية الحقوق جميعهم أثقلوا بالدراسة القانونية اللازمة التي تمكنهم من النجاح في الحياة العملية والمهنية والتي نرى نتاجها دوما في تبوئهم للمناصب والمراكز الوظيفية المهمة التي تخدم المجتمع وترسي دعائمه على نهج قانوني سليم وعادل وفق اسس قانونية راسخة.
كفاءات فنية
وفي كلمة له بهذه المناسبة، تقدم عميد كلية العلوم الاجتماعية د.عبدالرضا اسيري بخالص التهنئة لجميع العاملين بجامعة الكويت، بمناسبة مرور 43 عاما على انشاء هذا الصرح منارة العلم والمعرفة، مشيدا بالجهود التي أسهمت في بناء هذا الصرح الاكاديمي المميز، ومتوجها بوافر الشكر والتقدير والعرفان لجهود الرواد الاوائل للجامعة الذين أسسوها على بناء قوي وأساس متين وثابت، قائلا: جنينا ـ ولا زلنا نجني ـ ثماره خلال هذه الاعوام القصيرة من عمر الجامعة والكبيرة في انجازاتها.
كما توجه د.أسيري بخالص التقدير والاعتزاز للعاملين والمدراء والموظفين وأعضاء الهيئة التدريسية الذين بنوا وأسسوا هذا الصرح الذي جعل من الجامعة مكانا اكاديميا وعلميا واداريا مرموقا في مصاف الجامعات المتقدمة، مضيفا ان هذه السنين من العمل والعطاء قد أثمرت تخريج كوكبة الى سوق العمل أصبحوا من قياديي هذا البلد، فهذا الصرح هو اساس بناء الكويت لما قدمه من كفاءات وخبرات فنية وادارية متميزة، ولما قدمه ايضا من دراسات وأبحاث وتوصيات واستشارات تعد منهلا تستفيد منه مؤسسات المجتمع بكل قطاعاته ومجالاته المختلفة، فقد كانت جامعة الكويت ولا زالت المنبع الرئيسي لهذه الاستشارات والكفاءات للمجتمع، وهذه السنون التي مرت على انشاء الجامعة زخرت بالكثير والكثير من هذه الخبرات المتميزة.
من جهته اكد القائم بأعمال عميد كلية البنات الجامعية د.قاسم صالح ان جامعة الكويت اعلى صرح اكاديمي في الكويت، تخرج فيها نخبة متميزة من قياديي المجتمع اضافوا وساهموا في تنمية وطنهم، صرح ضم نخبة من الاساتذة الذين يجمعهم هدف واحد، وهو تقديم الافضل لشباب وطنهم.
واردف د.قاسم صالح قائلا: لعلنا في كلية البنات الجامعية نمثل نموذجا من نماذج ترجمة لذلك الهدف المنطلق من رؤية جامعة الكويت بتبنينا لرؤية ورسالة نطرح من خلالها برامج اكاديمية متطورة تتناسب وهدف التطوير في عالم التكنولوجيا والمعلومات، عالم سريع التغير، فرؤية الكلية تركز على جانبين اساسيين الاول هو الاهتمام بتنمية الشخصية القيادية للطالبة والثاني يتمثل في تحقيق التميز الاكاديمي من خلال برامج اكاديمية حديثة ومتطورة ملبية لاحتياجات المجتمع وسوق العمل الكويتي، متبنية نموذجا غير تقليدي لنظام التعليم متفاعل مع ما حوله من المتغيرات، ويعرف هذا النموذج بنموذج نظام مخرجات التعليم.
بدوره قال عميد كلية طب الأسنان د.جواد بهبهاني: ان جامعة الكويت ومنذ افتتحها الامير الراحل الشيخ صباح السالم، رحمه الله، تسير بخطى ثابتة نحو الريادة عربيا وعالميا لايمان قيادتها المتعاقبة وحرصها الدائم على تزويدها بخبرات اكاديمية مؤهلة وذلك لصقل خريجيها بكل ما هو جديد في عالم العلم والتكنولوجيا.
واكد د.بهبهاني ان جامعة الكويت حققت انجازات هائلة خلال مسيرتها ونمت نموا مطردا واصبحنا نرى عاما بعد عام مواكب الخريجين تثري حياتنا العلمية وانتشر الآلاف منهم في مختلف قطاعات العمل وتبوأوا المناصب الرفيعة وشغلوا الحقائب الوزارية وتحملوا مسؤولية العمل الوطني، مشيرا الى ان جامعة الكويت ستظل قلعة للمعرفة وحصنا راسخا للفكر والعمل على تسليح ابناء هذا الوطن المعطاء بكل ما هو جديد في عالم العلم.
الاعتماد الاكاديمي
وبدورها اعربت عميدة كلية الآداب د.ميمونة الصباح عن فخرها واعتزازها بهذه المناسبة الكريمة التي ترتسخ كونها اعرق جامعة في دول مجلس التعاون الخليجي ولديها ايمان راسخ بأن المرحلة الجامعية هي القاعدة الاساسية لاي خطة تنموية وهذا ما يدعو الى التركيز على العطاء العلمي والبحث الجاد والعمل على تطويره وتحديثه للنهوض بالجامعة من اجل تخريج جيل مؤهل للمساهمة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية في البلاد.
واضافت ان جامعة الكويت على يقين بأن الطالب هو الركيزة الاساسية التي قامت من اجله وله تعليما وتوجيها وارشادا وعناية بجميع الأمور التي تلقى على عاتق الجامعة من ادارة عليا وعمداء الكليات ورؤساء اقسام واعضاء هيئة تدريس ادراكا من الجميع بأن المسؤوليات امانة كبيرة نحو القيام بواجباتهم كاملة بفاعلية، لذا تحرص جامعة الكويت على كل ما من شأنه ان ينشئ بيئة تعليمية تتسم برحابة الافق المعرفي وتحفز عند الطالب التفكير العقلاني للمستقبل، وتعزز روح المواطنة المسؤولة وحب المعرفة والبحث والاستقصاء والفهم العميق للعالم الذي يعيش فيه وتغرس فيه روح المواطنة والمسؤولية والإخلاص للمهنة والرغبة في اداء دور فعال في مجتمعه، وتتوصل الجامعة لتحقيق هذه الرؤية بالمناهج الحديثة والتقنيات المتطورة.
من ناحيته قال عميد كلية التربية د.عبدالرحمن الاحمد لقد كانت جامعة الكويت ومازالت ـ عبر رحلتها الاربعينية هذه ـ منارة للعلم، ومنصة للمعرفة وقاطرة فكرية وثقافية للتاريخ الكويتي الحديث، نهلت منها الاجيال وترعرع في كنفها العلماء والمفكرون والسياسيون والفقهاء ورجال الدين والمعرفة من كل حدب وصوب، وحقك علينا ياجامعة الكويت، يا من تدفقت بالعطاء، وتوهجت بالنور والضياء، ان نحتفي بك اليوم وان نقدر لك دورك العظيم في بناء وطننا الغالي وترسيخ مسيرته الانسانية والحضارية، حقك علينا يا جامعة الكويت ان نقف لك حبا وتقديرا وتعظيما للدور التاريخي الكبير الذي اديتيه ومازلت بأمانة وصدق من اجل الكويت جيلا بعد جيل ومرحلة بعد اخرى وزمن بعد زمن.